كيف تحمي نفسك من أضرار تلوث المأكولات؟

انتقال العدوى يأتي خلال الإعداد أو الحفظ

نظافة الطعام خلال إعداده من الأهم لتفادي الأمراض
نظافة الطعام خلال إعداده من الأهم لتفادي الأمراض
TT

كيف تحمي نفسك من أضرار تلوث المأكولات؟

نظافة الطعام خلال إعداده من الأهم لتفادي الأمراض
نظافة الطعام خلال إعداده من الأهم لتفادي الأمراض

تعد قضية صحة ونظافة الطعام (Food Hygiene) من أخطر القضايا التي تواجهها صناعة الطعام في العالم، حيث تشمل تأثيراتها السلبية الزبائن وأصحاب المطاعم أيضا. فالعدوى من فساد الطعام تنتشر بسرعة وتصيب الأفراد بالكثير من الأمراض التي يعد بعضها من النوع القاتل. وفي السيناريو الأسوأ تنتشر هذه الأمراض بسرعة في مواقع إعداد الطعام الجماعي في الفنادق والمطاعم الكبرى والمستشفيات وسفن الكروز. وفي هذه الحالات تكون العدوى جماعية، وتؤدي أحيانا إلى إغلاق المنشآت نفسها حتى معرفة مصدر العدوى.
الكفاءة في التعامل مع هذه الحالات تعتمد على مدى الموارد الطبية المتاحة للتعامل مع حالات التسمم الغذائي الجماعية وسرعة الاستجابة ومدى كفاءة تدريب العاملين في المنشآت المصابة للتعرف على هذه الحالات ومعالجتها. وفي أوروبا تخضع جميع منافذ تقديم الطعام إلى شروط نظافة معينة في إعداد وتقديم الأطعمة منها التدريب للعاملين والفحص للمواقع وإصدار شهادات صلاحية صحية يجب تجديدها كل ثلاث سنوات. ولا يستطيع أي مطعم أن يقدم وجباته من دون وجود شهادة نظافة صحية سارية المفعول.
وهناك ثلاثة مستويات من التأهيل أو التدريب، أعلاها هو المستوى الثالث المخصص للمشرفين والمديرين في المطاعم، وتقدمه شركات تدريب متخصصة بعضها يوفر دورات التدريب عبر الإنترنت. كما توجد في بريطانيا وكالة حكومية للإشراف على مستوى نظافة الطعام، مهمتها حماية المستهلك وتعزيز قواعد نظافة الطعام من أجل الصحة العامة. وهي تمنح درجات نظافة للمطاعم أعلاها خمس درجات.
وتنشر النتائج فورا في حالة حصول المطاعم على خمس درجات، بينما تنشر الدرجات الأقل بعد ثلاثة إلى خمسة أسابيع لمنح المطاعم فرصة الاستئناف أو إعادة الفحص. وفي الشهور الأخيرة كانت نشاطات هذه الوكالة التي تسمى وكالة مستويات الطعام (Food Standards Agency) في إنجلترا وويلز وآيرلندا الشمالية تتركز في التعريف والتحذير من حالات الحساسية ضد أنواع معينة من الأطعمة. وذلك بعد انتشار حالات ردود فعل حادة لبعض الأطعمة مثل الفول السوداني والمأكولات البحرية وطحين القمح.
- أثناء السفر
تزداد خطورة الإصابة بأعراض تلوث الغذاء عند السفر، ليس لأن الطعام في دول أخرى أقل نظافة، ولكن لعدم تعود الجسم عليه. وأهم مصادر التلوث ليس من الطعام وإنما من ماء الشرب، ويشمل ذلك أيضا إضافة الثلج للمشروبات.
10 قواعد من منظمة الصحة العالمية لنظافة الطعام
يعتقد خبراء منظمة الصحة العالمية أن هناك عدة عوامل متعلقة بكيفية التعامل مع الأطعمة تؤدي في الغالب إلى نسبة كبيرة من فساد الأطعمة. أهم هذه العوامل هي تحضير الطعام قبل تناوله بعدة ساعات وحفظه في درجات حرارة تساعد على نمو البكتريا، وعدم طهي أو إعادة تسخين الأطعمة بدرجة كافية والعدوى المنتقلة بين الأطعمة وعدم النظافة الشخصية لمن يعد الأطعمة.
وأصدرت المنظمة ما تعتبره 10 قواعد ذهبية للتعامل مع هذه المخاطر وتطالب بتطبيقها عند إعداد الطعام للاستهلاك الخاص أو العام في أي مكان في العالم بغض النظر عن العوامل الاجتماعية والثقافية السائدة. هذه القواعد هي:
- ضرورة اختيار الأطعمة التي تعزز النظافة، مثل شراء الحليب المبستر بدلا من الحليب الطبيعي. مع ضرورة غسل الخضراوات الطازجة.
- الطهي الكامل للأطعمة: بعض الأطعمة مثل اللحوم والدجاج والبيض قد تكون مصابة بجراثيم. والطهي الكامل لها يخلصها من هذه الجراثيم. كما تجب إذابة التجميد بالكامل قبل طهي الأطعمة المجمدة.
- يجب تناول الطعام المطهي فور طهيه. حيث تنمو البكتريا في هذه الأطعمة فور تراجع حرارتها.
- الحرص عند تخزين الأطعمة. ويكون هذا فوق درجة حرارة 63 مئوية أو أقل من 10 درجات مئوية. ويجب عدم حفظ أطعمة الأطفال بل استبدال أخرى طازجة بها.
- التأكد من إعادة تسخين الأطعمة جيدا. ويجب ألا تقل درجة الحرارة في هذه الحالات عن 70 درجة مئوية.
- لا بد من تجنب الخلط بين الأطعمة غير المطهية وتلك المطهية. ومراعاة ذلك تشمل عدم استخدام سطح طاولة الإعداد في المطبخ في تقطيع لحوم نيئة ثم لحوم مطهية بعد ذلك.
- ضرورة غسل الأيدي دوريا: وذلك قبل إعداد الطعام وبعد التعامل مع اللحوم غير المطبوخة.
- نظافة أسطح إعداد الطعام في المطابخ وتنظيفها بين عمليات إعداد أطعمة مختلفة، ويشمل ذلك فوط تنظيف الأطباق التي يجب تغييرها دورياً وغليها قبل إعادة استعمالها.
- حماية الأطعمة من الآفات والحشرات التي تسبب التسمم والأمراض.
- المياه النظيفة من ضرورات إعداد الطعام النظيف. ويجب استخدام المياه الصالحة للشرب في إعداد الطعام أو غليها قبل الاستعمال.
- أعراض التسمم الغذائي وأسبابه
من الأعراض السائدة لما يسمى التسمم الغذائي الناتج عن تناول أطعمة فاسدة الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وألم المعدة والشعور بالضعف وفقدان الشهية والحمى والقشعريرة وآلام المفاصل. وفي الحالات الحادة يمكن أن تؤدي الأعراض إلى الوفاة. أسباب التسمم الغذائي تنتج في الغالب عن التلوث بالبكتريا والفيروسات التي تنمو داخل الجسم وتسبب الأمراض. ويمكن للأعراض أن تستغرق عدة ساعات أو أيام قبل أن تظهر. وتشمل الأسباب السموم التي تفرزها البكتريا والتي تسبب الأعراض، وهي تظهر بعد ساعات قليلة من تناول الطعام غير النظيف. من الأسباب الأخرى أيضا الإصابة بالطفيليات، وأعراضها مشابهة للتلوث بالبكتريا، وقد يستغرق اكتشافها فترة أطول.
معظم حالات الإصابة تقع في المنازل وتحدث في أي مرحلة من مراحل إعداد الطعام من مصادره الطبيعية في الحقول إلى التحضير في المطابخ. وفي أوروبا تقع أكثر حوادث الإصابة في البيوت، وتشمل الإصابة بالبكتريا مثل السالمونيلا والفيروسات مثل نوروفيروس. ومنع هذه الحالات يكون باتباع قواعد النظافة العامة.


مقالات ذات صلة

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.