فرحة مصرية بعد الفوز بكأس أفريقيا للشباب لأول مرة

السيسي يهنئ المنتخب... والجماهير سهرت في الشوارع

جانب من الاحتفال بالكأس الأفريقية (رويترز)

تمكن المنتخب الأوليمبي المصري من رسم البسمة على وجوه المصريين مرة أخرى، بعد فوزه ببطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة، وتأهله لأولمبياد طوكيو 2020. وذلك بعدما أصاب المنتخب الأول لكرة القدم المشجعين بخيبة أمل كبيرة بعد خروجه من بطولة أمم أفريقيا التي استضافتها مصر العام الجاري، بجانب تعادله أخيراً أمام منتخبي كينيا وجزر القمر في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2021. وعبّر نقاد رياضيون مصريون عن فرحتهم بمستوى وروح لاعبي المنتخب الأولمبي الذين قالوا عنه إنه «نجح في إصلاح ما أفسده المنتخب الأول عبر الأداء الرجولي في الملعب».
وخرجت الجماهير المصرية مساء أول من أمس إلى الشوارع والميادين للاحتفال بفوز اللاعبين الشباب بالبطولة حتى ساعات الصباح الأولى، وسط إشادات لافتة بمستوى المدير الفني للمنتخب الأوليمبي شوقي غريب، وجهازه المعاون واللاعبين، بعد أدائهم القوي بالبطولة وروحهم القتالية العالية مما شجع الجماهير المصرية على العودة إلى ستاد القاهرة مرة أخرى لتشجيع هؤلاء اللاعبين والهتاف بأسمائهم، حيث امتلأ الملعب في مباراتي النهائي ونصف النهائي عن آخره بالجمهور المصري مسجلاً رقماً قياسياً جديداً على مستوى البطولة بعد حضور نحو 70 ألف مشجع في مباراة واحدة.
وتوجت مصر بلقب النسخة الثالثة لكأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاماً في كرة القدم بفوزها على ساحل العاج 2 - 1 بعد التمديد (الوقت الأصلي 1 - 1) فيما حسمت جنوب أفريقيا المركز الثالث والبطاقة الأخيرة إلى أولمبياد طوكيو بفوزها على غانا 6 - 5 بركلات الترجيح (الوقت الأصلي2 - 2)) وكانت مصر في طريقها إلى حسم نتيجة المباراة في وقتها الأصلي عندما تقدمت بهدف كريم العراقي في الدقيقة (37)، لكن منتخب كوت ديفوار أدرك التعادل عبر البديل أبو بكر دومبيا في الدقيقة (89)، ليحتكم المنتخبان إلى الشوطين الإضافيين سجل خلالهما القائد رمضان صبحي هدف الفوز للفراعنة، وهيمن لاعبو الفراعنة على جميع الألقاب الفردية في البطولة، حيث نال رمضان صبحي جائزة أفضل لاعب، ومحمد صبحي جائزة أفضل حارس مرمى، والمهاجم مصطفى محمد جائزة الهداف برصيد أربعة أهداف. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تتوج فيها مصر بلقب البطولة بعدما توجت الغابون بلقب النسخة الأولى عام 2011 ونيجيريا بلقب النسخة الثانية عام 2015.
وهنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الشعب المصري والمنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم، بحصوله على كأس الأمم الأفريقية والتأهل لأوليمبياد طوكيو. وقال الرئيس السيسي في تدوينة له على موقع «فيسبوك»: عقب انتهاء المباراة: «إنجاز جديد يسطره شباب مصر بالعزيمة والإصرار والإرادة، يضاف للإنجازات الدائمة لهذا الجيل، والتي تعد مصدر فخر لوطننا الغالي».
وحرصت الجماهير في المحافظات على مشاهدة المباراة في النوادي ومراكز الشباب والمقاهي عبر شاشات ضخمة والتوافد مبكراً لتشجيع المنتخب، حاملين الأعلام المصرية واللافتات والمزامير. ويتوقع خبراء كرة القدم في مصر أن يسهم هذا الجيل من اللاعبين في تطور مستوى كرة القدم المصرية على مستوى المنتخبات خلال السنوات المقبلة، عبر تدعيم لاعبيه ببعض المراكز الضعيفة في المنتخب الأول على غرار مركزي رأس الحربة وصانع الألعاب.
وتسعى مصر أكثر دول أفريقيا مشاركة في «العرس الأولمبي» للانضمام لثلاث دول من «القارة السمراء» سبق لها الفوز بميداليات أولمبية وهي غانا صاحبة برونزية برشلونة 1992 والكاميرون التي أحرزت ذهبية سيدني 2000 بالإضافة لنيجيريا التي توجت بالمعادن الثلاثة بفوزها بذهبية أتلانتا 1996 وفضية بكين 2008 وبرونزية ريو دي جانيرو 2016.
ويعد منتخب مصر أول فريق في تاريخ البطولة يتمكن من تحقيق 5 انتصارات متتالية بالبطولة التي فاز بها أول من أمس باستاد القاهرة الدولي. وبرصيد 11 هدفاً أصبح منتخب مصر أكثر منتخب في تاريخ البطولة يسجل هذا العدد من الأهداف في الدور الأول ونصف النهائي والنهائي.
وأعاد فوز المنتخب الأولمبي المصري بالبطولة المنتخبات المصرية لمنصات التتويج القارية مرة أخرى بعد غياب دام أكثر من 6 سنوات عندما تمكن منتخب الشباب من الفوز بكأس الأمم الأفريقية تحت 20 عاماً في 2013 بالجزائر بعد الفوز على غانا بفارق ركلات الترجيح.
وعقب المباراة، أعرب شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأولمبي عن سعادته الكبيرة بالفوز بالبطولة، وقال في تصريحات تلفزيونية إنه لم يشك في قدرة لاعبيه على الفوز بالبطولة بعد إدراك المنتخب الإيفواري التعادل في الدقيقة قبل الأخيرة من زمن المباراة، وأوضح أن مستوى اللياقة البدنية العالي للاعبين المصريين مكنهم من الضغط على المنافس وإحراز هدف رائع قبل الاحتكام إلى ضربات الترجيح بنحو 6 دقائق فقط». وأضاف: «أهدي الفوز للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وثق في المدرب الوطني واتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة».
فيما قال اللاعب رمضان صبحي قائد المنتخب الأولمبي، (أحسن لاعب بالبطولة) عقب انتهاء المباراة: «كنا رجالاً في الملعب، وبذلنا كل ما بوسعنا لإسعاد الجماهير المصرية»، مضيفاً: «هذا هو أول كأس أحمله في حياتي كقائد، لذلك له طعم مختلف بطبيعة الحال». موضحاً أن «خروج المنتخب الأول من بطولة أمم أفريقيا للكبار العام الجاري وضع علينا ضغوطاً كبيرة، والجماهير لم تساندنا بقوة في بداية البطولة، لكننا أعدنا الثقة لهم وأسعدناهم في النهاية».
ويستعد اتحاد كرة القدم المصري برئاسة عمرو الجنايني لإقامة حفل تكريم لمنتخب مصر الأوليمبي خلال الفترة القليلة المقبلة بعد التأهل الرسمي إلى أولمبياد طوكيو 2020 والفوز ببطولة أفريقيا للشباب، بجانب المستوى الجيد الذي قدموه في البطولة التي أقيمت بمصر في الفترة من 8 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، واختتمت فعالياتها مساء الجمعة بمشاركة 8 منتخبات من أقوى فرق القارة وهي مصر وغانا والكاميرون ومالي ونيجيريا وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار وزامبيا.