بوتين يخاطب مؤتمر الحزب الحاكم المتعثر في روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

بوتين يخاطب مؤتمر الحزب الحاكم المتعثر في روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

يعقد حزب «روسيا الموحدة» اليوم (السبت) مؤتمره السنوي بحضور الرئيس فلاديمير بوتين سعياً لإنعاش حزب حاكم متعثر بين تراجع شعبيته ونكسات انتخابية لحقت به.
وخلال المؤتمر الذي يُعقد في مركز «معارض عموم روسيا» الذي افتُتِح عام 1939 لاستعراض إنجازات النظام الشيوعي، سيخاطب بوتين ألفي مندوب بينهم الكثير من الحكام المحليين والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ، إضافة إلى رئيس وزرائه ديمتري ميدفيديف، رئيس «روسيا الموحدة».
ولم يشأ المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف كشف فحوى الخطاب الرئاسي، لكن من المرجح أن يدعو بوتين خلاله إلى التعبئة، في وقت يشهد الحزب الذي أسسه عام 2001 تراجعاً في نسبة التأييد له بين الرأي العام في ظل انكماش اقتصادي، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وسيكون مؤتمر الحزب الحاكم التاسع عشر مناسبة للتحضير للانتخابات التشريعية عام 2021. وذكرت وسائل الإعلام الروسية أنه سيتم تعيين فريق حملة، مشيرة إلى أنه لم يسبق أن انطلقت حملة انتخابية في مثل هذا الوقت المبكر.
وحضور بوتين ليس رمزياً فحسب، فهو يعتزم إنعاش الحزب الذي لا يحظى سوى بـ32.6 في المائة من نوايا الأصوات، بتراجع كبير عن نسبة 54 في المائة التي حققها في الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2016، وفق آخر استطلاع للرأي أجراه معهد «فتسيوم» الرسمي.
وإن لم يكن بوتين رسمياً من أعضاء الحزب، فإنه «يعتبر أن لا بديل عن روسيا الموحدة، وأنه الحزب الذي هو بحاجة إليه»، على ما أوضحت المحللة تاتيانا ستانوفايا مؤسسة مجموعة الدراسات «ر. بوليتيك».
ويعتزم الرئيس الروسي الذي يحظى بـ70 في المائة من الآراء الإيجابية، فرض الانضباط في صفوف الحزب، في وقت عمد الكثير من مسؤوليه إلى النأي بأنفسهم عنه وخوض الانتخابات المحلية في سبتمبر (أيلول) كـ«مستقلين» لتفادي أن يطالهم تراجع شعبيته.
ورغم ذلك، لحقت نكسات كثيرة بمرشحي الحزب الحاكم، وخصوصاً في موسكو. ويكشف تراجع حزب «روسيا الموحدة» مشكلة كبرى أخرى، وهي صعوبة ترسيخ موقع الحزب بمعزل عن شخص مخلصه فلاديمير بوتين.
وقال المحلل كونستانتين كالاتشيف: «من غير المرجح أن يستمر الحزب بعد مؤسسه»، معتبراً أن الوظيفة الرئيسية لهذا التشكيل السياسي هو أن «يقوم بدور رادع للصواعق» يحمي الرئيس. وتابع أن الحزب «يأخذ على عاتقه كل خطايا النظام، ويتحمل الذنب عن كل ما يحصل: البيروقراطية والفساد وتدني مداخيل الشعب... الحزب هو المذنب، وليس بوتين».
ويعتبر الخبراء أن «روسيا الموحدة» بات اليوم حزباً ملحقاً بـ«الكرملين»، لا يُنتج أي أفكار ولا يضع أي استراتيجية، وليس له أي فائدة خارج الفترات الانتخابية.
وفي هذا السياق، وعد الأمين العام للحزب أندري تورتشاك بتجديد المؤسسات مع وصول قادة جدد. لكن المحللة تاتيانا ستانوفايا قالت إنْ كان الكرملين يدرك أن «الحزب بحاجة إلى إنقاذ»، فهو «يسيء تقدير» خطورة الوضع، مع اقتراب 15 استحقاقاً انتخابياً محلياً عام 2020. وأوضحت أنه لن يكون من الممكن تحقيق أي إصلاح كبير للحزب الحاكم طالما لم تنكشف خطط بوتين لما بعد 2024، تاريخ انتهاء ولايته الرئاسية الحالية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».