أوقاف مصر تتوعد بفصل الأئمة المرتبطين بـ«الجماعات الإرهابية»

تقرير: تنظيم «الإخوان» توغل في المجتمعات الغربية عبر خطاب البنا

TT

أوقاف مصر تتوعد بفصل الأئمة المرتبطين بـ«الجماعات الإرهابية»

أحكمت وزارة الأوقاف المصرية قبضتها على منابر المساجد، وعممت إجراءات مشددة أمس، عقب إنهاء خدمة 10 أئمة، ومنعهم من صعود المنابر بناء على أحكام قضائية، وقال مصدر في الأوقاف (وهي المسؤولة عن المساجد) إن «الإجراءات تهدف للسيطرة على المنابر، وضبط الخطاب الديني بعيداً عن أي تشدد». في حين أكد تقرير مصري أن «تنظيم (الإخوان) توغل في المجتمعات الغربية عبر خطاب حسن البنا».
وأصدرت «الأوقاف» توجيهات لجميع المساجد في مصر أمس، «بعدم تمكين أي من الأئمة (أي العشرة المفصولين) من صعود المنابر أو إلقاء الدروس أو الإمامة». وأكدت «الأوقاف» في بيان لها، أنها «لن تتهاون في إنهاء خدمة أي شخص يثبت انتماؤه أو ارتباطه بأي جماعة إرهابية، أو يرتكب جريمة في حق الوطن، على حد وصفها، وأنها تعتمد على الأحكام القضائية في ذلك».
وسبق أن فرضت «الأوقاف» سيطرتها على المساجد التابعة لجمعيات (الأصوليين)، ومنعت أي جهة غيرها من جمع أموال التبرعات داخل المساجد، أو في محيطها... كما وحدت خطبة الجمعة لعدم الخوض في أمور سياسية. وأكد المصدر في الأوقاف نفسه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوزارة سبق أن حذرت الأئمة والخطباء في المساجد من الانتماء لأي تنظيم أو جماعة، حتى لا يؤثر ذلك على استقلاليتهم في العمل الدعوي، الذي يستهدف الصالح العام».
ويؤكد وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، أن «الحفاظ على المنبر، ونشر صحيح الدين، قضية أمن ديني وقومي، وأنه لا تسامح مع من يخالف التعليمات الصادرة من الوزارة بشأنهما، في ظل إعلاء شأن دولة القانون».
وخاضت السلطات المصرية معارك سابقة لإحكام سيطرتها على منابر المساجد، ووضعت قانوناً للخطابة الذي قصر الخطب والدروس في المساجد على الأزهريين فقط، فضلاً عن وضع عقوبات بالحبس والغرامة لكل من يخالف ذلك.
من جهة أخرى، قال تقرير مصري إن «تنظيم (الإخوان) تمكن من الانتشار والتوسع في المجتمعات الغربية بشكل كبير، عبر تشكيل ما يسمى بـ(الكيانات الموازية)، بهدف الاستحواذ على القوة والضغط لتلبية طلبات التنظيم»، مضيفاً: «التنظيم عمل على تقديم نفسه بأنه يسعى لنشر (الفكر الإصلاحي)، ويمكن الاعتماد عليه في التصدي لما نتج من التنظيمات المتطرفة من عنف وإرهاب». وأوضح التقرير الذي أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أنه «في فترة الستينيات من القرن الماضي عمل التنظيم على تطبيق فكرة إقامة المجتمعات الموازية في الدول العربية والأوروبية، عبر السيطرة على الطلاب، ودور العبادة، ونشر المجلات التي تحمل أفكار التنظيم، واستغلال قضايا الأمة الكبرى كالقضية الفلسطينية».
وذكر التقرير أن «رسائل حسن البنا (مؤسس تنظيم الإخوان) تعد التأسيس الأول لفكرة إنشاء المجتمع الموازي، حيث رسم الخطوات التي سار عليها التنظيم لتحقيق الفكرة؛ عبر اختراق المنظومة التعليمية داخل المجتمعات التي ينتشر فيها التنظيم، والسيطرة على وسائل الإعلام والدعاية الأكثر تأثيراً». وأضاف تقرير الإفتاء: أن «التنظيم توغل في المجتمعات الغربية عبر خطاب مزدوج، إذ رفع شعارات تنادي بـ(الديمقراطية والتعايش السلمي)، بينما في الدول العربية والإسلامية تتحدث إلى المجتمع بصيغة (الأنا)، وعمل في الغرب على إقامة شبكة من الروابط الاجتماعية من خلال الزواج، وإقامة علاقات تجارية واقتصادية»، لافتاً إلى أن «التنظيم عمل على استقطاب المهاجرين إلى هذه الدول، وخلق تفاعل بين الجماعات الأخرى المتشابهة معه فكرياً في أوروبا، عبر إقامة شبكة دولية غير رسمية، معقدة للغاية تترابط فيما بينها عبر شبكات مالية، وآيديولوجية، وهو الأمر الذي تزامن مع قيام التنظيم بعدم اعتماد صيغة عضوية الشخص في (الإخوان) بالخارج، وأنها لا تأتي عبر كيان خاص؛ بل تكون عن طريق الإيمان بالأفكار والأساليب».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.