موجز أخبار

TT

موجز أخبار

بابا الفاتيكان يرحب بانتقال تايلاند من الحكم العسكري إلى المدني
بانكوك - «الشرق الأوسط»: رحبت الحكومة التايلاندية رسمياً بالبابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان في حفل أقيم أمس الخميس في مقر رئيس الوزراء في بانكوك، حيث ألقى كلمة تطرقت إلى مجموعة من القضايا الإنسانية. وفي كلمته أمام مجموعة من مسؤولي الحكومة التايلاندية والقساوسة، قال البابا فرنسيس إنه يرحب بانتقال تايلاند من الحكم العسكري إلى الحكم المدني. وقوبل هذا التعليق بابتسامة مشرقة من رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا الذي قاد الحكومة العسكرية السابقة بعد الإطاحة بحكومة منتخبة في انقلاب عام 2014. ويقود برايوت الحكومة الائتلافية المدنية الحالية بعد أن أصدر المجلس العسكري الحاكم سابقاً قوانين انتخابية جديدة لصالح عودته كرئيس للوزراء. وتطرقت كلمة البابا فرنسيس إلى قضية اللاجئين العالمية، التي وصفها بأنها «قضية أخلاقية مهمة في عصرنا». وقال إن المشكلة ليست في هجرة البشر، ولكنها تنبع من المواقف التي تجبر الناس على الفرار من ديارهم.

منظمة الصحة العالمية تنتقد عدم الاهتمام بصحة السجناء في أوروبا
جنيف - «الشرق الأوسط»: قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها أمس الخميس، إن هناك القليل من المعلومات المعروفة عن صحة ستة ملايين شخص يتم سجنهم في أوروبا كل عام. وحث مكتب منظمة الصحة العالمية لشؤون أوروبا الدول على اعتبار فترة السجن فرصة لمحاربة الأمراض المختلفة، حيث قدم أول دراسة استقصائية على الإطلاق حول هذا الموضوع. وقالت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة، إن الأمراض الجسدية والعقلية شائعة في السجون أكثر بكثير منها خارجها، ولكن معظم السجناء يقضون فترات قصيرة فقط خلف القضبان قبل أن يعودوا من جديد للمجتمع، مما يؤكد على الحاجة إلى اعتبار صحة السجناء قضية أساسية للصحة العامة. وقد تلقى المكتب معلومات من 39 دولة فقط من أصل 53 دولة في المنطقة التي تضم الاتحاد الأوروبي ودول الاتحاد السوفياتي السابق. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن «التقرير يكشف أن الحالة العامة لأنظمة رصد ومراقبة صحة السجناء، سيئة».

اتهامات للشرطة التشيلية بانتهاك حقوق الأطفال خلال المظاهرات
سانتياغو - «الشرق الأوسط»: أعلنت وكالة حماية الطفل في تشيلي أنها تلقت 327 شكوى بحق قوات الأمن تتهمها بانتهاك حقوق أطفال ومراهقين خلال شهر من الاحتجاجات. واندلعت موجة من الاحتجاجات الاجتماعية في 18 أكتوبر (تشرين الأول) أدت إلى مقتل 22 شخصاً وجرح أكثر من ألفين آخرين، إصابة البعض منهم خطيرة، وفق المدعين. وقالت باتريسيا مونيوز، التي تترأس وكالة أسستها الحكومة لحماية حقوق الطفل إن مكتبها تلقى «327 شكوى بشأن انتهاكات للحقوق الأساسية لأطفال ومراهقين على خلفية الأزمة». وقالت في مؤتمر صحافي: «نتحدث عن أطفال لم يكونوا يشاركون في مظاهرات، وهو ما يجعل سلوك الشرطة أكثر خطورة». وأشارت إلى أنها ستتخذ إجراءات قانونية في الحالات التي لم تقدم وكالات أخرى شكوى بشأنها.

زعيم المعارضة في سريلانكا يؤدي اليمين الدستورية رئيساً للحكومة
كولومبو - «الشرق الأوسط»: قال مسؤولون إن زعيم المعارضة في سريلانكا ماهيندا راجاباكسا أدى اليمين الدستورية رئيساً للحكومة اليوم الخميس بعد فوز شقيقه في الانتخابات الرئاسية. وأدى ماهيندا راجاباكسا، 74 عاماً، اليمين الدستورية أمام الرئيس جوتابايا راجاباكسا في الأمانة الرئاسية بالعاصمة كولومبو في حفل تم بثه على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون. وفي وقت سابق أمس سلم رئيس الوزراء المنتهية ولايته رانيل ويكريمسينجه استقالته، مما يمهد لتعيين راجاباكسا ومجلس وزراء جديد. ومن المقرر أن يؤدي 15 وزيراً جديداً اليمين الدستورية الجمعة لفترة مؤقتة حتى إجراء الانتخابات البرلمانية العام المقبل. وحصل جوتابايا راجاباكسا، الذي خاض الانتخابات الرئاسية مرشحاً لحزب الشعب، على 25.‏52 في المائة من الأصوات مطلع هذا الأسبوع مقابل 99.‏41 في المائة لأقرب منافسيه، ساجيت بريماداسا مرشح تحالف الجبهة الديمقراطية الجديدة.

روسيا تشتبه في فساد بملايين الدولارات يتعلق بمنصة إطلاق فضائي
موسكو - «الشرق الأوسط»: أعلن أعلى جهاز تحقيقات في روسيا أمس الخميس أن السلطات فتحت تحقيقين إضافيين بشأن الفساد فيما يتعلق بمنشأة فوستوشني الروسية للإطلاق الفضائي. وقالت «لجنة التحقيق» في بيان إن شركة لم تسمها شاركت في بناء المنشأة هذا العام دفعت أكثر من 240 مليون روبل (7.‏3 مليون دولار) لاستئجار معدات «لم تستخدم بالفعل». ومن المنتظر أن تقلل منصة فوستوشني كومودروم الواقعة في أقصى شرق روسيا على بعد نحو 8 آلاف كيلومتر شرق موسكو، من اعتماد روسيا على منشأة الإطلاق بايكونور التي بناها الاتحاد السوفياتي في كازاخستان المجاورة. وأحاط بأعمال بناء فوستوشني، التي لا يزال بعضها مستمراً حالياً، مشكلات تأخير وتهم فساد.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟