«البطلات المجهولات» تفوز بجائزة «الأوروبي» للتصوير في مصر

تحتفي بالنساء والفتيات

الصورة الفائزة بالمركز الأول لحسين طلال
الصورة الفائزة بالمركز الأول لحسين طلال
TT

«البطلات المجهولات» تفوز بجائزة «الأوروبي» للتصوير في مصر

الصورة الفائزة بالمركز الأول لحسين طلال
الصورة الفائزة بالمركز الأول لحسين طلال

فازت صورة «المحاربات... البطلات المجهولات» للمصور الفوتوغرافي المصري حسين طلال فرج بالمركز الأول في مسابقة الاتحاد الأوروبي للتصوير الفوتوغرافي في مصر. وتبرز الصورة جانباً مهماً من حياة 4 سيدات مصريات كنّ في طريقهن لبيع بضائعهن في أحد أسواق العاصمة المصرية القاهرة، حين التقط طلال الصورة لهنّ لحظة غفوتهن أثناء ركوبهن مؤخرة سيارة نقل قادمة من إحدى محافظات الريف المتاخمة للقاهرة.
وتنظم مسابقة الاتحاد الأوروبي في مصر للتصوير الفوتوغرافي سنوياً منذ عام 2008، وشهدت نسخة العام الماضي مشاركة 197 شخصاً، تحت عنوان «وصف مصر الحديثة».
عن كواليس التقاط الصورة الفائزة بالمركز الأول، يقول حسين طلال لـ«الشرق الأوسط»: «كنت في طريقي إلى العمل في ساعة مبكرة جداً في أحد أيام الشتاء الباردة، وكنت أجلس في المقعد الأمامي بسيارة أحد زملائي، وعندما رأيت هؤلاء السيدات الريفيات أخرجت كاميرتي على الفور والتقطت صوراً عدة، وكنت سعيداً جداً بهذا الأمر، لكن اكتشفت بعد ثوانٍ قليلة والسيارة تسير بشارع أحمد عرابي بمنطقة المهندسين بالجيزة (غرب القاهرة) أن الكاميرا من دون كارت، فطلبت من زميلي زيادة السرعة للحاق بهن مرة أخرى. كانت سيدات ثلاث من بين الأربع يغمضن أعينهن للحصول على قسط من النوم، لكني انتظرت قليلاً حتى نامت الرابعة ليكون تكوين الصورة مميزاً».
ويعتبر طلال أن «هذه الصورة التي لم تفز في مسابقة شعبة المصورين بنقابة الصحافيين المصريين قبل عامين من ضمن أيقونات أرشيفه المصور الذي يضمّ مئات الصور عن حياة المصريين بمختلف المحافظات بجانب الأحداث السياسية والأمنية التي مرت بها مصر خلال السنوات العشر الأخيرة».
وأعلن، أمس، الاتحاد الأوروبي في مصر أسماء الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في النسخة الثانية عشرة من مسابقة التصوير الفوتوغرافي التي كان موضوعها هذا العام «بطلات مصريات». وشارك في المسابقة 242 شخصاً من مختلف محافظات مصر قدموا 591 صورة. واعتمدت لجنة التحكيم المعايير المهنية في الأعمال المقدمة، إلى جانب ملاءمتها لموضوع مسابقة هذا العام؛ وحصل على المركز الأول المصور حسين طلال فرج محمد بصورة تحت عنوان «المحاربات... بطلات مجهولات»، وسبق لطلال المولود في عام 1978 الفوز بمسابقة نقابة الصحافيين المصريين في عام 2015. في حين حصدت المصورة هناء حبيب، المركز الثاني بصورة «بين الكتب» والتي التقطت في الجمعية الجغرافية المصرية بالقاهرة. بينما جاء عبد الحميد فوزي طاحون المولود في عام 1988، في المركز الثالث بصورة تحت عنوان «بائعة المشغولات اليدوية» التي التقطت في طنطا بالغربية، وشارك طاحون في الكثير من المعارض المحلية والدولية التي كان آخرها «مهرجان الصورة» في لبنان العام الحالي.
ويقدم الاتحاد الأوروبي جوائز للمتسابقين الثلاثة الأوائل، وستُطبع أفضل 12 صورة على تقويم عام 2019 لوفد الاتحاد الأوروبي. كما ينظم الاتحاد الأوروبي حفلاً لتكريم الفائزين وتوزيع الجوائز، بالإضافة إلى تنظيم معرض لأفضل ثلاثين صورة في الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في قاعة «غريك كامبس» في وسط البلد بالقاهرة.
واستهدف موضوع مسابقة هذا العام الاحتفال بالمرأة والفتاة المصرية والمساهمات القيمة التي يقدمنها في مختلف المجالات، التي لا غنى عنها في النهوض بمصر.
ضمت لجنة التحكيم ثلاثة من خبراء التصوير في مصر، وهم أشرف طلعت، الحاصل على زمالة الجمعية الملكية البريطانية للتصوير الصحافي والوثائقي، ويعمل مصوراً محترفاً لدى مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، وعُرضت أعماله في الكثير من دول العالم، وحاز الكثير من الجوائز مثل لقب «مصور العام» في مسابقة فينيسيا للتصوير عام 2005، بجانب سارة مصطفى كامل، الحاصلة على درجة الماجستير في الفنون التطبيقية قسم الفوتوغرافيا والسينما والتلفزيون من جامعة حلوان عام 2009، شاركت في أكثر من 50 معرضاً محلياً و19 معرضاً دولياً، كما فازت بـ17 جائزة محلية ودولية، وشغلت عضوية جائزة الدولة للإبداع في أكاديمية الفنون بروما عام 2005-2006. أمّا عضو لجنة التحكم الثالث، فهو محمد إسماعيل، مدرب ومصور فوتوغرافي محترف وعضو في مجتمعات ومنظمات كثيرة للفن البصري، كما شارك في أكثر من 60 معرض تصوير محلياً ودولياً، وحكّم في مسابقات تصوير كثيرة محلية وإقليمية. وأسس مركز فن الرؤية عام 2011.



مشاجرة «مدرسة التجمع» تثير غضباً وانتقادات في مصر

وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
TT

مشاجرة «مدرسة التجمع» تثير غضباً وانتقادات في مصر

وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)

أثارت مشاجرة وتلاسن بين فتيات في إحدى المدارس الخاصة الدولية بالتجمع الخامس (شرق القاهرة) غضباً وانتقادات، وطرحت تساؤلات حول مستوى التربية والتعليم، خصوصاً في المدارس الدولية التي يتطلّب الالتحاق بها مبالغ مالية كبيرة.

الواقعة -حسب ما رصدها متابعون نشروا مقاطع فيديو لها على «السوشيال ميديا»- جرت بين طالبة وثلاث طالبات، ويُظهر الفيديو جانباً من المعركة بين الطالبات، وإطلاق الشتائم بألفاظ نابية، في حين يقف زملاؤهن في حلقة مكتفين بمشاهدة المشاجرة.

وأصدرت المدرسة بياناً، السبت، بخصوص الواقعة، معلنةً أنها حدثت بعد نهاية اليوم الدراسي. وأوضحت في البيان أنه تمّ فصل الطالبات الثلاث اللاتي اعتدين على الطالبة، وتطبيق العقوبات الواردة في لائحة الانضباط الطلابي على الطلاب الذين صوّروا الواقعة والتفاعل معها بشكل سلبي. وأكد البيان أن المدرسة تحمّلت مسؤولياتها منذ اللحظة الأولى؛ حيث تمّ فض الشجار وتقديم الإسعافات الأولية إلى الطالبة المصابة، وسماع شهادتها وإخطار ولي أمرها، والتحقيق في الواقعة بالاستعانة بكاميرات المراقبة.

وعلّق كثير من مستخدمي «السوشيال ميديا» على تلك المشاجرة، وعدّوها دليلاً على تدهور مستوى التعليم، خصوصاً في المدارس الخاصة التي يحظى فيها الطلبة والطالبات بتعليم متميز ذي طابع دولي، كونهم ينتمون إلى طبقة ميسورة.

وكتب السيناريست المصري عبد الرحيم كمال، على حسابه في «فيسبوك»، معلقاً على المشاجرة: «ما حدث في مدرسة التجمع عار على التعليم كله في مصر».

كما كتب مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن» المصرية، معلقاً على صفحته في «فيسبوك»، أن حادث مدرسة التجمع يكشف عن «أزمة غياب الأخلاق»، داعياً وزير التربية والتعليم إلى أن يكون هذا الحدث دافعاً لوضع خطة لتدريس مادة الأخلاق والمواطنة بالمدارس كلها من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، وتكون مادة نجاح ورسوب، متسائلاً عن إمكانية إلزام المدارس الدولية بتدريس تلك المادة.

وكتب صاحب حساب موثق على «فيسبوك» باسم «أحمد خالد»، أن ما يحدث في مدرسة التجمع «الإنترناشيونال» التي تتطلّب أموالاً كثيرة جداً، من سباب نابٍ وتكسير أنف طفلة في الصف السادس الابتدائي من زميلتها في الصف الثالث الثانوي، والأولاد الذين اكتفوا بتصوير الواقعة دون التدخل؛ كل ذلك يؤكد أن المسألة ليست لها علاقة بالأموال و«الكمبوندات» التي تدل على مستوى اجتماعي عالٍ، ولكن يُعيدنا إلى مسألة التربية والأخلاق.

وأصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية بياناً حول الواقعة، ووجّه الوزير محمد عبد اللطيف بإرسال لجنة، الأحد، للتحقيق في واقعة التعدي على طالبة بمدرسة خاصة دولية بالقاهرة واتخاذ الإجراءات كافّة حيال المسؤولين عنها، وذلك في إطار الفيديو المتداول حول واقعة التعدي على طالبة في إحدى المدارس الخاصة الدولية بمحافظة القاهرة.

وأعلن المتحدث الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم، شادي زلطة، أن الوزير محمد عبد اللطيف أكد تعامل وزارة التربية والتعليم بحسم مع مثل هذه الظواهر، مشدداً على أن الدور التربوي للمدرسة يأتي في مقدمة الأولويات، ولا ينفصل عن تقديم منظومة تعليمية جيدة. وشدد الوزير على متابعته لنتائج التحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة كافّة حيال المسؤولين عنها، وفق بيان الوزارة.

وارتفع عدد المدارس الدولية في مصر من 168 مدرسة عام 2011 إلى 785 مدرسة في عام 2020، وفق تقرير لوزارة التربية والتعليم في عام 2021، وهو العام الذي شهد افتتاح 20 مدرسة أخرى خاصة، وحسب تقارير رسمية فقد كان عدد الملتحقين بالتعليم ما قبل الجامعي في مصر 22.5 مليون تلميذ في عام 2022، من بينهم 2.5 مليون طالب بالمدارس الخاصة، ووصل عدد الطلاب في عام 2024 إلى 28.5 مليون تلميذ، وفق بيان للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.