الحكومة الإسرائيلية تغلق مؤسسات فلسطينية مقدسية

في خطوة تصعيدية وُصفت بأنها «طلقة في معركة الانتخابات الداهمة»، هاجمت قوات الشرطة الإسرائيلية مؤسسات فلسطينية عدة في القدس الشرقية المحتلة، وأبلغت المسؤولين فيها قرار وزير الأمن الداخلي، جلعاد آردان، نيتها إغلاق عدد من المؤسسات التي تديرها السلطة الفلسطينية وحركة «فتح».
ومن بين هذه المؤسسات مكتب مديرية التربية والتعليم في القدس القديمة، ومكتب فضائية فلسطين، الكائن في حي الصوانة والتابع للسلطة في رام الله، والمسجد الرصاصي، ومدرسة دار الأيتام في القدس القديمة، ومقر المركز الصحي العربي في شارع السلطان سليمان بمدينة القدس. وينص القرار الإسرائيلي على إغلاق هذه المؤسسات ومصادرة مفاتيحها لمدة 6 أشهر.
وقد احتشدت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود ومخابرات الاحتلال، أمس، عند مدخل كل مقر لهذه المؤسسات، ثم اقتحمتها وقامت بتفتيش بعض المكاتب فيها، وصادرت حواسيب وكاميرات، ثم علّقت على الأبواب نص القرار القاضي بإغلاقها. وتم تسليم مراسلة قناة «فلسطين» في القدس، كريستين ريناوي، كتاب استدعاء للتحقيق. كما اعتقلت قوات الاحتلال مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل، ومدير مكتب «الأرز» الذي تستأجره قناة «فلسطين»، المصوّر أيمن أبو رموز. وعدّ وزير الإعلام الفلسطيني أحمد عساف، هذه الاعتداءات «تصعيداً في المؤامرة على القدس»، مشيراً إلى أنها «تندرج ضمن اعتداءات أخرى كثيرة تستهدف الصحافيين لإخراس صوتهم}.
وقالت شركة «الأرز» للإنتاج التلفزيوني إن الاعتداء عليها يعدّ غير قانوني، إذ إنها مؤسسة مسجلة في إسرائيل ومقرها الرئيسي في الناصرة. ورأت أن الإجراء لا يمسها فقط بل يمس الإعلام وحريته بما يخالف الأنظمة والمواثيق الدولية.
وقال «المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية - مدى» إنه يستنكر إغلاق سلطات الاحتلال مكتب «تلفزيون فلسطين»، معتبراً أن هذا التصرف «يندرج ضمن مساعي إسرائيل لإسكات الصحافة ومنع تقديم أي رواية أخرى غير روايتها لما يجري على الأرض، عبر سلسلة من عمليات القمع التي تنفذها ضد وسائل الإعلام والصحافيين». وطالب «مختلف المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي بالتحرك والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلية لإعادة فتح مكتب تلفزيون فلسطين وتمكينه ومختلف وسائل الإعلام والصحافيين من العمل بحرية، ووقف مختلف الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف دائرتها عن الاتساع والتصاعد، ومحاسبة مرتكبي هذه الاعتداءات».