«منتدى شباب العالم» في مصر يعزز حضوره عبر التعاون مع منظمات أممية

ورش عمل بمشاركة «الفاو» و«يونيدو»... ودعوة «ضحية للتنمر» لحضور فعالياته

TT

«منتدى شباب العالم» في مصر يعزز حضوره عبر التعاون مع منظمات أممية

في مسعى لتعزيز حضوره الدولي، أعلن «منتدى شباب العالم» في مصر عن تعاونه مع منظمات إقليمية وأممية في التحضير لدورته الجديدة، كما اختتم ممثلوه مشاركتهم في فعاليات «منتدى اليونيسكو الحادي عشر للشباب» في باريس مساء أول من أمس.
وانطلقت أعمال المنتدى السنوي، الذي يعقد بصورة منتظمة في مدينة شرم الشيخ السياحية الحيوية بجنوب سيناء، للمرة الأولى عام 2017، ويحظى برعاية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتشهد فعالياته حضوراً بارزاً من كبار رجال الدولة. فضلاً عن مشاركين من دول عدة، ومن المقرر أن تبدأ أعمال دورته الثالثة في 14 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وضمت قائمة المنظمات التي توصلت إدارة المنتدى إلى تفاهمات معها كلاً من «منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، والاتحاد الدولي للاتصالات، والاتحاد من أجل المتوسط، وبرنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني».
وكانت بعثة مصر الدائمة لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف قد أعلنت في يوليو (تموز) الماضي، أنها «نجحت في تمرير قرار بـ(مجلس حقوق الإنسان الدولي) في دورته الحادية والأربعين، تمت فيه الإشارة إلى المساهمات التي قدمها (منتدى شباب العالم) باعتباره محفلاً دولياً لمناقشة القضايا العالمية من منظور الشباب».
وبشأن محاور التعاون مع المنظمات الدولية، فإنها تضمنت «الإعداد للجوانب الموضوعية، ووضع تصور لورش العمل والجلسات، ومن بينها الأمن الغذائي والذكاء الاصطناعي، وتقنية البلوك تشين»، بحسب ما أفادت إدارة المنتدى.
وتواكب إعلان إدارة المنتدى عن تفاهماتها مع مؤسسات دولية، مع تصريحات للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، نقلها موقع تلفزيون «tagesschau» الإخباري الألماني، مساء أول من أمس، تحدثت فيها عن العلاقات مع مصر، وقالت إنها لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، مبرزة أنها «عملت بجد خلال رئاسة مجموعة العشرين على إشراك المنظمات غير الحكومية ومنتديات الشباب، ومنظمات المجتمع المدني، والجمعيات النسائية».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بدأ «منتدى شباب العالم» جولات دولية تعريفية بأنشطته، واستهلها في أكاديمية «برنت ميديا» بمدينة هايدلبرغ الألمانية، وقالت إدارته إنها تضمنت «عرض رحلة المنتدى منذ نشأته، وأهم المشروعات التي أطلقها».
وفي السياق ذاته، اختتم ممثلو «منتدى شباب العالم»، مساء أول من أمس، مشاركتهم في فعاليات (منتدى اليونيسكو الحادي عشر للشباب) في باريس، وذلك على هامش الدورة الأربعين للمؤتمر العام للمنظمة الدولية، وتطرقوا خلاله إلى «تعزيز المشاركة الهادفة للشباب، وقوة تأثيرهم في إحداث تغيير حقيقي حالياً ومستقبلاً، فضلاً عن دور (منتدى شباب العالم) كمنصة فعالة، ومحفل دولي ثري وشاب في إعطاء الشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم».
وبخصوص الاستعدادات للدورة المقبلة، نقلت وسائل إعلام محلية في مصر عن إدارة المنتدى توجيه الدعوة لطالب سوداني، تعرض لواقعة «تنمر» من قبل 3 شباب مصريين، وحظيت بتفاعل مجتمعي واسع وداعم للطفل، كما بدأت النيابة العامة التحقيق مع المتهمين في القضية.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم