اكتشاف سكريات في النيازك يعطي أدلة على أصل الحياة

النيازك أوصلت السكريات المفيدة للحياة (ناسا)
النيازك أوصلت السكريات المفيدة للحياة (ناسا)
TT

اكتشاف سكريات في النيازك يعطي أدلة على أصل الحياة

النيازك أوصلت السكريات المفيدة للحياة (ناسا)
النيازك أوصلت السكريات المفيدة للحياة (ناسا)

السكريات ليست فقط مواد ذات مذاق حلو؛ لكنها تعد العمود الفقري لما تسمى «النيوكليوتيدات»، التي بدورها تعد لبنات بناء الحمض النووي، وهو ما يجعل هناك أهمية كبيرة لعثور فريق دولي من الباحثين على كثير من تلك المواد في النيازك.
ويضيف الاكتشاف الجديد الذي تم الإعلان عنه في العدد الأخير من دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم»، إلى القائمة المتزايدة للمركبات ذات الأهمية البيولوجية التي تم العثور عليها في النيازك، مما يدعم الفرضية القائلة بأن التفاعلات الكيميائية في الكويكبات، مصدر كثير من النيازك، يمكنها صنع بعض مكونات الحياة، وإذا كان هذا صحيحاً، فقد يكون قصف النيازك على الأرض القديمة من ملايين السنين، قد ساعد على توفير اللبنات الأساسية للحياة.
واكتشف الفريق البحثي الذي قاده باحث ياباني، وشارك فيه باحثون من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، مركب الريبوز (جزيء سكر به 5 ذرات كربون) وكثيراً من السكريات الحيوية الأخرى، بما في ذلك أرابينوز (سكر البكتين) ووزيلوز (سكر الخشب) في اثنين من النيازك المختلفة الغنية بالكربون، وهما (NWA 801) و(Murchison).
وتوصل الفريق البحثي إلى هذه النتيجة من خلال تحليل عينات مسحوق من النيازك، باستخدام مقياس الطيف الكتلي للغاز «كروماتوغرافيا الغاز»، الذي يفرز ويحدد الجزيئات بواسطة كتلتها وشحنها الكهربائي، ووجدوا أن وفرة الريبوز والسكريات الأخرى تراوحت بين 2.3 إلى 11 جزءاً في المليار بمذنب (NWA 801) ومن 6.7 إلى 180 جزءاً في مليار في مذنب (Murchison).
وعثر من قبل على لبنات مهمة أخرى لازمة للحياة في النيازك، بما في ذلك الأحماض الأمينية (مكونات البروتينات) والقواعد النووية (مكونات الحمض النووي والحمض النووي الريبي)؛ لكن السكريات كانت قطعة مفقودة بين لبنات البناء الرئيسية للحياة، وتم العثور عليها في هذا البحث.
ويقول فوروكاوا من جامعة توهوكو باليابان، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»: «يقدم البحث أول دليل مباشر على وجود المركبات السكرية في الفضاء، ووصولها إلى الأرض عن طريق النيازك، وقد تكون هذا المركبات التي أتت من خارج كوكب الأرض ساهمت في تكوين الحمض النووي الريبي على الأرض، وربما أدت إلى أصل الحياة».


مقالات ذات صلة

التعاون بين روسيا وأميركا في مجال الفضاء مستمر

العالم محطة الفضاء الدولية (ناسا)

التعاون بين روسيا وأميركا في مجال الفضاء مستمر

تواصل روسيا والولايات المتحدة تعاونهما في مجال الفضاء في السنوات المقبلة، على الرغم من التوترات على الأرض.

يوميات الشرق إنجاز مذهل (ناسا)

مسبار «ناسا»... «يقهر» الشمس مُسجِّلاً إنجازاً مذهلاً

أكّدت «ناسا» أنّ المسبار «باركر» الشمسي «سليم» ويعمل «بشكل طبيعي» بعدما نجح في الوصول إلى أقرب نقطة من الشمس يصل إليها أي جسم من صنع الإنسان.

«الشرق الأوسط» (ماريلاند الولايات المتحدة)
يوميات الشرق صورة توضيحية للمسبار «باركر» وهو يقترب من الشمس (أ.ب)

«ناسا»: المسبار «باركر» يُسجل اقتراباً قياسياً من الشمس

أفادت وكالة «ناسا» الأميركية للفضاء بتسجيل مسبار فضائي في عيد الميلاد اقتراباً قياسياً من الشمس على نحو لم يحققه أي جسم من صنع الإنسان حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم مسبار «باركر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وهو يقترب من الشمس (أ.ب)

مسبار لـ«ناسا» يصل إلى أقرب مسافة له على الإطلاق من الشمس

يستعد مسبار «باركر» التابع لوكالة «ناسا» للوصول عشية عيد الميلاد، إلى أقرب مسافة له من الشمس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.