ليبرمان يرفض الانضمام لأي حكومة يشكلها نتنياهو أو غانتس

وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان في مؤتمر صحافي بالكنيست (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان في مؤتمر صحافي بالكنيست (أ.ف.ب)
TT

ليبرمان يرفض الانضمام لأي حكومة يشكلها نتنياهو أو غانتس

وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان في مؤتمر صحافي بالكنيست (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان في مؤتمر صحافي بالكنيست (أ.ف.ب)

أعلن وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان، في مؤتمر صحافي في الكنيست اليوم (الأربعاء)، رفضه الانضمام لأي حكومة يشكلها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، أو رئيس تحالف «أزرق أبيض» بيني غانتس.
وحمل ليبرمان الحزبين مسؤولية «الفشل في تشكيل حكومة موحدة».
وقال ليبرمان إن «غانتس لم يكن مستعداً لقبول اقتراح رئيس الحكومة في التناوب، ونتنياهو كان يماطل بالتمسك بالأحزاب المتدينة». وأضاف: «أرفض تشكيل حكومة ائتلافية مصغرة بدعم من القائمة العربية المشتركة المناهضة للصهيونية».
وبعدما وصف القائمة العربية بأنها «طابور خامس»، قال ليبرمان: «أرفض حكومة ائتلافية مع الأحزاب المتدينة المتشددة؛ لأن الأحزاب المتدينة غير صهيونية»، مؤكداً: «نصر على إقامة حكومة موحدة؛ لأن أمامنا تحديين، هما تحدٍّ أمني وتحدٍّ اقتصادي».
يأتي ذلك في الوقت الذي تبادل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، ومنافسه بيني غانتس، اللوم بشأن محادثات تشكيل الحكومة المتعثرة، مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة لزعيم التحالف الوسطي «أزرق أبيض» قبل منتصف ليل اليوم (الأربعاء).
وأمام رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس عدة ساعات لإبرام اتفاق ائتلافي، أو ستقترب البلاد من خوض انتخابات جديدة ستكون الثالثة خلال عام.
ووصل نتنياهو وخصمه غانتس إلى طريق مسدود، عقب انتخابات سبتمبر (أيلول)، بعد فشلهما في الحصول على أصوات الأغلبية في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) المؤلف من 120 مقعداً.
وكان لدى نتنياهو الذي يحتمل أن توجه له تهم تتعلق بالفساد، 28 يوماً لتشكيل ائتلاف حكومي. ومنح الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بيني غانتس مهلة مماثلة، تنتهي قبل منتصف ليل الأربعاء - الخميس بقليل.
وأدت انتخابات أبريل (نيسان) في إسرائيل إلى جمود سياسي في النظام الذي يعتمد على بناء الائتلاف. ويشغل حزب «إسرائيل بيتنا» القومي ثمانية مقاعد في البرلمان، وقد يكون دعمه كافياً لإيصال نتنياهو اليميني أو غانتس الوسطي إلى السلطة.
ويكرر اليمين الإسرائيلي تحذيراته من تأييد غانتس الذي ستحتاج حكومته إلى دعم النواب العرب. ومعروف عن خطاب ليبرمان أنه معادٍ للعرب، وأنه متشدد في مواقفه حيال غزة وسوريا وغيرها، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويعترض ليبرمان الذي يقود حركة علمانية على المتشددين الذين يشكلون 10 في المائة من السكان، وخصوصاً فيما يتعلق بإعفائهم من الخدمة العسكرية الإجبارية في إسرائيل. وقد توجه إلى نتنياهو الذي يتولى السلطة منذ 2009 تهم بالفساد، يمكن أن تنهي حياته السياسية.
ومن المتوقع أن يصدر قرار المدعي العام بخصوص مجموعة من تهم الكسب غير المشروع التي ينكرها نتنياهو، بحلول ديسمبر (كانون الأول). ويمكن لتأجيل توجيه الاتهامات لنتنياهو أن يمنحه فرصة جديدة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.