النيابة العامة الجزائرية تطلب السجن سنتين لـ20 متظاهراً

متظاهرون خارج قاعة المحكمة (إ.ب.أ)
متظاهرون خارج قاعة المحكمة (إ.ب.أ)
TT

النيابة العامة الجزائرية تطلب السجن سنتين لـ20 متظاهراً

متظاهرون خارج قاعة المحكمة (إ.ب.أ)
متظاهرون خارج قاعة المحكمة (إ.ب.أ)

طلبت نيابة محكمة سيدي أمحمد في الجزائر العاصمة اليوم (الاثنين)، السجن سنتين مع النفاذ لـ20 متظاهرا بتهم بينها «المساس بسلامة وحدة الوطن»، في محاكمة قاطعها المحامون، على أن تصدر الأحكام بعد أسبوع، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي قاعة مكتظة وقف المحامي سالم خاطري أمام القاضي متحدثا باسم زملائه، ليبلغه أن «هيئة الدفاع قررت مقاطعة الجلسة وعدم الترافع لعدم توافر شروط المحاكمة العادلة».
واحتج المحامون على اختلاف الأحكام بين محكمة سيدي أمحمد والمحاكم الأخرى، خاصة محكمة باب الواد التي لا تبعد عنها سوى بضعة كيلومترات حيث صدرت أحكام بالبراءة لصالح خمسة متهمين بـ«المساس بسلامة وحدة الوطن» بسبب رفعهم الراية الأمازيغية.
أما في سيدي أمحمد فدانت المحكمة 28 متظاهرا بالسجن ستة أشهر بالتهمة نفسها، كما قال خاطري الذي أضاف: «المقاطعة ليست موجهة ضد شخصكم سيادة القاضي ولكن ضد المحكمة لأن اختلاف الأحكام في قضايا متشابهة يعطي صورة سيئة عن القضاء الجزائري».
وغادر المحامون القاعة وسط تصفيق الحضور من أسر المعتقلين وناشطين سياسيين، وهم ينشدون السلام الوطني. وهتف بعضهم «شكرا أيها المحامون» و«دولة مدنية وليس عسكرية» و«لا لعدالة التلفون» قبل أن يطلب المحامون التوقف عن الهتاف تحت تهديد القاضي بإخلاء القاعة.
واكتفى القاضي بالرد أن «الجلسة ستتابع مجراها والمحاكمة ستتواصل حتى نهايتها الطبيعية بإصدار الأحكام». وبدأ المناداة على المتهمين وبينهم تسعة لم يكونوا رهن الحبس، ثم أعلن أن «الملفات جاهزة للمحاكمة وسيستمر فيها».
ونظرت المحكمة في خمسة ملفات، ثلاثة منها تتعلق برفع الراية الأمازيغية يتهم فيها ثمانية شبان «أقروا بأنهم فعلا كانوا يرفعون الراية الأمازيغية إلى جانب العلم الوطني ولم يكن قصدهم أبدا المساس بالوحدة الوطنية».
وتم توجيه تهمة «إهانة مؤسسة الجيش» لعشرة شبان كانوا يصنعون ويبيعون شارات عليها عبارات وصور «تؤيد الحراك الشعبي» كما صرحوا للقاضي.
أما الطالبة ياسمين نور الهدى رحماني، التي أصبحت رمزا من رموز الحركة الاحتجاجية التي انطلقت قبل تسعة أشهر، فرفضت هي وزميلة لها الرد على أسئلة القاضي في غياب محاميها.
وفي غياب المحامين للمرافعة، طلب القاضي من المتهمين كلمة أخيرة فطلبوا كلهم تبرئتهم من التهم الموجهة إليهم.
أما ممثل النيابة فكان يكرر بالنسبة لكل ملف الطلب نفسه وهو «عامان حبسا نافذا و100 ألف دينار (نحو 750 يورو) غرامة».
وأعلن القاضي أن الحكم سيصدر في جلسة تعقد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني).
وخارج المحكمة بدأ نحو 20 متظاهرا التجمع منذ الصباح أمام المدخل الخاص بالمساجين خلف المحكمة وهم يهتفون «أطلقوا المساجين فهم ليسوا مهربي الكوكايين» في إشارة إلى قضية كبيرة لمحاولة إدخال 700 كلغ من الكوكايين، والمتهم فيها أبناء مسؤولين سابقين. وغادر المتظاهرون المكان، تحت مطر غزير، بعد أن تقرر تأخير جلسة المحاكمة إلى الثانية بعد الظهر.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.