أنقرة تعتقل مشتبهاً بضلوعه في تفجير السيارة الملغومة في «الباب» السورية

فرقت مظاهرة حاولت اقتحام مبنى قيادة الشرطة وإخراج المتهم

مظاهرات أهالي مدينة الباب شرق حلب احتجاجاً على التفجيرات في مدينتهم (أ.ف.ب)
مظاهرات أهالي مدينة الباب شرق حلب احتجاجاً على التفجيرات في مدينتهم (أ.ف.ب)
TT

أنقرة تعتقل مشتبهاً بضلوعه في تفجير السيارة الملغومة في «الباب» السورية

مظاهرات أهالي مدينة الباب شرق حلب احتجاجاً على التفجيرات في مدينتهم (أ.ف.ب)
مظاهرات أهالي مدينة الباب شرق حلب احتجاجاً على التفجيرات في مدينتهم (أ.ف.ب)

قالت وزارة الدفاع التركية، أمس الأحد، إن السلطات ألقت القبض على مقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية السورية يشتبه بضلوعه في هجوم بسيارة ملغومة في بلدة الباب بشمال سوريا أمس، أسفر عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 30، بحسب «رويترز».
وخرج مئات المتظاهرين من أهالي مدينة الباب بمظاهرة حاشدة أمام مركز قرى الشرطة والأمن العام الوطني في المدينة مطالبين بإعدام مُنفذ التفجير، بحسب مواقع سورية نقلت الخبر. وأضافت المواقع أن المدينة شهدت إضراباً للمحال التجارية والأسواق دعا إليه ناشطون السبت. من جهته، طالب تجمع أهالي مدينة الباب في بيان لهم «بتنفيذ حكم الإعدام بحق كل من يثبت قيامه بأعمال التفجير وإقراره عن طريق الجهات القضائية، وتنفيذ الحكم في المدينة وبموقع التفجير».
وأشارت الوزارة السبت إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية هي التي نفذت الهجوم بالسيارة الملغومة في مدينة الباب التي سيطرت عليها القوات التركية عام 2016. وقالت وزارة الدفاع على «تويتر»: «تم إلقاء القبض على منفذ الهجوم بعد عملية ناجحة نفذها جهاز المخابرات الوطني».
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب، وهي المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، منظمة إرهابية متصلة بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمرداً منذ عقود في جنوب شرقي تركيا.
وشنت تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية المسلحة 3 حملات عسكرية منفصلة في شمال سوريا حتى الآن على تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية انتهت ببسط السيطرة على مناطق محاذية للحدود. وشنت هذه القوات هجوماً آخر على وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرقي سوريا الشهر الماضي.
وقوبل الهجوم التركي الأخير بإدانة واسعة من حلفاء تركيا الغربيين الذين قالوا إن الهجوم يمكن أن يعرقل الحرب على «داعش» في سوريا. ورفضت تركيا ذلك قائلة إنها تواصل قتال التنظيم المتشدد.
في السياق، فرقت القوات التركية والشرطة الحرة المعارضة في مدينة الباب بريف حلب الشرقي متظاهرين أمام مقر قيادة الشرطة بالهراوات والغاز والمسيل للدموع. وقال مصدر في الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة السورية الذي يسيطر على مناطق درع الفرات: «منعت قوات الأمن العام- الشرطة الحرة وعناصر من الجيش التركي، المئات من المحتجين من اقتحام مبنى قيادة الشرطة وإخراج الشخص المعتقل والمتهم بالتفجير الذي وقع في المدينة صباح أمس، والضغط على المؤسسات العسكرية والقضائية لتنفيذ المطالب الشعبية بإعدام مرتكب التفجير».
وكشف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أن «قائد القوات الخاصة في الشرطة الحرة يوسف الشبلي أبلغ المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام المبنى، بأن الشخص الذي تم إلقاء القبض عليه غير موجود بمركز الشرطة الحرة، مما دفع البعض منهم للتراجع».
وكان مصدر في الشرطة الحرة أعلن ليل أول من أمس، أن قيادة شرطة مدينة الباب تمكنت من إلقاء القبض على منفذ التفجير الذي وقع أمام محطة نقل الحافلات ويُدعى علي محمود اليوسف، حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل قوات الجيش الوطني خلال توجهه إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية».
ووصف سكان في مدينة الباب للوكالة، الأوضاع في مدينتهم بأنها «خرجت عن السيطرة، وأن قوات الشرطة الحرة أطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين، ولكنها لم تطلق الرصاص بشكل مباشر عليهم».
وانفجرت سيارة مفخخة صباح أمس أمام مركز انطلاق الحافلات في مدينة الباب، إذ تسبب الانفجار بمقتل 18 شخصاً وجرح أكثر من 30، إضافة إلى احتراق عدد من السيارات، وأضرار جسيمة في المباني المحيطة بالمكان.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».