قمران يرقصان على «المسرح الفضائي» لكوكب نبتون

«ناسا» رصدت الظاهرة

رسم يوضح تجنب قمري نبتون «ثالاسا» و«ناياد» لبعضهما البعض أثناء الدوران حول الكوكب (ناسا)
رسم يوضح تجنب قمري نبتون «ثالاسا» و«ناياد» لبعضهما البعض أثناء الدوران حول الكوكب (ناسا)
TT

قمران يرقصان على «المسرح الفضائي» لكوكب نبتون

رسم يوضح تجنب قمري نبتون «ثالاسا» و«ناياد» لبعضهما البعض أثناء الدوران حول الكوكب (ناسا)
رسم يوضح تجنب قمري نبتون «ثالاسا» و«ناياد» لبعضهما البعض أثناء الدوران حول الكوكب (ناسا)

عُرف فن تدوين الرقص «الكوريغرافيا» في الحضارات القديمة، بسبب ارتباطه بالطقوس الدينية، فعلي سبيل المثال وثق الفراعنة على جدران المعابد رسوماً توضح مختلف الوضعيات الراقصة، ولكن وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» وثقت رقصاً من نوع آخر يحدث على «مسرح الفضاء» بمشاركة قمرين من أقمار كوكب نبتون.
ويدور حول نبتون أربعة عشر قمراً، ووجد باحثون من ناسا في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية «إيكاروس» «Icarus»، أن القمرين الأعمق، وهما «ناياد» و«ثالاسا»، تحملهما مدارات غريبة لم يسبق لها مثيل، تجعلهما يدوران حول 1850 كيلومتراً فقط، لكنهما لا يقتربان أبداً من بعضهما البعض، في مشهد سماه خبراء الديناميات المدارية بـ«رقصة تجنب».
ويقول الباحثون في تقرير نشره، أول من أمس، الموقع الإلكتروني للوكالة الأميركية، إن «مدار (ناياد) مائل، وفي كل مرة يمر فيها (ثالاسا) ذو الحركة الأبطأ، يفصل بين الاثنين مسافة نحو 2200 ميل (3540 كيلومتراً)».
وشرح الباحثون أن «(ناياد) يحوم حول نبتون كل سبع ساعات، بينما يستغرق (ثالاسا) سبع ساعات ونصف الساعة، وعند تركيز النظر على (ثالاسا)، سيجد المشاهد أن (ناياد) في مدار يتغير بشكل دائم وبنمط متعرج، حيث يمر مرتين من أعلى ثم مرتين من أسفل، ويتكرر هذا النمط لأعلى ولأسفل ثم لأسفل، بحيث يتفوق (ناياد) في كل مرة على (ثالاسا) بمعدل أربع لفات، وهذا الرقص رغم أنه قد يبدو غريباً، فإنه يحافظ على استقرار المدارات».
وتقول مارينا بروزوفيتش، الخبيرة في ديناميات النظام الشمسي في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا والباحث الرئيسي بالدراسة: «هناك الكثير من أنواع الرقصات المختلفة التي يمكن أن تتبعها الكواكب والأقمار والكويكبات، لكن رقصة أقمار نبتون التي تم توثيقها لم يسبق لها مثيل من قبل».
وتضم الكواكب العملاقة للنظام الشمسي الخارجي العشرات من الأقمار، و«بعض تلك الأقمار تشكلت بجانب كواكبها ولم تذهب إلى أي مكان، وبعضها تم الاستحواذ عليه من الكواكب في وقت لاحق، ثم ضمها في مدارات تمليها تلك الكواكب، وبعض مدارات الأقمار تكون في الاتجاه المعاكس لدوران كواكبها، ويقوم آخرون بتبادل المدارات مع بعضهم البعض لتجنب الاصطدام، ولكن ما يحدث بين أقمار نبتون، كان غريباً وجديداً»، كما تؤكد بروزوفيتش.
واكتشفت بروزوفيتش وزملاؤها، النمط المداري غير العادي الذي أدى لتلك الرقصة الغريبة عن طريق تحليل الأرصاد التي أتاحها تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار وكالة «ناسا» (رويترز)

ترمب يرشح جاريد إيزاكمان لرئاسة «ناسا»

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الأربعاء جاريد إيزاكمان لقيادة إدارة الطيران والفضاء (ناسا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».