تحول إلى طاهٍ محترف بيوم واحد

«نوفيكوف» اسم كبير في عالم المطاعم اللندنية، معروف بمطعميه الآسيوي والإيطالي ونكهاته الرائعة وأطباقه التي لا يضاهيها إلا الأسعار المرتفعة، صاحب «نوفيكوف» الواقع في شارع باركلي بقلب مايفير هو رجل أعمال روسي يدعى أركادي نوفيكوف، لديه خبرة واسعة في إدارة المطاعم والدليل على نجاحه هو ملكيته لخمسين مطعماً في روسيا عدا المطاعم الأخرى التي يملكها في أماكن أخرى من العالم.
ميزة نوفيكوف الآسيوي والإيطالي الجو الجميل واستخدام المنتج الأفضل لتكون النكهة ألذ.
زبائن نوفيكوف يواظبون على الأكل فيه لأنهم يعشقون أطباقه ولهذا السبب بدأ المطعم الإيطالي بتنظيم حصص لتعليم الطهي شهرياً، تفتح المجال أمام الذواقة لتعلم أصول الطهي على مستوى دليل ميشلان للتميز. وشاركت «الشرق الأوسط» في مدرسة نوفيكوف للطهي وكان الدرس مخصصاً للسمك، طريقة تنظيفه وتقطيعه ونقعه وقليه، وكل الأسرار التي لا يعرفها إلا الطاهي الإيطالي بالدو أموديو الذي أشرف على الدرس الذي استغرق نحو 5 ساعات من البداية ولغاية تذوق الطعام الذي قمنا بتحضيره.
الفكرة جميلة جداً ولو أن نوفيكوف ليس المطعم الوحيد الذي يقوم بها ولكن ما يميزه هو أن الطاهي يقوم بشرح مفصل لكيفية طهي الأطباق الموجودة أصلاً على لائحة الطعام مثل السي باس المطهو بقالب من الملح، وغيره من الأطباق الشهيرة الأخرى، ما يعطي الفرصة للذواقة لتحضير أطباقهم المفضلة في المنزل.
في آخر سبت من كل شهر يقوم نوفيكوف الإيطالي بفتح أبواب المدرسة وفي كل شهر تختلف لائحة الأطباق التي تحضرها أثناء الدرس، فهناك دروس مخصصة لتحضير الباستا وأخرى للبيتزا بما فيها صنع العجينة، وهناك دروس خاصة بالسمك، والدرس المقبل نهاية هذا الشهر سيكون مخصصاً للحم.
يتجمع التلاميذ عند الساعة العاشرة صباحاً وبعد شرح تعليمات السلامة الخاصة بالمطبخ توزع مآزر مخططة بالأبيض والأزرق، وفي الساعة العاشرة والنصف يتناول الحضور فطوراً إيطاليا يتضمن الكابتشينو والمخبوزات الطازجة مع المربى المحضرة في المطعم.
عندما يحين موعد الطهي يطلب من الجميع غسل أيديهم قبل بدء الطاهي أموديو الذي يتكلم العربية إلى جانب الإيطالية والإنجليزية بشرح الأطباق والخطوات التي سيتعين على الحاضرين الذين يصل عددهم إلى عشرة في كل مرة.
وأول طبق قمنا بتحضيره كان سلطة «كاتل فيش مع بانزانيلا» Cuttlefish with panzanella salad يليها عملية تحضير سمكة السي باس وحبار محشو بالجبن وفيليه السلمون، وبالنهاية يأتي دور الحلوى، وكان الطبق المخصص في الدرس هو الباناكوتا مع التوت المشكل.
يستمر الدرس والطهي لمدة ساعتين متواصلتين يتمكن الحضور خلالها من طرح أي سؤال على الطاهي وتدوين الملاحظات والتقاط الصور، ويشارك الجميع بالطهي ويقومون بتتبع خطى الطاهي ومساعده.
وبعد الانتهاء من الطهي يدعى الجميع إلى طاولة مستديرة تتصدر المطعم الفسيح الذي يتميز بالسقوفية البلورية التي تساعد على تسلل الضوء الطبيعي إليه وبسط أشعته على أشجار الزيتون المغروزة داخل المطعم الذي يعتمد في ديكوره على جميع المفردات المتوسطية مثل عرض الخضار الملونة على منصة كبيرة والمطبخ المفتوح الأشبه بمطابخ البيوت الإيطالية التقليدية.
ويبدأ مهرجان الطعام في تمام الساعة الثالثة، وتتوسط الطاولة سلة من الخبز الإيطالي مثل الفوكاشيا وغيرها مع الزبدة المنكهة بالزيتون والملح والطماطم، وبعدها يقدم الطعام ويبدأ المشاركون بالدرس بالتسامر وتبادل أطراف الحديث.
الكثير من الموجودين يهتمون للطهي ويسعون لتطبيق أسرار المهنة في مطابخهم وهذه هي الفكرة من وراء مدارس الطهي التي تكون تابعة لمطاعم شهيرة حول العالم.
وفي نهاية اليوم توزع أوراق على المشاركين فيها جميع الوصفات التي قاموا بتحضيرها خلال الدرس.
الحجز المسبق ضروري والسعر 95 جنيها إسترلينيا للشخص الواحد ويمكنه اصطحاب صديق لقاء مبلغ 35 جنيها إضافيا.