زعيم مقاتلي كوباني: الأتراك يريدون {داعش} جاراً لهم

قتال شرس في عين العرب.. والأكراد يحبطون هجمات انتحارية

اكراد يتابعون من داخل الارضي التركية المعارك الجارية داخل مدينة كوباني السورية أمس (أ.ف.ب)
اكراد يتابعون من داخل الارضي التركية المعارك الجارية داخل مدينة كوباني السورية أمس (أ.ف.ب)
TT

زعيم مقاتلي كوباني: الأتراك يريدون {داعش} جاراً لهم

اكراد يتابعون من داخل الارضي التركية المعارك الجارية داخل مدينة كوباني السورية أمس (أ.ف.ب)
اكراد يتابعون من داخل الارضي التركية المعارك الجارية داخل مدينة كوباني السورية أمس (أ.ف.ب)

تشهد مدينة كوباني (عين العرب)، في أقصى الشمال السوري قرب الحدود التركية، مقاومة غير مسبوقة من قبل «وحدات حماية الشعب» الكردية (بي واي دي) ومن المدنيين الأكراد، لصد محاولات تقدم مقاتلي «داعش» ودحرهم إلى خارج المدينة، التي اقتحمها التنظيم يوم الاثنين الماضي على وقع ضربات طائرات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا.
وفشلت حتى الساعة الاستراتيجية الجديدة التي يعتمدها التنظيم لجهة إرسال انتحاريين بسيارات مفخخة للسيطرة على المزيد من الأحياء. وقال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم إنه «تم إفشال عملية كبيرة كان يجهزها (داعش) لاقتحام الجبهة الجنوبية الشرقية للمدينة من خلال انتحاريين يقودون خمس سيارات مفخخة وعمليات مماثلة أخرى لاقتحام المدينة من الجبهة الغربية». وأوضح مسلم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن المقاتلين الأكراد نجحوا في تفجير هذه السيارات قبل وصولها إلى أهدافها، متحدثا عن «قتال شرس بين وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي (داعش) في الأحياء الجانبية للمدينة الجنوبية والشرقية».
وأشار مسلم إلى أن الجهود تتركز حاليا على دفع «إرهابيي (داعش) إلى خارج أحياء كوباني»، مشددا على أن تقدمهم باتجاه المزيد من الأحياء «لن يكون متاحا». وأضاف «طيران التحالف الدولي مشكور على دعمه للمقاتلين الأكراد من خلال شن غارات استهدفت أخيرا دبابات التنظيم التي تشكل عنصر قوة لهم في المعركة». وأكّد أن «معظم المقاتلين داخل كوباني هم من شباب المدينة ومدنييها»، لافتا إلى وصول أعداد «محدودة» من الشبان من خارج كوباني للمساهمة في الدفاع عنها.
واعتبر مسلم أن «هناك على ما يبدو، خاصة بعد تصريحات مسؤولين أميركيين، قرارا بعدم سقوط كوباني»، واصفا الموقف التركي بـ«الضبابي»، وأردف «لكن يبدو جليا أن الأتراك يريدون ضمنيا سقوط كوباني.. هم يريدون (داعش) جارا لهم».
وأعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن خشيته من حدوث «مجزرة» مشابهة لمجزرة سريبرينيتسا بالبوسنة. وقال إن أكثر من 700 مدني لا يزالون في وسط المدينة معظمهم من المسنين في حين تجمع ما بين عشرة آلاف و13 ألفا قرب الحدود مع تركيا. وحذر المسؤول الدولي من أنه إذا سقطت المدينة نهائيا فإن هؤلاء المدنيين «سيتم قتلهم على الأرجح».
وأفيد أمس بقصف طائرات التحالف الدولي تجمعين لـ«داعش» في الأحياء الشرقية والأطراف الجنوبية لكوباني. وأشار ناشطون أكراد إلى أن المقاتلات الحربية كثّفت من ضرباتها لمواقع «داعش» في محيط كوباني وعلى أطرافها، إذ شنت غارة بعد منتصف ليل الجمعة - السبت على الأطراف الشرقية من المدينة استهدفت الآليات الثقيلة لـ«داعش» من دبابات ومدفعية كانت تقصف المدينة، فيما تلتها غارات أخرى صباح أمس، ورُصدت أعمدة الدخان ترتفع من الأحياء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مجموعات «وحدات حماية الشعب» الكردية «تستميت للدفاع عن المدينة من خلال عمليات نوعية تشمل تنفيذ عمليات تسلل في شرق عين العرب لقتل عناصر من التنظيم والعودة إلى مواقعها بعد ذلك».
وأشار المرصد إلى أن المقاتلين الأكراد صدوا «هجوما كبيرا» لـ«داعش» جنوب المدينة، لافتا إلى «اشتباكات متقطعة» على الجبهات الشرقية والجنوبية والجنوبية الغربية في ظل «محاولات متواصلة من قبل (داعش) للتقدم نحو وسط المدينة».
وسمع دوي انفجارين على طريق ميناس بالقرب من المشفى في جنوب غربي كوباني، بعد ظهر أمس، وتضاربت الأنباء بين استهداف وحدات حماية الشعب الكردي لسيارتين مفخختين لـ«داعش» كانتا تحاولان اختراق المنطقة، وبين انفجار السيارتين قبل وصولهما لهدفهما، حيث تصاعدت سحب الدخان من مكان الانفجارين.
وقال مدير إذاعة «آرتا إف إم» الكردية مصطفى عبدي، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية «نسمع أصوات اشتباكات لا تتوقف»، وأوضح أنه «لا أحد من المقاتلين ملزم بالبقاء، لكن الجميع ما زالوا هنا، وقد قرروا أن يدافعوا عن المدينة حتى آخر طلقة». وبدأ تنظيم داعش هجومه في اتجاه عين العرب منذ 16 سبتمبر (أيلول)، وسيطر على 40 في المائة من المدينة التي تبلغ مساحتها ستة إلى سبعة كيلومترات مربعة وعلى البلدات في محيطها. ونزح نتيجة هذا الهجوم أكثر من 300 ألف شخص، وقتل أكثر من 400 معظمهم من مقاتلي الطرفين، بينهم العشرات من «داعش» نتيجة ضربات التحالف.
وبعيد سيطرتهم على المربع الأمني الذي يضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية يوم أول من أمس الجمعة، شن مسلحو «داعش» هجوما «كبيرا» من جهة الجنوب عند منتصف ليل الجمعة – السبت، إلا أن المقاتلين الأكراد نجحوا في صد الهجوم بعد نحو ساعة ونصف الساعة من الاشتباكات العنيفة، بحسب المرصد السوري.
وقُتل 21 مقاتلا من «داعش» و8 مقاتلين أكراد في الاشتباكات الجمعة، فيما قتل 16 عنصرا من التنظيم المتطرف في غارات الائتلاف الدولي العربي على مواقعه في محافظتي الرقة وحلب.
وأظهرت لقطات فيديو عرضتها قناة «أعماق» التابعة لـ«داعش» على موقع للتواصل الاجتماعي عناصر التنظيم وهم يقاتلون القوات الكردية في مدينة كوباني. وبدا في اللقطات هؤلاء العناصر وقد عصبوا رؤوسهم بشارات سوداء، يحفرون فتحات في جدران المدينة من أجل تعزيز الحماية لتحركاتهم في شوارعها. وفي مشاهد أخرى ظهر مقاتلو «داعش» يطلقون النار من قاذفات صواريخ وبنادق آلية ثقيلة، وقد تمركز عدد منهم على سطوح المباني، فيما بدا آخرون يطلقون النار من خلف متاريس أقاموها في الشوارع.



بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»
TT

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

أكدت السلطات البريطانية جهوزية ترتيبات تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، غداً السبت.
وحاولت السلطات الطمأنة حيال الأمن بعد اعتقال رجل يشتبه بأنه مسلح، قرب قصر باكنغهام، مساء الثلاثاء، مؤكدة أنها ستنشر أكثر من 10 آلاف شرطي خلال الحفل.
وقال وزير الدولة لشؤون الأمن، توم توغندهات، إنّ الحفل الذي يتوّج 3 أيام من الاحتفالات، سيكون «من أهم العمليات الأمنية» التي شهدتها بريطانيا، مضيفاً أنّ «أجهزة استخباراتنا وقواتنا الأمنية الأخرى على علم تماماً بالتحدّيات التي نواجهها، ومستعدة لمواجهتها، كما فعلت الشرطة ببراعة» مساء الثلاثاء.
وينتظر أن يصطف عشرات الآلاف من بريطانيين وسياح على طول الطريق التي سيسلكها موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر، ودُعي نحو 2300 شخص لهذا الحفل، بينهم مائة رئيس دولة.
وعلى مدى أسبوع سيُنشر 29 ألف رجل أمن، في حين ستستخدم الشرطة في وسط لندن تقنية التعرّف على الوجوه، وتلجأ لنشر القناصة على الأسطح. وبالإضافة إلى خطر الإرهاب، تراقب الشرطة عن كثب نشطاء المناخ الذين حضر كثير منهم في الأيام الأخيرة إلى لندن، كما تراقب أي مظاهرات سياسية مناهضة للمناسبة.
وعند عودتهما إلى باكنغهام، سيوجه تشارلز وكاميلا تحية للجمهور من على الشرفة. وإذا كان الأمير هاري، الذي غادر البلاد وسط بلبلة في 2020، سيحضر الحفل في وستمنستر، فهو لن يظهر مع العائلة على الشرفة.