حزب «دي لينكا» اليساري... رافع الراية الحمراء في ألمانيا

حزب «دي لينكا» اليساري... رافع الراية الحمراء في ألمانيا
TT

حزب «دي لينكا» اليساري... رافع الراية الحمراء في ألمانيا

حزب «دي لينكا» اليساري... رافع الراية الحمراء في ألمانيا

حزب «دي لينكا»، أو «حزب اليسار» في ألمانيا، أسس من اتحاد قوتين سياسيتين يساريتين عام 2007.
القوة الأولى هي حزب الاشتراكية الديمقراطي الذي تعود جذوره إلى الحزب الشيوعي الذي حكم ألمانيا الشرقية في سنوات تقسيم ألمانيا وحقبة «الحرب الباردة». والقوة الثانية هي حركة «البديل الانتخابي للعمل والعدالة الاجتماعية» اليسارية التي أسهم في قيادتها أوسكار لافونتين، الزعيم السابق للحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) ووزير المالية ورئيس وزراء إقليم السار سابقاً.
يقع المقر الرئيسي لحزب اليسار في العاصمة الاتحادية برلين. وألوانه الرسمية الأحمر والأرجواني. ومنذ عام 2012، تقاسم رئاسة الحزب كاتيا كيبينغ وبيرند ريكسينغر، أما كتلته البرلمانية في مجلس النواب الفيدرالي (البوندستاغ) فيرأسها كل من ديتمار بارش وأميرة محمد علي (المنتخبة أخيراً).
خلال الانتخابات العامة الفيدرالية عام 2013، حصل الحزب على ما نسبته 8.6 في المائة من الأصوات وحاز على 64 مقعداً من مقاعد البوندستاغ. ومن ثم، في أعقاب عقد الحزبين الكبيرين الاتحاد الديمقراطي المسيحي (يمين معتدل) والحزب الديمقراطي الاجتماعي (اشتراكي - يساري معتدل) اتفاقاً لتشكيل حكومة ائتلافية، بات حزب اليسار القوة الكبرى للمعارضة.
وبعد ذلك، خلال الانتخابات العامة عام 2017، رفع حزب اليسار عدد مقاعده إلى 69 مقعداً من أصل 709 مقاعد، بفضل حصوله على نسبة 9.2 في المائة من الأصوات. وراهناً يمتلك الحزب في البوندستاغ خامس أكبر كتلة برلمانية بين الكتل الحزبية الست الممثلة في المجلس، متقدماً على حزب «الخضر» البيئي.
أيضاً يمتلك الحزب 4 مقاعد في البوندسرات (أي المجلس الاتحادي) الذي يشكل، بجانب البوندستاغ، مجلسي البرلمان الفيدرالي في ألمانيا. وبالنسبة لمجالس الولايات الألمانية، لدى الحزب حالياً 142 نائباً من أصل 1866 نائباً. وفي أوروبا، يتمثل بـ5 مقاعد في البرلمان الأوروبي.
من الناحية الآيديولوجية، يشكل «دي لينكا» القوة الأكثر يسارية بين القوى الممثلة في البوندستاغ، ولذا تضعه بعض الجهات في خانة اليسار المتطرف. وعلى صعيد العضوية، تشير سجلات الحزب إلى أنه يضم حالياً 63 ألفاً و784 عضوا منتمياً، ما يجعله خامس أكبر الأحزاب الألمانية. أما على صعيد حضوره السياسي الفعال، فإن الحزب يشارك اليوم في حكومات 3 ولايات ألمانية؛ هي براندنبورغ (كحليف صغير للحزب الديمقراطي الاجتماعي) وثورينجيا (في تحالف ثلاثي حاكم مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب «الخضر») - ويرأس الحكومة بودو راميلوف وهو من «دي لينكا» -، وولاية برلين (أيضاً في تحالف ثلاثي حاكم مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب «الخضر»)، لكن يرأس الحكومة أحد قيادات الديمقراطيين الاجتماعيين.
أخيراً، يتمثل الحزب حالياً في برلمانات 9 ولايات ألمانيا (من أصل 16 ولاية) هي: برلين وبراندنبورغ وبريمن وهامبورغ وهيسه ومكلنبرغ - بومرانيا الخارجية والسار وسكسونيا وسكسونيا - أنهالت وثورينجيا.



ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».