أفلام ـ مهرجانات ـ جوائز

لقطة من «خبز ساخن»
لقطة من «خبز ساخن»
TT

أفلام ـ مهرجانات ـ جوائز

لقطة من «خبز ساخن»
لقطة من «خبز ساخن»

خبز ساخن | Hot Bread
★ ★ ★
لم يسبق لدولة أوزبكستان أن أرسلت فيلماً لها للاشتراك في سباق الأوسكار. «خبز ساخن» هو أول محاولة في هذا الصدد.
يدور حول زليفة (زرينا إرغاشيفا) التي ما زالت في مطلع عقدها الثاني من العمر والتي تحلم بزيارة أمها في المدينة. حالياً، تعيش مع جدتها في قرية صغيرة. تشكو وتتذمر وتحاول الخروج من سيطرة جدتها في الوقت الذي عليها أن تتابع دراستها وتبعد عنها تحرشات بعض الصبية في مثل عمرها. للفيلم براءته وللمخرج عميد خامداموف حُسنُ جمعه التفاصيل والإحاطة بالأجواء تماشيا مع موضوع وقضية بطلته. لا يبدأ الفيلم واعدا بأي مزايا خاصّة، لكن القصة وتمثيل إرغاشيفا يتسللان إلى المشاهد بالتدريج وينموان في داخله بعد قليل من بدء الفيلم وعلى نحو متواصل حتى النهاية التي تقتنع فيها الفتاة بأنها تستطيع أن تتأقلم والحياة القروية تاركة أمها.

أبوللو 11 | Apollo 11
★ ★
منحت جمعية «اختيارات الناقد» في حفلها السنوي الذي أقيم يوم الأحد الماضي فيلم «أبوللو 11» خمس جوائز أولى بما فيها جائزة فيلم العام التسجيلي. ومن المنتظر أن يدخل نطاق ترشيحات الأوسكار الرسمية في عام تميّز فعلياً بكثرة الأفلام غير الروائية المستحقة للتقدير.
كثيرة هي الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تمحورت حول إطلاق وكالة «ناسا» مركبتها «أبوللو 11» وكيف حطت المركبة فوق القمر في حمى التنافس الروسي - الأميركي على ربح حرب الفضاء. لكن ما يذهب إليه «أبوللو 11» لتود ميلر يختلف قليلاً من حيث رغبته رصد الرحلة من وجهة نظر جديدة. لا مهرب من إعادة رصف المعلومات التي شوهدت سابقاً في الكثير من الأفلام التسجيلية (وبعض الروائية) لذلك يحاول التعويض عن فقدانه الجديد بجلب معلومات وتفاصيل لم تكترث الأفلام السابقة لها كفاية. هذا يجعله أهلاً للمشاهدة لكن مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفيلم يمر بطيئاً في أكثر من مرحلة.
الشمس لا تغيب عني
| The Sun Above Me Never Sets
★ ★ ★
أكثر مشاهد هذا الفيلم التقليدية هو مشهد البداية: خمسة من أفراد عائلة يجلسون على طاولة طعام يأكلون ويتحدثون. بعد سبع دقائق يسجل الفيلم أولى خطواته الحقيقية صوب الجدارة.
فأحد الجالسين على تلك الطاولة هو الشاب ألتان (إيفان كونستانتينوف) المشغول دوماً بهاتفه النقال حتى عندما يدور الحديث حوله. فوالده موافق على إرسال ابنه إلى بعض أصقاع دولة ياكوتيا (إحدى جمهوريات روسيا الفيدرالية) لكي يعمل كحارس للثعالب التي يتم القبض عليها بغية المتاجرة بفروتها.
إذ تبدأ القصة فعلياً مع وصول هذا الشاب للعيش وحده لجانب تلك الثعالب المسجونة في أقفاصها، تنتقل بعد حين إلى ما هو أجدى: أقرب جار إليه هو عجوز يحلم بأن يلتقي بابنته من جديد بعدما فقدها حين كانت في الثالثة من العمر. كما يرغب من ألتان أن يدفنه حين يموت قريباً من زوجته. إنها حكاية حزينة أحسن المخرج ليوبوف بوريسوفا تطويرها بحيث تبقى جاذبة ورقيقة.
(من عروض مهرجان آسيا وورلد فيلم فستيفال).


مقالات ذات صلة

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.