شاشة الناقد

Doctor Sleep
• إخراج: مايك فلاناغن
• الولايات المتحدة (2019)
• تقييم: ★ ★
بعيداً عن الأصل

من السهل جداً تحقيق فيلم مقتبس عن رواية للكاتب المتواصل ستيفن كينغ. فعلها كثيرون (نحو 250 اقتباسا سينمائيا من مطلع السبعينات وإلى اليوم) وبنتائج متفاوتة. لكن من الصعب تجاوز ما كان المخرج ستانلي كوبريك أن حققه من نتائج في فيلمه The Shining («الوهج»، 1980).
العلاقة هنا ليست في إطار أن كينغ هو من كتب «الوهج» فقط، بل في أن فيلم كوبريك فاق جودة، وإلى اليوم، أي فيلم تم اقتباسه من ذلك المؤلف ما يجعل قيام فيلم آخر يريد تكملة الحكاية التي وردت في «ذا شاينينغ» أمراً صعباً على أي مخرج، خصوصاً إذا ما افتقد إلى الرؤية الفنية التي تمتع بها كوبريك في كل أعماله.
ليس خفياً أن كينغ لم يعجبه في «ذا شاينينغ». هو عبّر عن ذلك بنفسه عندما وجد كوبريك ألغى الكثير مما ورد في الكتاب وصاغ ما تبقى بطريقته المنفردة. أضاف كوبريك للعمل ما رآه هو مناسباً له وليس ما ورد في رواية كينغ بالضرورة.
انتظر كينغ حتى سنة 2013 قبل أن يضع تكملة لروايته السابقة ناقلاً أحداثها إلى اليوم. والمخرج مايك فلاناغن سعى جهده لإنجاز فيلم ينتمي إلى كينغ ويستعير، وفي الوقت ذاته، بعض ما ورد في «ذا شاينينغ» من مشاهد (عن طريق مشاهد تُحاكيها وتقتبس أجواءها).
«دكتور سليب» يقع في ذلك الشق بين المحاولات. ليس فيلماً رديء التنفيذ بصرياً، بل هو ثري في الصورة واستخداماتها الرمزية والدالة، لكنه يتمتع بقدر من خشونة المعالجة وعنف التوظيف حين يأتي الأمر إلى التعامل مع الأطفال الذين يتم، حسب القصة، خطفهم من قِبل الشخصية الشريرة التي تؤديها ربيكا فرغوسن. في المقابل هناك داني (إيوان مكروغر) الذي يمثل الوجه الخيّر من العملة والذي، كما نعلم سريعاً، هو نفسه داني الذي اختبأ من أبيه السفاح جاك نيكولسون في الفيلم الأول.
المشاهد التي يزخر بها «ذا شاينينغ» الخاصة بالطفل الذي أدى دور داني (داني لويد الذي اكتفى بهذا الفيلم كممثل) لا وجود لها. بعض المشاهد هي مثل انعكاسات مرايا مشروخة، لكن ليس منها ما هو مبدع بالقدر ذاته ولا ما يكون مخيفاً فعلياً بالقدر نفسه. داني الآن شخص في مطلع الخمسينات من عمره. نتعرف إليه وهو يحاول إعادة ترتيب حياته التي عبثت به تلك الذاكرة. سوف يعيد ترتيب بعضها متخلصاً من الشرب والشعور بالعدمية بما يكفي للوقوف في وجه المرأة الشريرة التي تخطف الصغار.
إذا كانت رغبة المؤلف عبر هذه الحكاية الانتقام من المعالجة التي اختارها كوبريك لرواية كينغ السابقة، فإن ما ينجح الفيلم فيه أكثر من سواه هو التذكير بأن «ذا شاينينغ» يستحق جداً كل النجاح الذي استقطبه من 39 سنة وإلى اليوم.