تصاعد معارك طرابلس و«الوفاق» تعلن أسر 3 جنود

وفد من حكومة السراج يزور أميركا بدعوة رسمية

TT

تصاعد معارك طرابلس و«الوفاق» تعلن أسر 3 جنود

استمرت المعارك في طرابلس بين قوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، التي بدأ وفد يمثلها زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة.
ونقلت عملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج عن الناطق باسمها، أنها اعتقلت 3 عناصر من قوات «الجيش الوطني» وسيطرت على آليتهم بعد محاصرتهم في محور وادي الربيع جنوب العاصمة، متهمة الجيش بإطلاق قذائف عشوائية على منطقة صلاح الدين، فجر أمس، أصابت إحداها منزل مواطن لقي حتفه، في حين أصيب أحد أفراد عائلته.
وأفادت العملية بأن الطيران الحربي الداعم للجيش استهدف، مساء أول من أمس، منزلاً في منطقة عين زاره؛ ما تسبب في إصابة 4 أشخاص بشظايا مختلفة، نقلوا على إثرها لتلقي العلاج اللازم.
وكانت عملية «بركان الغضب» أعلنت أن «فلول الجيش الوطني التي حاولت التسلل إلى الطريق الساحلية، قامت بتصفية ثلاثة أفراد من عائلة كانت تستقل سيارة مدنية خلال مرورها بمنطقة القربوللي، عائدة من رحلة علاجية في تونس».
في المقابل، تجاهل «الجيش الوطني» هذه الاتهامات، لكنه اتهم في بيان مقتضب لمركزه الإعلامي، الميليشيات المسلحة بـ«إجبار سكان العاصمة على مغادرة منازلهم»، مشيراً إلى أن «هذه الميليشيات استهدفت حي الزهور بطرابلس بقذائف الهاون بعد رفض الأهالي الخروج من بيوتهم».
وكان الجيش قد جدد على لسان الناطق باسمه اللواء أحمد المسماري، مطالبته المجتمع الدولي بـ«الاعتراف بالمؤامرة على الجيش الوطني» عبر فرض مجلس الأمن الدولي حظراً لتصدير السلاح إليه، «رغم محاربته للجماعات الإرهابية».
وأكد المسماري في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس، في مدينة بنغازي شرق البلاد، أن المعركة التي يخوضها الجيش «لن تتوقف إلا بعد إنهاء وجود الميليشيات ونزع سلاحها». وبعدما أعلن اعتماد قائد الجيش المشير خليفة حفتر «خطة كاملة لتأمين الحدود تعتمد على تغطية ألفي كيلومتر على ساحل البحر المتوسط»، أعرب المسماري عن «استعداد الجيش للتعاون مع الدول الأوروبية وعقد مصالح مشتركة معها لمنع الهجرة غير الشرعية والإرهاب». وأوضح أن «الجيش لديه معركة أخرى بعد الانتهاء من معركة طرابلس وهي إعادة تأهيل الجيش وتدريب عناصره»، معتبراً أن «الجيش سيقيم لاحقاً عقب انتهاء القتال دولة تذهل العالم».
وجاءت هذه التطورات في حين بدأ وفد من حكومة السراج زيارة رسمية للولايات المتحدة بدعوة من الحكومة الأميركية، حيث أجرى سلسلة محادثات شملت عدداً من المسؤولين في وزارات الخارجية والدفاع والأمن الداخلي ومجلس الأمن القومي والوكالة الأميركية للتنمية وهيئة الأركان المشتركة.
وطبقاً لبيان لإدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية التابعة للحكومة، فإن الوفد الذي يضم وزيري الخارجية والداخلية بحث في واشنطن إطلاق الحوار الأمني بين الجانبين، وتركز الحوار على مسائل تعزيز التعاون بين حكومة الوفاق والولايات المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار والشراكة والتنسيق في مكافحة الإرهاب.
كما ناقش اجتماع عقده الوفد مع وزارة الخزانة الأميركية تعزيز التعاون في مجال مكافحة غسل الأموال وتجفيف منابع تمويل الإرهاب والتدابير المتعلقة بمكافحة الجرائم الاقتصادية، بما في ذلك فرض عقوبات على مرتكبيها.
إلى ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، أن رئيسها غسان سلامة، أطلع برفقة نائبته للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز، وفداً من لجنة التواصل في مجلس النواب الليبي بمدينة طبرق، على خلاصة مباحثاته مع الأطراف الدولية، خصوصاً حول مسار مؤتمر برلين المقرر عقده الشهر المقبل.
وقالت البعثة في بيان، إن الاجتماع الذي عقد في تونس تطرق أيضاً إلى سبل إعادة إحياء المسار السياسي الداخلي وسبل إعادة لملمة شمل مجلس النواب.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.