داني ألفيش... مدافع أعاد تعريف مهام الظهير الأيمن

النجم البرازيلي يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر حصولاً على البطولات والألقاب في تاريخ كرة القدم

ألفيش (وسط) قاد البرازيل للفوز ببطولة كوبا أميركا هذا العام
ألفيش (وسط) قاد البرازيل للفوز ببطولة كوبا أميركا هذا العام
TT

داني ألفيش... مدافع أعاد تعريف مهام الظهير الأيمن

ألفيش (وسط) قاد البرازيل للفوز ببطولة كوبا أميركا هذا العام
ألفيش (وسط) قاد البرازيل للفوز ببطولة كوبا أميركا هذا العام

يحتل النجم البرازيلي داني ألفيش صدارة قائمة اللاعبين الأكثر حصولاً على البطولات والألقاب في تاريخ كرة القدم، كما لعب لمدة 17 عاماً في عدد من أكبر الأندية في أوروبا، وأعاد تعريف مهام مركز الظهير الأيمن. وفي شهر يوليو (تموز) الماضي، قاد منتخب البرازيل للحصول على بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، وهي أول بطولة كبرى يحصل عليها منتخب البرازيل منذ أكثر من عقد من الزمان. وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي لم يحققه ألفيش في عالم كرة القدم حتى الآن؟
وقد عاد ألفيش للعيش في وطنه لأول مرة منذ مغادرته ولاية باهيا البرازيلية وهو في سن المراهقة في عام 2002، ويعود الكثير من النجوم البرازيليين للاستمتاع ببضع سنوات من الراحة قبل تعليق أحذيتهم واعتزال كرة القدم، لكن ألفيش يؤكد على أنه لم يعد من أجل الراحة، قائلاً: «إنني أعشق التحديات، خاصة عندما يعتقد الجميع أنه لا يمكن تحقيقها، ثم تقوم أنت بتحقيقها. هذا هو الشيء الذي أعشقه؛ لأن هذا الأمر يشعل التحدي بداخلي».
وفي الوقت الحالي، هناك تحديان يسعى ألفيش لتحقيقهما: الأول هو مساعدة نادي ساو باولو على استعادة أمجاده السابقة، والآخر هو قيادة المنتخب البرازيلي للفوز بكأس العالم 2022 بقطر. وسيكون عمر ألفيش 39 عاماً عندما ينطلق المونديال، لكنه يؤكد على أنه سيقاتل من أجل تواجده في كأس العالم، قائلاً: «إنه حلمي». وقد وُلد ألفيش في مدينة جوازيرو، على بُعد 2000 كيلومتر إلى الشمال من أكبر مدن البرازيل، لكن ساو باولو كان هو السبب الذي جعل ألفيش يعشق كرة القدم. يقول الظهير الأيمن البرازيلي عن ذلك: «لقد كنت من عشاق نادي ساو باولو منذ أن كنت طفلاً. إنني دائماً ما أحب أن أكون بطلاً، وكان نادي ساو باولو يحصل على البطولات دائماً. وكان والدي يلعب في فريق من الهواة يسمى ساو باولو أيضاً، حيث كان يجمع اللاعبون من المزارع لكي يلعبوا معاً».
وعندما كان ألفيش يلعب في هذا الفريق، فإنه كان يقلد النجم البرازيلي كافو، الذي قاد ساو باولو للفوز بلقب بطولتي كوبا ليبرتادوريس وكأس إنتركونتيننتال مرتين متتاليتين في عامي 1992 و1993. يقول ألفيش عن ذلك: «كان بطل طفولتي الأول هو والدي، والثاني هو كافو، بسبب المركز الذي كان يلعب به وبسبب تاريخه الحافل ونشأته. إنني أحب قصة الشخص أكثر من مجرد الطريقة التي يلعب بها، وقد كانت قصة كافو مذهلة وتعكس المثابرة والعمل الجاد، وهو الأمر الذي منحني أملاً كبيراً للسير على نهجه».
وقد التقطه نادي باهيا المحلي وهو في سن صغيرة، قبل أن ينتقل إلى نادي إشبيلية الإسباني وهو في التاسعة عشرة. يتذكر ألفيش ذلك قائلاً: «لقد حدثت الأمور بسرعة كبيرة للغاية. لم ألعب سوى موسم ونصف الموسم مع نادي باهيا، ثم رحلت. لقد كانت هذه هي أصعب فترة في حياتي الكروية. لقد تحولت من لاعب يلعب جميع المباريات إلى لاعب لا يتواجد حتى على مقاعد البدلاء، وقد كانت هذه بمثابة صدمة كبيرة بالنسبة لي.
ومع ذلك، فقد تعلمت في وقت مبكر من مسيرتي أن المعدن الحقيقي للأشخاص يظهر في الأوقات الصعبة، وما إذا كان سيقدمون لك الدعم الذي تحتاج إليه أم لا. لقد كنت أسعى دائماً لتحقيق النتائج الجيدة بدلاً من البحث عن المبررات والأعذار؛ لذلك بدأت أعمل بقوة وأبذل الكثير من الجهد لكي أفهم ما يريده المدير الفني. كنت أرغب في معرفة ما يتعين عليّ القيام به لكي أكون عند مستوى التوقعات. وانتهى بي الأمر بأن قضيت وقتاً رائعاً مع نادي إشبيلية. وقد نجحت أنا وزملائي في تغيير تاريخ إشبيلية».
وبعد كل هذه السنوات، لا يزال الفوز بأول لقب لكأس الاتحاد الأوروبي ضد ميدلسبرة في عام 2006 هو إنجازه المفضل، ويقول عن ذلك: «كانت أفضل لحظة في مسيرتي الكروية عندما فزت بأول لقب مع نادي إشبيلية. لقد حصلت على هذه البطولة مع النادي الذي كان يقاتل من أجل الهرب من الهبوط من الدوري الإسباني الممتاز عندما جئت إليه. إنه لشيء رائع للغاية أن تكون جزءاً من إعادة البناء في هذا النادي. لقد رأينا الجميع وهم يبكون من السعادة في هذه المدينة. لقد نجحنا في كتابة قصة جميلة هناك، وكان من الرائع أن أكون جزءاً من كل ذلك».
وقد ساعده هذا التألق مع إشبيلية على الانتقال إلى برشلونة، وهي الخطوة التي يقول عنها: «ومن هناك، انتقلت إلى أكثر مكان مرغوب فيه في عالم كرة القدم، ليس فقط بسبب اللاعبين الذين يضمهم هذا النادي، لكن بسبب هوية النادي وكرة القدم الجميلة التي يقدمها والقيمة التي يضيفها إلى كرة القدم. إنهم يقاتلون حقاً من أجل تقديم كرة القدم الممتعة. في الحقيقة، لقد كان برشلونة – ولا يزال وسيظل – مدرسة لمفاهيم كرة القدم. إنني لم أر شيئاً من هذا القبيل مطلقاً. لقد تلقيت عروضاً من الكثير من الأندية الأخرى، لكنها لم تكن تقدم لي الفرصة لبناء شيء جديد. لقد كان برشلونة يمر بمرحلة انتقالية، فبعد رحيل رونالدينيو هبط أداء الفريق بعض الشيء، وكان النادي يرغب في العودة إلى ما كان عليه من قبل. لقد صنعت التاريخ بالفعل بعدما أصبحت جزءاً من إعادة بناء هذا النادي؛ لذلك أردت أن أفعل ذلك مرة أخرى».
وينظر ألفيش إلى انتقاله إلى ساو باولو بالطريقة نفسها، حيث لم يفز النادي بلقب الدوري البرازيلي الممتاز منذ عام 2008 ولم يحصل على أي بطولة منذ عام 2012. ويأمل ألفيش أن يقود النادي للعودة إلى منصات التتويج، حيث يقول: «لقد أتيت إلى ساو باولو لأروي قصة أحد المعجبين الذي جاء للعب مع النادي الذي يشجعه ويحبه. ومن سيحارب من أجل هذا النادي أكثر من مشجعيه وعشاقه! إنني أفعل شيئاً لا يمكن لأي مشجع آخر القيام به، وهو أنني أتواجد داخل الملعب لأقوم بدور المشجع واللاعب في الوقت نفسه. إنني ألعب للنادي الذي حلمت باللعب فيه. في الحقيقة، يعد ساو باولو هو النادي الوحيد الذي يمكنني الاستمرار في اللعب له حتى لو هبط إلى دوري الدرجة الثانية».
وعندما أعلن ساو باولو عن ضم ألفيش في أغسطس (آب) الماضي، تم استقبال اللاعب استقبال الأبطال، حيث استقبله 45 ألف مشجع في استاد مورومبي ومنحه النجم البرازيلي السابق كاكا القميص رقم 10. والآن، يلعب ألفيش بحرية كبيرة في وسط الملعب، ويقول عن ذلك: «إنني ألعب في الأساس في مركز الظهير الأيمن، لكنني أقوم بأدوار أخرى. لكن هنا - نظراً لخصائص كرة القدم البرازيلية، والطريقة التي يلعب بها الفريق، وزملائي أيضاً في كثير من الأحيان – فإنني لا ألعب التمريرات القصيرة كثيراً. ولو لعبت في مركز الظهير الأيمن، الذي ألعب به منذ 20 عاماً، فإنني لن أتدخل كثيراً في أحداث المباراة».
ويضيف: «عندما ألعب في خط الوسط وأشارك أكثر في مجريات اللعب، فإنني أساعد زملائي في الفريق على أن يصبحوا أفضل. ودائماً ما كنت أفعل ذلك طوال مسيرتي الكروية – في باهيا وإشبيلية وبرشلونة ويوفنتوس وباريس سان جيرمان. هذه الأندية لديها تاريخ في القيام بهذه الأشياء لفترة من الوقت، لكن هنا فالمدير الفني يتغير كل فترة ويتعين عليك أن تعمل جاهداً على التكيف مع متطلبات كل مدير فني. وعندما ألعب الآن في خط الوسط، فإن ذلك يكون أفضل لزملائي في الفريق.
ولكي أكون صادقاً فإنني سأقول إنني نجحت في تغيير تعريف المهام المطلوبة من اللاعب الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن. وعلاوة على ذلك، فإنني دائماً ما أستطيع أن أتكيف مع الطريقة التي يلعب بها زملائي من حولي. فإذا كانوا يلعبون على أطراف الملعب فسأذهب أنا إلى العمق، وإذا كانوا يقومون بأدوارهم الهجومية فإنني سأساعدهم على الاستحواذ على الكرة. وإذا كانت الكرة في حوزة الفريق المنافس، فإنني سأعمل على مساعدة الفريق على استعادة الكرة. إنني الآن ألعب كلاعب خط وسط مبدع ينطلق من الخلف للأمام».
ويضيف: «برشلونة هو من جعلني أتعامل مع الأمور بهذا الشكل. عندما لعبت مع تشافي هيرنانديز وراكيتيتش، كان هناك دائماً لاعب يتحكم في رتم المباراة. فإذا كنت ألعب أنا على أطراف الملعب، فإن تشافي أو راكيتيتش يكون خلفي في عمق الملعب. وفي ساو باولو، يتمثل التحدي الآن في أن أكون قادراً على فهم زملائي في الفريق وأن أندمج معهم بأفضل صورة ممكنة».
وأكد ألفيش على أن المدير الفني السابق لبرشلونة جوسيب غوارديولا قد ساعده كثيراً فيما يتعلق بالتمركز الصحيح داخل الملعب، ويقول عن ذلك: «هذا الفهم هو أحد أعظم وأهم الصفات للاعبين الذين يمكنهم التعامل مع هذا الأمر بالشكل الصحيح. هناك الكثير من اللاعبين الذين يريدون دائماً الحصول على الكرة، لكنهم في بعض الأحيان يمكن أن يتسببوا في ضرر أكبر من النفع الذي يمكنهم أن يقدموه. وهذا هو ما تعلمته في برشلونة، فعندما علمني غوارديولا كيف أتحرك عندما لا تكون الكرة بحوزتي، فقد صنعت 18 هدفاً في ذلك الموسم».
وعندما سئل ألفيش عما إذا كان غوارديولا يفعل الشيء نفسه الآن مع رحيم ستيرلينغ في نادي مانشستر سيتي، قال اللاعب البرازيلي: «إنه يفعل الشيء نفسه. من الواضح أنه يجب أن يكون لدى المدير الفني اللاعب القادر على تنفيذ تعليماته؛ لأنه لو لم يكن اللاعب يمتلك القدرات التي تمكنه من تنفيذ تعليمات المدير الفني، فإنه لن يتمكن من القيام بذلك. لكن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو أن غوارديولا دائماً ما يجد اللاعبين الجيدين القادرين على تنفيذ تعليماته، وهذا هو السبب الذي يجعل اللاعبين يتألقون دائماً تحت قيادته».
ولا يقتصر عمل ألفيش على المستطيل الأخضر فقط، حيث يسعى لمساعدة ناديه وكرة القدم البرازيلية ككل. ويقول عن ذلك: «يتعين على الأندية أن تعمل على إيجاد هوية جماعية للعب. ويتعين على كرة القدم البرازيلية أن تعيد اكتشاف نفسها في هذا الصدد. فيما يتعلق بالمهارات الفردية، فإنني لم أر في حياتي بلداً مثل البرازيل، التي يخرج منها عدد لا يحصى من اللاعبين الجيدين كل عام. لكننا نرى الكثير من اللعب الفردي، ولا توجد أندية رائعة منذ فترة طويلة بسبب فقدانها لميزة اللعب الجماعي».
ويضيف: «إذا كانت لدى النادي رؤية واضحة، فإنه لن يضطر إلى تغيير مدير فني كل عام. هناك بعض الأندية التي تغير مدربين أو ثلاثة في السنة، وهذا جنون؛ لأن هذا لن يؤدي أبداً إلى الاستقرار. يجب أن يكون هناك تخطيط أفضل، ويتعين على النادي أن يتخذ الخيارات الصحيحة ثم يدعمها؛ لأن هذا هو ما يخلق الاستقرار داخل النادي وداخل أي فريق. يتعين علينا أن نتعلم الدروس من الأندية الأوروبية التي تخلق لنفسها هوية محددة. ومن النادر أن ترى نادياً أوروبياً كبيراً ينافس في أحد الأعوام على الفوز باللقب ثم تراه في العام التالي يقاتل من أجل تجنب الهبوط. ويعود السبب وراء ذلك إلى أن هذه الأندية تتمتع بالاستقرار. يتمتع ساو باولو بهوية رائعة كنادٍ يهتم حقاً بأكاديمية الناشئين، لكنه لا يهتم باللعب على المستوى الجماعي. إنني أريد أن أستفيد قليلاً من التجربة التي مررت بها في الخارج لكي أجعل هذا النادي أفضل مما هو عليه الآن».
ولم يكن ألفيش هو اللاعب الوحيد الذي عاد للبرازيل، ففي الأشهر القليلة الماضية عاد أيضاً كل من فيليبي لويس ورافينيا وراميريز ولويز أدريانو. يقول ألفيش عن ذلك: «يدل هذا على أن كرة القدم البرازيلية تتطور، حيث باتت الأندية تتعاقد مع اللاعبين الذين لديهم خبرات هائلة وما زالوا يجتذبون اهتمام الأندية الأوروبية. بعض هؤلاء اللاعبين أصدقائي وهم يعرفون أنهم يستطيعون تقديم الكثير لكرة القدم البرازيلية ومساعدة اللاعبين الشباب في حياتهم. هنا في البرازيل».
وبالإضافة إلى رغبة ألفيش في أن يكون جزءاً من مشروع إعادة البناء في نادي ساو بالولو، فإن اللاعب وافق على العودة للنادي لأنه قدم له عقداً يستمر حتى ديسمبر (كانون الأول) 2022، في حين أن الأندية الأوروبية الأخرى كانت تقدم له عقداً لمدة 12 شهراً فقط. يقول ألفيش: «أردت أن أشعر بالاستقرار حتى يمكنني القتال من أجل تحقيق حلمي، وهو اللعب في كأس العالم 2022. الأندية الأخرى لم تؤمن بإمكاناتي، وتعتقد أنه لم يعد لدي ما أقدمه. لكنني سأظهر لها أنه يمكنني أن أحقق ما أريده».


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».