اعتبرت الفنانة المصرية داليا مصطفى، أن شغفها بحقبة خمسينات القرن الماضي دفعها إلى الموافقة على تجسيد دور «قسمت هانم» بمسلسل «حواديت الشانزليزيه» الذي يجري عرضه حالياً على إحدى القنوات الفضائية المصرية. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط» اعترفت بأن غيابها لمدة 7 سنوات عن الساحة الفنية المصرية تسبب في تأخرها فنياً، وأوضحت أنها ليست «نادمة أبداً على هذا الغياب؛ لأنه كان ضرورياً من أجل رعاية أبنائها»... وإلى نص الحوار:
> لماذا وافقت على أداء دور «قسمت هانم» في مسلسل «حواديت الشانزليزيه»؟
- أكثر ما دفعني للموافقة هو السيناريو نفسه؛ لأن المؤلفين أيمن سليم ونهى سعيد، كتباه بحرفية عالية وتم رسم ملامح شخصية «قسمت» بدقة كبيرة لدرجة شعوري عند القراءة بأنها تنبض بالحياة، فضلاً عن أنني تمنيت كثيراً تقديم حقبة الخمسينات من القرن الماضي؛ لأني من عشاق تلك الفترة، خصوصاً أنه سبق لي قراءة الكثير عن تلك الحقبة المهمة من تاريخ مصر، وتعرفت عليها عن قرب، فضلاً عن مشاهدتي أفلاماً كثيرة ومسلسلات تعرضت لهذه الفترة الزمنية، وبالتالي عندما عرضت عليّ الشخصية وافقت فوراً، فأعتقد أن «قسمت» نموذج مثالي لما يجب أن تكون عليه أي سيدة تسعى للجمال والرقي والأناقة؛ لأنها تنتمي إلى عائلة أرستقراطية، وتتمتع بذكاء ومتمسكة بالأصول، وزوجة عظيمة، وأم حنون ومحبة، إلى أن تتعرض في حياتها لصدمة كبيرة تغير منها، لكنها تتصرف بذكاء نادر ورقي يعكس بيئتها. والعمل ككل محفز ومشجع على المشاركة فيه، والشركة المنتجة للعمل لم تبخل بأي شيء ليخرج العمل في أفضل صورة.
> معنى ذلك أنكِ تهتمين بالعمل بشكل متكامل وليس بدورك فقط؟
- بالتأكيد نعم، فأنا دائماً ما أتروى في اختياراتي الفنية بسبب اهتمامي بالعمل كله؛ فالفنان لا يعمل بمفرده، لكن يجب أن يكون الفريق المعاون جيداً، والمنتج سخي، وله ثقله في السوق، ودوري بالتأكيد يجب أن يكون ذا تأثير في سياق العمل ككل.
> وهل واجهتكِ صعوبة في أداء الدور؟
نعم، بالطبع؛ لأن هذه الحقبة لها سمات مميزة على غرار رزانة الحوار بين الناس، وطبيعتهم الهادئة، لكن قراءتي بكثرة في التاريخ ساعدتني بقوة على تخطي هذه الصعوبة، وهناك أمر آخر ساعدني، فالفنانتان ماجدة وفاتن حمامة قدمتا أفلاماً تشبه هذه الفترة الزمنية برقيها وهدوئها وكانتا بمثابة نماذج حية بالنسبة لي، بل إنني تعمدت التأثر بشخصيتهما كثيراً، وحرصت على أن تخرج شخصية «قسمت» على أنها مزيج بينهما.
وفي دوري واجهتني صعوبات مثل طريقة الحديث نفسها؛ لأن الشخصية يجب أن تتحدث بهدوء ورزانة كبيرة، وهذه هي السمة الغالبة على كلام الناس في هذا الوقت، عكس ما يحدث الآن كلياً، ووصل الاختلاف حتى إلى بعض المصطلحات المستخدمة في الحديث بجانب طريقة المشي والتعبير.
> البعض قال إنكِ تعرضتِ للظلم بعد غيابكِ عن الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، ما تعليقكِ؟
هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة، فلم أتعرض لظلم أبداً؛ لأن ظروفي العائلية هي التي تسببت في غيابي عن الساحة، فقد أنجبت أبنائي بشكل متلاحق، وكان عليّ الاختيار بين أن أكون أماً مثالية وبين تقسيم وقتي بين العمل والأبناء، لكن الاختيار الثاني كان أصعب بالتأكيد؛ لأنه بمجرد دخول تصوير عمل ما فإنه يصعب التحكم في الوقت، وبناءً عليه اخترت الاعتناء بأبنائي؛ فابتعدت 7 سنوات تقريباً، ولا أخفي سراً أن فترة الغياب أثرت علي فنياً وأخرتني كثيراً، وبعدما قررت الرجوع مجدداً كان الأمر صعباً في بدايته، ثم بدأت الأمور تتحسن منذ مشاركتي في مسلسل «أنا عشقت»، لكن الحمد لله الظروف الآن اختلفت؛ لأن أولادي كبروا في العمر، وأصبحت الطريق مفتوحة أمامي لمزيد من الأعمال، وسأعوض ما فاتني، وقد توالت أعمالي بداية من مواسم مسلسل «الكبريت الأحمر» ثم مواسم مسلسل «البيت الكبير»، وأخيراً مشاركتي هاني سلامة بطولة مسلسل «قمر هادي» الذي حقق صدى قوياً في موسم دراما رمضان الماضي، والآن مسلسل «حواديت الشانزليزيه»؛ لذلك أشعر بأن خطواتي تزداد قوة.
> لكن، ألستِ نادمة على فترة غيابك عن الساحة الفنية؟
لا، على الإطلاق؛ لأنني وجدت ترحيباً كبيراً من أصدقائي في الوسط الفني بعد العودة، كما أن أبنائي يستحقون التضحية من أجلهم.
> هل هناك تأثير لظروف السوق الفنية في مصر حالياً على تواجدك كفنانة، سواء في نوعية الأدوار وعددها؟
أنا متفائلة وأنظر لنصف الكوب الممتلئ؛ فما يحدث في السوق من وجهة نظري أن هناك توجهاً لإنتاج أعمال أفضل وأرقى بغض النظر عن عددها، وهذا أمر حميد، وأعتقد أن كل عام سيشهد رقياً عن العام السابق له، ولدي أمل أن تزيد هذه الأعمال، وأرى أن هناك توجهاً آخر كي لا تعرض كل المسلسلات في رمضان فقط مثلما حدث في الماضي، لكن هناك توجهاً لعرضها طوال العام، وبصراحة هذا أفضل؛ لأنه يساهم في إخراج المسلسلات بشكل أفضل.
داليا مصطفى: «حواديت الشانزليزيه» أعادني للشاشة بعد غياب 7 سنوات
داليا مصطفى: «حواديت الشانزليزيه» أعادني للشاشة بعد غياب 7 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة