انطلقت اليوم (الأربعاء)، أولى الجلسات العلنية في التحقيق الهادف لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يتّهمه ديمقراطيون بسوء استغلال منصبه ومطالبة دولة أجنبية بالتدخل في شؤون أميركية داخلية.
فيما يلي دليل مختصر لإجراءات العزل والهدف منها، وفرص نجاحها في إزاحة الرئيس ترمب من منصبه.
1. ما عملية العزل وما مراحلها؟
تبدأ عملية عزل رئيس أميركي بتوجيه اتهامات في الكونغرس قد تشكّل أسساً لإحالة الرئيس إلى القضاء. وينص الدستور الأميركي على أن الرئيس «قد يُعزل من منصبه في حال اتهامه بالخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجرائم والجنح».
وتنقسم عملية العزل إلى مرحلتين. تنطلق الأولى من مجلس النواب الأميركي، ولا تحتاج إدانة الرئيس في هذه المرحلة إلا إلى أغلبية بسيطة لتمريرها. ثم تُحال هذه «الإدانة» إلى مجلس الشيوخ الذي ينظر في «محاكمة» الرئيس الأميركي. ومن الضروري في هذه المرحلة الحصول على أصوات ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ من أجل تمرير قرار عزل الرئيس، وهو أمر لم يحصل في تاريخ الولايات المتحدة.
2. ما التهم الموجّهة إلى ترمب؟
يُتّهم الرئيس الأميركي بسوء استغلال منصبه لدعم مصالح سياسية خاصة، ودعوة حكومة خارجية للتدخل في الانتخابات الأميركية. ويشتبه الديمقراطيون أن ترمب مارس ضغوطاً على أوكرانيا لإطلاق تحقيق بشأن نائب الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن، الذي يحظى بفرض كبيرة لمنافسته في السباق إلى البيت الأبيض في 2020.
ويبدو أن الرئيس علّق مساعدة عسكرية تبلغ نحو 400 مليون دولار مخصصة لكييف، وربط الأمر بدعوة يمكن توجيهها إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض. وفي محادثة هاتفية جرت في 25 يوليو (تموز) نشر البيت الأبيض مذكّرة تشمل بعض ما جاء فيها، طلب ترمب فعلاً من زيلينسكي «التدقيق» بشأن جو بايدن ونجله.
وأثار هذا الاتصال شبهات مسؤولين في الإدارة الأميركية وأجهزة الاستخبارات، إلى درجة أن مُبلغاً من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) قرر إطلاع المسؤولين عليه، وهو ما فجّر الفضيحة.
3. ما فرص عزل ترمب؟
قليلة للغاية في الوقت الحالي، ما دام جمهوريو مجلس الشيوخ متمسكين به.
يسعى الديمقراطيون إلى التصويت على عزل ترمب في مجلس النواب بحلول نهاية العام الحالي، وهي عملية شبه مضمونة نظراً إلى امتلاكهم غالبية داخل المجلس. بعد ذلك، تُحال القضية إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حيث من المتوقّع أن تنتهي عملية العزل.
4. مَن يخلف ترمب إذا نجحت عملية العزل؟
في حال خسر ترمب دعم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وصوّتت غالبية الثلثين لصالح إدانته وعزله (وهو السيناريو الأقل ترجيحاً وسيكون سابقة تاريخية)، يوجّه الدستور الأميركي بأن يخلفه نائبه مايك بنس. وفي حال لم يكن بنس قادراً على تسلم الرئاسة، يخلفه بالترتيب:
* رئيس مجلس النواب (نانسي بيلوسي - ديمقراطية).
* رئيس مجلس الشيوخ (تشاك غريسلي - جمهوري).
* وزير الخارجية (مايك بومبيو - جمهوري).
* وزير الخزانة (ستيفن منوتشين - جمهوري).
* وزير الدفاع (مارك إسبر - جمهوري).
* المدعي العام (وزير العدل) (ويليام بار - جمهوري).
* وزير الداخلية (ديفيد بيرنهاردت - جمهوري).
5. مَن تمّت مساءلته؟
لم يسبق أن أدان مجلسا النواب والشيوخ أي رئيس أميركي.
ترمب هو رابع رئيس تُطلق بحقه إجراءات العزل داخل مجلس النواب. فقد ساءل المجلس كلاً من أندرو جونسون عام 1868، وبيل كلينتون عام 1998، إلا أن مجلس الشيوخ برّأ كلاً منهما. أما الرئيس ريتشارد نيكسون، فقد اختار الاستقالة عام 1974 بعد إقرار مجلس النواب مواد المساءلة بحقه.