ترحيب برلماني مصري باعتزام تطبيق «عقوبات أوروبية» على أنقرة

TT

ترحيب برلماني مصري باعتزام تطبيق «عقوبات أوروبية» على أنقرة

أبدى برلمانيون وخبراء مصريون في أمن الطاقة، ترحيباً، بإعلان «وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي» التوقيع على «الإطار القانوني الذي يسمح للتكتل بفرض عقوبات على تركيا على خلفية أنشطة التنقيب عن الغاز قبالة ساحل قبرص (عضو الاتحاد)»، وفيما رأى بعضهم أنها «خطوة مهمة لكنها غير كافية»، أبدى آخرون تعويلاً على «خطوات أخرى من قبل قوى كبرى تحفظ أمن المتوسط».
ودخلت القاهرة وأنقرة في مساجلات قانونية وسياسية عدة بشأن التنقيب في المتوسط، وأعلنت تركيا في فبراير (شباط) 2018، أنها لا تعترف بـ«قانونية اتفاق وقعته مصر وقبرص عام 2013 للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط»، فيما شددت القاهرة حينها على أن «الاتفاقية لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها، وهي تتسق وقواعد القانون الدولي، وتم إيداعها بصفتها اتفاقية دولية في الأمم المتحدة».
وبحسب البيان الأوروبي، الصادر، أول من أمس، فإن «الاتحاد الأوروبي سيتمكن من فرض حظر السفر، وتجميد الأصول على الأفراد، والكيانات المسؤولة عن أنشطة الحفر داخل المياه الإقليمية لقبرص».
ويعتقد الدكتور أحمد قنديل، رئيس برنامج دراسات الطاقة بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، أن «التحرك الأوروبي، مهم لكنه يبدو غير كافٍ، إذ استقبلته الأوساط التركية باستخفاف وعدم اكتراث»، مستشهداً، بإجراء سابق اتخذه «الأوروبي»، في يوليو (تموز) الماضي، ويتعلق بـ«وقف المفاوضات حول اتفاق لحرية الطيران»، ولم تقف مع ذلك عمليات التنقيب التركية.
ومن بين أهم الاتفاقيات التي ترى مصر، واليونان وقبرص، أن أنقرة تخترقها، «اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص في عام 2003»، واتفاقية تقاسم مكامن الغاز المشتركة بين البلدين الموقعة في 2013، وغير بعيد عن ذلك، تنخرط بعض دول المتوسط في «منتدى غاز شرق المتوسط» (EMGF) ومقره القاهرة، وهو يضم بخلاف مصر كلاً من اليونان، وقبرص، وإيطاليا، والأردن، وفلسطين، وإسرائيل. وجاء في البيان التأسيسي للمنتدى أنه «بمثابة منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق مع مبادئ القانون الدولي».
بدوره، يشير، النائب البرلماني، وعضو «لجنة الدفاع والأمن القومي»، تامر الشهاوي، إلى أن «الاتجاه الأوروبي لمعاقبة تركيا، يخدم الموقف الثلاثي المصري - اليوناني - القبرص من تنقيب أنقرة غير المشروع عن مكامن الطاقة في المتوسط، ويدعم التحركات القانونية الدولية، في هذا السياق»، لافتاً إلى أن «موقف الخارجية المصرية، المتكرر من تحذير تركيا من التحركات الأحادية غير المشروعة، كان واضحاً منذ البداية، وجاء الموقف الأوروبي داعماً لصحته وقانونيته، وهو ما ينبغي العمل على تعزيزه، لضمان تنفيذ الاتفاقيات الدولية في منطقة مهمة واستراتيجية مثل البحر المتوسط».
وقالت، هيئة المسح الجيولوجي الأميركي، في عام 2017، إن «احتياطيات الغاز الطبيعي الموجودة بالبحر المتوسط ما بين 340 إلى 360 تريليون قدم مكعبة من الغاز».
وتنفذ تركيا عمليات تنقيب قبالة «قبرص الشمالية (التركية)»، وهي الكيان الانفصالي الذي لا تعترف بها سوى أنقرة.
ويدافع، النائب البرلماني المصري، والخبير في «الأمن القومي»، يحيى كداوني، عن «صحة الموقف المصري، بالتعاون مع اليونان وقبرص، ضد تركيا، ويقول إن «أنقرة تنتهك السيادة البحرية لدولة مستقلة، وهي قبرص، رغم أن الاتفاقيات المنظمة للحفر والتنقيب، مودعة لدى الأمم المتحدة»، ومبدياً «الترحيب بالخطوة الأوروبية، بشأن فرض العقوبات على تركيا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.