حكومة السراج تؤيد محاكمة نجل القذافي أمام «الجنائية الدولية»

TT

حكومة السراج تؤيد محاكمة نجل القذافي أمام «الجنائية الدولية»

انتهت المحكمة الجنائية الدولية، على مدار ثلاث جلسات، أمس، من الاستماع إلى دفاع سيف الإسلام، النجل الأكبر للعقيد الراحل معمر القذافي، في طلب الاستئناف المقدم منه، بحضور محمد لملوم وزير العدل التابع لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج .
وأفردت المحكمة المنعقدة في لاهاي بهولاندا، وقتاً كافياً لكل من هيئة الدفاع عن القذافي وممثلي الادعاء، ورفعت الجلسة في انتظار أن تُصدر حكمها لاحقاً في الفصل بالاستئناف المقدم منه. وتحدث لملوم حول قانون العفو العام في البلاد، ورأى أن بنوده لا تنطبق على سيف، قائلاً إن التهمة الموجهة إلى القذافي الابن «لا ينطبق عليها قانون العفو العام»، وهو موقف يرفضه مناصرو القذافي.
كانت فاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة الجنائية، جددت في تقرير قدمته قبل أيام أمام مجلس الأمن، طلبها إلزام ليبيا بالقبض على نجل القذافي، وتسليمه إلى المحكمة لمحاكمته بـ«جرائم حرب».
ودافع لملوم أمام المحكمة عن القضاء الليبي، وقال: «إنه يواجه تحديات كبيرة تمنعه من القبض على المتهمين، وتقديمهم للعدالة، لينالوا عقابهم»، لافتاً إلى أن «القضاء أصدر أحكاماً بحق متهمين بارتكاب جرائم خطيرة تغيبوا عن حضور الجلسات العادية، وسيف واحد من هؤلاء». وتابع: «هذه الأحكام تعد تمهيدية، ولا يجوز تنفيذها حتى في حالة القبض على المحكوم عليهم، لكن يعاد محاكمتهم ثانية». وقال لملوم: «إذا افترضنا أن بعض الجرائم المنسوبة لسيف مشمولة بقانون العفو، فإن شروط منح العفو غير متوافرة في حقه. القانون اشترط التعهد المكتوب بالتوبة، وعدم العودة للإجرام، والتصالح مع المجني عليه وعفو ولي الدم، وهذا ما لم يفعله سيف الإسلام».
ووافق أحمد الجهاني مندوب المجلس الرئاسي الليبي في لاهاي، على قبول جلب القذافي للمحاكمة أمام الجنائية. وقال: «موافقون على ذلك وفقاً لقرار الدائرة التمهيدية بمحاكمته لديكم، وهو قرار صحيح».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.