5 مطارات أميركية تباشر إجراءات بسبب إيبولا.. واحتجاجات لعمال النظافة

أعضاء في الكونغرس يطالبون أوباما بتقييد منح التأشيرة لمواطني الدول المتضررة من الفيروس

جنود أميركيون يتدربون على ارتداء الملابس الواقية في قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي أول من أمس  قبل توجههم إلى غرب أفريقيا للمساعدة في مواجهة فيروس إيبولا (رويترز)
جنود أميركيون يتدربون على ارتداء الملابس الواقية في قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي أول من أمس قبل توجههم إلى غرب أفريقيا للمساعدة في مواجهة فيروس إيبولا (رويترز)
TT

5 مطارات أميركية تباشر إجراءات بسبب إيبولا.. واحتجاجات لعمال النظافة

جنود أميركيون يتدربون على ارتداء الملابس الواقية في قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي أول من أمس  قبل توجههم إلى غرب أفريقيا للمساعدة في مواجهة فيروس إيبولا (رويترز)
جنود أميركيون يتدربون على ارتداء الملابس الواقية في قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي أول من أمس قبل توجههم إلى غرب أفريقيا للمساعدة في مواجهة فيروس إيبولا (رويترز)

تزايدت المخاوف داخل الولايات المتحدة من انتشار فيروس إيبولا، بينما شهدت بعض المطارات الأميركية حالة من الذعر وإضرابات للعمال. ونشرت المدارس الأميركية منشورات إرشادية حول الفيروس، وشنت وسائل الإعلام حملات لدعوة الأميركيين لتوخي الحذر.
وكثفت وسائل الإعلام الأميركية متابعة أخبار أريك توماس دنكان (42 عاما) الذي توفي في دالاس التابعة لولاية تكساس إثر إصابته بإيبولا في بلده الأصلي ليبيريا. وكان دنكان قدم إلى الولايات المتحدة عبر بروكسل بداية الأسبوع الماضي وخضع للعلاج في العناية المركزية، ووحدة العزل الصحي بمستشفى دالاس. وبعد إعلان وفاته في دالاس صباح الأربعاء الماضي، زادت وتيرة الذعر وطالب بعض نواب الكونغرس الأميركي بفرض حظر سفر على القادمين من دول غرب أفريقيا.
ووقع 23 عضوا جمهوريا بمجلس النواب و3 أعضاء ديمقراطيين، رسالة إلى الرئيس باراك أوباما يطالبونه فيها بفرض حظر على السفر وتقييد منح تأشيرات لمواطني غينيا وليبيريا وسيراليون، كما طالبوا مسؤولي الحدود والصحة بعزل أي شخص يصل من الدول التي ينتشر فيها الفيروس ووضعه قيد الحجر الصحي لمدة 3 أسابيع، وهي الفترة التي تظهر خلالها أعراض المرض. وتحرك الكونغرس الأميركي للإفراج عن أكثر من 750 مليون دولار طلبتهم وزارة الدفاع الأميركية من ضمن ميزانية بنحو مليار دولار لمحاربة فيروس إيبولا.
وقالت وزيرة الصحة الأميركية سيلفيا بورول بعد وفاة دنكان في تكساس «إن الناس خائفون من إيبولا لأن لهذا الفيروس معدلات وفيات عالية. هم خائفون لأننا بحاجة أن نتعلم ونفهم ما هي الحقائق حول هذا المرض».
وأعلن وزير الأمن الداخل الأميركي جيه جونسون فرض إجراءات صحية وفحص صحي في عدة مطارات أميركية ووضع الكثير من نقاط التفتيش المختلفة. وأعلنت 5 مطارات أميركية البدء في إجراءات أكثر صرامة للكشف على المسافرين القادمين من غرب أفريقيا الذين قد يكونون مصابين بفيروس إيبولا. وطبق مطار جون إف كيندي أشهر مطارات نيويورك تدابير صارمة تشمل استجوابات وفحص لدرجات الحرارة للمسافرين القادمين من غينيا وسيراليون وليبيريا.
وبدأ مطار دالاس بالعاصمة واشنطن اتخاذ إجراءات مماثلة، وكذلك مطار نيوارك ليبرتي الدولي في نيوجيرسي، ومطار شيكاغو اوهير الدولي، ومطار هارتسفيلد جاكسون الدولي بأتلانتا. وتستقبل هذه المطارات الـ5 أكثر من 94 في المائة من المسافرين القادمين من المدن الأفريقية الـ3. وتشير سلطات المطارات الأميركية أن نحو 77 مسافرا من إجمالي 36 ألف مسافر تم منعهم من دخول الولايات المتحدة بسبب أعراض ارتفاع للحرارة.
وتشير بعض التقارير إلى أن السلطات الأميركية ستطلب من المسافرين الذين يجتازون تلك الإجراءات أن يقوموا بمراقبة أنفسهم واستكمال سجل لقياس درجات الحرارة يوميا. وقال تومسا فريدن مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض في بيان: «نحن نعتقد أن هذه التدابير الجديدة ستمكننا من حماية صحة الأميركيين، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا شيء يمكننا القيام به ليصلنا إلى القضاء المطلق على وباء إيبولا». وأضاف: «الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها الوصول إلى إزالة كل المخاطر المرتبطة بهذا الفيروس هي محاصرته في أفريقيا».
وباشر أكثر من 200 عامل من عمال نظافة الطائرات في نيويورك أول من أمس بإضراب عن العمل في مطار لاغارديا، احتجاجا على عدم توفير حماية كافية لهم، واشتكوا من أن عملهم يتطلب تنظيف الحمامات وإزالة القيء، فيما أكدت متحدثة باسم شرطة طيران دلتا أن تلك الاحتجاجات لم يكن لها تأثير على نشاط الشركة ولم تؤد إلى تأجيل أو إلغاء رحلات.
وينتشر إيبولا من خلال الاتصال المباشر بسوائل جسم شخص مصاب وتؤدي الإصابة إلى نوبات قيء شديدة وإسهال. وتوفى أكثر من 4 آلاف شخص بالفيروس منذ ظهوره في غرب أفريقيا في مارس (آذار) الماضي. وقال شيركول إسلام (20 عاما) الذي يعمل في تنظيف الطائرات في مطار جون كيندي «إن وظيفتي تجعلني معرضا دائما لنوع النفايات والسوائل التي يمكن أن تنقل فيروس إيبولا».
وقد تسبب رجل عطس على متن طائرة أميركية يوم الأربعاء في إشاعة الذعر بعد أن قال مازحا بأنه مريض بإيبولا، لكن طاقم الطائرة أخذ المزحة على محمل الجد، وأمر بالهبوط حتى يتمكن طاقم الحجر الصحي من تفقد الطائرة وتم احتجاز الرجل.
من جانبها، أرسلت وزارة الدفاع الأميركية 3 آلاف عسكري أميركي إلى غرب أفريقيا للمساعدة في معالجة تفشي مرض إيبولا. وتم نشر جزء كبير من القوة العسكرية الأميركية في ليبيريا، وهو البلد الذي يتصاعد فيه معدلات الإصابة بالوباء بشكل يكاد يخرج عن نطاق السيطرة. ويتولى الجيش الأميركي زمام المبادرة في الإشراف على جهود مكافحة الوباء التي تصل تكلفتها إلى 750 مليون دولار خلال الشهور الـ6 المقبلة. وطالبت إدارة الرئيس أوباما من الكونغرس تخصيص 88 مليون دولار إضافية لمحاربة فيروس إيبولا بينها 58 مليون دولار لتسريع الجهود العلمية التجريبية لإنتاج العقاقير المضادة للفيروس وإنتاج لقاح للوقاية من فيروس إيبولا. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركي بأن الرئيس أوباما طلب إعادة تخصيص 500 مليون دولار من الأموال المتبقية في ميزانية عام 2014 للمساعدة في تغطية تكاليف المهام الإنسانية.
واحتلت قضية مكافحة فيروس إيبولا مرتبة متقدمة في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الذي يستضيف وفودا من جميع أنحاء العالم. ووزع البنك نشرات توضح إرشادات حول المرض وسبل مكافحته وكيفية انتقاله. وتعهد مسؤولو البنك والصندوق خلال عدة جلسات ومؤتمرات صحافية للتصدي للفيروس، وتعهد المسؤولون في الصندوق والبنك بتخصيص 400 مليون دولار للمساعدة في مكافحة المرض في غرب أفريقيا.
ويقول تقرير للبنك الدولي بأن الدول الـ3 الأكثر تأثرا بفيروس إيبولا (ليبيريا وسيراليون وغينيا) شهدت تأثيرات على الناتج المحلي الإجمالي. وقال مسؤولو البنك أن فيروس إيبولا، قد يكلف أفريقيا ما يصل إلى 32.6 مليار دولار بحلول العام القادم، إذا انتشر خارج البلدان الـ3.
وحث رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم المجتمع الدولي على بذل مزيد من الجهد للمساعدة في تعزيز أنظمة الرعاية الصحية المحدودة في غرب أفريقيا. وقال توماس فريدن مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في اجتماع رفيع المستوى خلال اجتماعات البنك والصندوق «هذا فيروس وبائي، وأعتقد أنها ستكون معركة طويلة ضد هذا الفيروس». وضاف: «إنه أسوأ من فيروس الإيدز بسبب السرعة التي ينتشر بها، وهذا هو المتغير الأكثر أهمية».



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».