موراليس يغادر إلى المكسيك... والجيش البوليفي يتعهد التصدي للعنف

الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس وهو يحمل العلم المكسيكي على متن طائرة تابعة لسلاح الجو المكسيكي(ا.ب)
الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس وهو يحمل العلم المكسيكي على متن طائرة تابعة لسلاح الجو المكسيكي(ا.ب)
TT

موراليس يغادر إلى المكسيك... والجيش البوليفي يتعهد التصدي للعنف

الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس وهو يحمل العلم المكسيكي على متن طائرة تابعة لسلاح الجو المكسيكي(ا.ب)
الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس وهو يحمل العلم المكسيكي على متن طائرة تابعة لسلاح الجو المكسيكي(ا.ب)

غادر الرئيس البوليفي السابق ايفو موراليس بلاده إلى المكسيك التي منحته اللجوء السياسي، في وقت تعهد الجيش مساعدة الشرطة في التصدي لأعمال عنف بعدما تسببت استقالة الرئيس المفاجئة بفراغ في السلطة.
وتعهدت نائبة رئيس مجلس النواب المعارضة جانين آنيز التي ستتولى الرئاسة المؤقتة للبلاد إجراء انتخابات لإنهاء الأزمة السياسية.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمة الدول الأميركية تخوّفتا من فلتان أمني في البلاد عندما استقال عشرات المسؤولين والوزراء ولجأ بعضهم إلى سفارات أجنبية.
واتصل موراليس بوزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد أمس (الاثنين) لطلب اللجوء وغرّد فيما بعد قائلا إنه «في طريقه إلى المكسيك».
وأكد إبرارد أن بلاده وافقت على منح موراليس حق اللجوء وأعلن في ساعة متأخرة الاثنين أن طائرة عسكرية مكسيكية على متنها الرئيس السابق «قد أقلعت وعلى متنها موراليس».
وأضاف إبرارد «وفقا للمعاهدات الدولية، إنه تحت حماية المكسيك. تم إنقاذ حياته وسلامته».
وشكر موراليس المكسيك لحمايتها له وتعهد العودة إلى بلاده «أقوى وأكثر نشاطا».
وجاءت الأحداث غداة الاستقالة المفاجئة لموراليس (60 عاما) بعدما خسر دعم الجيش في أعقاب ثلاثة أسابيع من التظاهرات الحاشدة احتجاجا على فوزه في الانتخابات المثيرة للجدل لولاية رابعة غير دستورية.
وقال الجنرال ويليامز كاليمان في خطاب متلفز أن «القيادة العسكرية للقوات المسلحة قامت بالترتيب لعمليات مشتركة مع الشرطة لمنع إراقة الدماء والاقتتال داخل العائلة البوليفية».
وقتل ثلاثة أشخاص في مواجهات منذ الانتخابات المثيرة للجدل.
وفي وقت سابق دعا قائد شرطة لاباز خوسيه بارينيكيا الجنرال كاليمان إلى «التدخل لأن الشرطة البوليفية شهدت تجاوزات». وقد تعرضت بعض ثكنات الشرطة في أنحاء البلاد لإحراق أو نهب الاثنين.
وقالت آنيز للصحافيين في لاباز «سندعو لإجراء انتخابات»، مشيرة إلى «عملية انتخابية تعكس إرادة جميع البوليفيين»، في تغريدة أطلقها من منطقة تشاباري المشهورة بزراعة الكوكا والتي انتقل إليها جوا الأحد دعا موراليس المعارضة إلى «تهدئة الأوضاع في البلاد» بعدما تعرّض عدد من مناصريه لأعمال عنف في لاباز.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن قلقه من تدهور الأوضاع الأمنية، كما دعت منظمة الدول الأميركية إلى «إرساء السلام واحترام سيادة القانون».
كذلك دعت المنظمة ومقرها واشنطن الكونغرس البوليفي إلى عقد جلسة طارئة من أجل «تشكيل سلطات انتخابية جديدة لضمان عملية انتخابية جديدة». وتعقد المنظمة اجتماعا الثلاثاء لبحث الأوضاع في بوليفيا.
وجاءت الدعوة بعدما لجأ وزير الأمن كارلوس روميرو المسؤول عن الشرطة إلى السفارة الأرجنتينية، وفق ما أعلن مصدر في وزارة الخارجية في بوينوس أيرس.
واستقال عدد من وزراء حكومة موراليس ومسؤوليها بعد إعلانه التنحي، ولجأ 20 نائبا ومسؤولا حكوميا كبيرا لمقر إقامة سفير المكسيك.
وكان موراليس قد أعلن الأحد استقالته في خطاب متلفز في يوم تسارعت فيه الأحداث.
وعمّت الاحتفالات شوارع لاباز على الفور ولوّح المحتجون في فرح بأعلام بلادهم، لكنّ أحداث عنف ونهب وقعت لاحقا في لاباز ومدينة إل التو المجاورة.
والاثنين اتّهم موراليس الذي كان مزارعا للكوكا قبل أن يصبح أول رئيس للبلاد من السكان الأصليين في العام 2006 زعيمي المعارضة ميسا ولويس فرناندو كاماتشو بـ«العنصرية» وبـ«التخطيط لانقلاب».
ورحّب الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستقالة موراليس التي اعتبرها «لحظة مهمة للديمقراطية في النصف الغربي للكرة الأرضية»، مشيدا بموقف الجيش البوليفي ودوره.
وقال ترمب إن «هذه الأحداث توجه رسالة قوية إلى الأنظمة غير الشرعية في فنزويلا ونيكاراغوا بأن الديمقراطية وإرادة الشعب تسودان دائما في نهاية المطاف». في المقابل نددت فنزويلا وكوبا بما اعتبرتاه انقلابا في بوليفيا.
والأحد، دافع موراليس عن حقبته التي شهدت مكاسب رئيسية ضد الفقر والجوع في البلاد وكذلك مضاعفة حجم اقتصاد البلاد ثلاثة أضعاف خلال حكمه الذي استمر نحو 14 عاما.
وفاز موراليس بولاية رئاسة رابعة مثيرة للجدل حين أعلنته المحكمة فائزا في الانتخابات الرئاسية في 20 أكتوبر (تشرين الأول) بفارق ضئيل عن منافسه.
لكنّ المعارضة ندّدت بوقوع تزوير وقادت احتجاجات استمرت ثلاثة أسابيع وشهدت مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة المئات.
وطلبت منظّمة الدول الأميركيّة إلغاء نتيجة الانتخابات وقد أكّدت الأحد وقوع تجاوزات في كل مناحي الانتخابات التي راقبتها.
وفيما استمر البوليفيون في احتجاجاتهم في الشوارع، دعا موراليس إلى انتخابات جديدة، لكنّ هذا التنازل لم يكن كافياً لتهدئة غضب الشارع، وقد انضم قادة القوات المسلحة والشرطة إلى الدعوات المطالبة باستقالته.



فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».