القوات التركية تسيّر مع الروسية دورية رابعة... وتشتبك مع قوات النظام

«الجيش الوطني» يسيطر على أوتوستراد حلب القامشلي

تفجيرات ضربت القامشلي شمال شرق سوريا أمس (أ.ف.ب)
تفجيرات ضربت القامشلي شمال شرق سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات التركية تسيّر مع الروسية دورية رابعة... وتشتبك مع قوات النظام

تفجيرات ضربت القامشلي شمال شرق سوريا أمس (أ.ف.ب)
تفجيرات ضربت القامشلي شمال شرق سوريا أمس (أ.ف.ب)

سيرت القوات التركية والروسية الدورية العسكرية الرابعة في ناحية الدرباسية بمحافظة الحسكة السورية أمس (الاثنين) في إطار جهود تأسيس المنطقة الآمنة بموجب اتفاق سوتشي الموقع في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. فيما أعلن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، قطع طريق حلب القامشلي الدولي اليوم بعد سيطرته على بلدة الشركراك في ريف محافظة الرقة الشمالي.
وذكر بيان لوزارة الدفاع التركية أن الدورية رافقتها طائرات من دون طيار، وتم تسييرها على عمق 10 كيلومترات من الحدود التركية وبمسافة 62 كيلومترا.
وأضاف البيان أن الدورية شاركت فيها 4 مركبات تركية ومثلها روسية، وأدت مهامها وفق ما كان يخطط لها. وفي بيان آخر، اتهمت وزارة الدفاع التركية وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بتنفيذ 19 هجوما على منطقة عملية «نبع السلام» خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، بقذائف الهاون والسيارات المفخخة والطائرات المسيرة.
وأضافت الوزارة أن القوات المسلحة التركية تواصل التزامها بالتفاهمات المبرمة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا لتأسيس المنطقة الآمنة في شمال سوريا.
في الوقت ذاته، شهدت مناطق الحدود السورية المتاخمة لتركيا، أمس، اشتباكات بين قوات الجيش السوري النظامية وقوات تركية. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الاشتباكات وقعت على محور قرى المناخ والمحمودية بريف تل تمر الشمالي.
من جانبه، أعلن الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا، استئناف عملياته العسكرية في رأس العين وتل تمر.
وأكد المتحدث باسم «الجيش الوطني»، يوسف حمود أنه «تم استئناف عملية نبع السلام لتحرير المناطق من سيطرة الوحدات الكردية، وأن العمليات والمعارك مستمرة في محور جنوب رأس العين». وأضاف «تمكنت قواتنا من قطع طريق حلب القامشلي الدولي بعد السيطرة على بلدة الشركراك - ثمانية كيلومترات شرق بلدة عين عيسى - وكذلك السيطرة على قرية بير عيسى». ولم تعلق وزارة الدفاع التركية على هذه التصريحات.
من ناحيته أقر مصدر في قوات سوريا الديمقراطية بقطع طريق حلب القامشلي شرق عين عيسى بعد مواجهات مع فصائل المعارضة. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية: «شهدت القرى الواقعة شرق بلدة عين عيسى اشتباكات عنيفة بين قواتنا وفصائل المعارضة الموالية للجيش التركي، مما أدى لانقطاع الطريق الدولي أمام حركة السير».
وتعد تل تمر أولى المناطق التي دخلها الجيش السوري وانتشر فيها، بموجب الاتفاق الذي وقعه نظام الرئيس بشار الأسد مع «قسد»، بالتزامن مع عملية «نبع السلام» في أكتوبر الماضي. كما تعد عقدة مواصلات في محافظة الحسكة، ويتفرع منها طريق حلب إلى الحسكة والقامشلي، ويمر فيها طريق رأس العين الحسكة، وتبعد 40 كيلومترا عن الحسكة و35 كيلومترا عن رأس العين.
وتحاول فصائل «الجيش الوطني»، المدعومة من تركيا الوصول إلى تل تمر نظرا إلى أهميتها الاستراتيجية.
في السياق، قتل ستة مدنيين على الأقل الاثنين جراء تفجير سيارتين ودراجة مفخخة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سوريا الإثنين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر كردي. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، بأن ثلاثة تفجيرات ضربت مدينة القامشلي، استهدف أحدها وفق المرصد، منطقة مكتظة في سوق وسط المدينة والثاني قرب مدرسة، ما تسبب بمقتل ستة مدنيين على الأقل وإصابة 22 آخرين بجروح.
ووقعت هذه التفجيرات بعد وقت قصير من تبني «تنظيم داعش» قتل كاهن من المدينة مع والده أثناء توجههما إلى مدينة دير الزور في شرق البلاد.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع التركية إن مياه الشرب عادت إلى مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا مع تواصل أعمال صيانة محطة المياه في منطقة «علوك»، بريف مدينة رأس العين التي تغذي مناطق رأس العين والدرباسية والحسكة. وأضافت أنه نتيجة المرحلة الأولى من أعمال الصيانة تمت إعادة ضخ مياه الشرب لمدينة الحسكة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».