ليفربول في المسار الصحيح للتتويج... وكلوب يحذر من تكرار أخطاء الموسم الماضي

يعتقد كل من البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد السابق والآيرلندي روي كين لاعب الفريق السابق، أن الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم قد حسم بالفعل بعد فوز ليفربول على مانشستر سيتي 3 - 1. لكن للألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول والإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي رأياً آخر.
وقادت أهداف البرازيلي فابينيو والمصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني ضمن المرحلة الثانية عشرة من الدوري، فريق ليفربول لتعزيز موقعه في صدارة المسابقة، حيث بات متفوقاً بفارق ثماني نقاط أمام ليستر سيتي وتشيلسي وبفارق تسع نقاط أمام مانشستر سيتي حامل اللقب والذي تراجع إلى المركز الرابع.
وعلق مورينيو قائلاً: «إن نتيجة المباراة تعني أن الأمور ستكون صعبة للغاية على مانشستر سيتي للحاق بليفربول، وذلك بعد 12 مرحلة جرت حتى الآن في الدوري. وأضاف: «من موقعي أرى أن الأمور حسمت إلا إذا حدث شيء دراماتيكي مثل حدوث إصابات تهز فريق ليفربول، لكني أعتقد أنه فريق مكتمل الصفوف».
وتابع مورينيو: «سيتي قادر على الفوز لسبع أو ثمان مباريات متتالية، لكنني لا أستطيع القول بأن ليفربول سيخسر تقدمه بوجود فارق التسع نقاط بينهما».
وجاء رأي لاعب مانشستر يونايتد الأسبق وقائده روي كين مشابهاً لرأي مورينيو، قائلاً: «أنا لست رجل رهانات، لكنني أعتقد أن الأمر انتهى».
وأبدى كلوب سعادته بأداء فريقه، لكنه يعلم أن ملامح الصدارة قد تتغير بشكل سريع في الدوري الإنجليزي، فقد كان ليفربول يتقدم على سيتي بفارق عشر نقاط في إحدى مراحل الموسم الماضي، قبل أن ينهي الموسم متأخراً بفارق نقطة واحدة خلفه.
وقال المدرب الألماني: «أعدكم بأننا لن نهتم بما يقوله الناس عن الفوز باللقب. تحلى فريقنا بالتركيز الشديد في المباراة وليس في موقفه في جدول الترتيب أو أي شيء آخر، أو عدد النقاط التي نتفوق بها على سيتي».
وتابع كلوب: «هذا جنون، تسع نقاط، لا يمكنك أن تتخيل حدوث شيء مثل ذلك، لكنه ليس هاماً، لأن من يهمه أن يصبح متصدراً في بداية نوفمبر (تشرين الثاني)؟، نحن نريد أن نصبح في المركز الأول بحلول مايو (أيار) المقبل، وليس في الشهر الجاري فقط».
في المقابل وصف غوارديولا أداء فريقه، بأنه كان واحداً من أفضل العروض للفريق منذ أن تولى تدريب سيتي في 2016. وطالب لاعبيه بمواصلة السعي لتحقيق اللقب الثالث على التوالي.
وقال: «دائماً ما نتحلى بالإيجابية، ولا نيأس أبداً، هذا ما يجعلنا نعود مرة أخرى ونحقق الألقاب، نريد أن نقاتل حتى النهاية، أضعنا النقاط بسبب ما ارتكبناه من أخطاء، أما الأشياء الأخرى فلا نستطيع التحكم بها». وأضاف المدرب الإسباني: «لا يزال هناك سبعة أشهر أخرى، إذا فاز ليفربول باللقب، سأكون أول من يهنئهم على مدى جودتهم». وأبدى غوارديولا استياءه إزاء قرارات الحكم مايكل أوليفر، وعدم احتسابه ركلتي جزاء لفريقه، الأولى حين لمست الكرة يد ترينت ألكساندر أرنولد لاعب ليفربول بعد ست دقائق من انطلاق المباراة لترتد ويسجل البرازيلي فابينيو أول أهداف المباراة.
وأكد كلوب أنه يتفهم جيداً غضب غوارديولا من اللقطة المثيرة للجدل وقال: «لم أرَ لقطة ضربة الجزاء في الشوط الأول قبل أن يسجل فابينيو الهدف، لذلك لا أستطيع أن أقول أي شيء عنها، لكنني سمعت أن الكرة لمست يد برناردو سيلفا أولاً قبل أن تصل ليد أرنولد، لا أعرف».
وتابع: «أستطيع تخيل أنه ليس موقفاً يسعد غوارديولا، هذا طبيعي».
ويبحث ليفربول منذ ثلاثة عقود عن استعادة لقب بطولة الدوري الإنجليزي، وبات الآن في مسار أقرب للتتويج.
ويبقى لفوز ليفربول على سيتي طعم مميز لاعتبارات عدة: ففريق غوارديولا هو المنافس الطبيعي على اللقب في كل موسم، وهو الذي أحرز اللقب مرتين توالياً، وهو الفريق الذي أوجع ليفربول في 2018 - 2019. بتكبيده الخسارة الوحيدة له في الدوري الممتاز، وإنهائه الموسم بفارق نقطة واحدة فقط عنه.
لا يزال ليفربول، المتوج في الموسم الماضي بلقب دوري أبطال أوروبا، يتعطش للقب محلي يعيد به أمجاد الماضي بعد عقود خلت الساحة فيها لأقطاب آخرين مثل سيتي وتشيلسي ومانشستر يونايتد وآرسنال.
في هذا الموسم، يقدم أبناء كلوب الذي يقود دفة السفينة الحمراء باقتدار منذ عام 2015، مستوى يمزج بين القوة والسرعة الفائقة، ودعم غير متناهٍ من مشجعين ما فتئوا يكررون مع كل مباراة أنشودة «لن تسير لوحدك أبداً».
أداء ليفربول في مباراة القمة مع سيتي انعكس بوضوح في عناوين الصحف المحلية، إذ كتبت «التايمز»: «في أنفيلد لم يكن بالإمكان التغاضي عن الدليل القاطع بأن (ليفربول) هو فريق يؤدي مهمة».
وتابعت: «حتى أولئك المتعاطفين مع مانشستر سيتي لم يكن بإمكانهم ألا يروا أنهم في مواجهة منافسين أكثر فتكاً من الموسم الماضي، وأكثر التزاماً بهذا التحدي»، في إشارة لرغبتهم بإحراز لقب الدوري هذا الموسم. أرقام تقدم دليلاً إضافياً؟ 12 مباراة حتى الآن، 11 فوزاً، وتعادل واحد.
وكان سلاح ليفربول الهجومي فتاكاً بوجود فابينيو ومحمد صلاح وماني، بينما في المقابل، بدت مفاتيح اللعب التقليدية في سيتي غائبة عن المبادرة، باستثناء تحرك أفضل في الدقائق العشرين الأخيرة وهدف وحيد من البرتغالي برناردو سيلفا. الأرجنتيني سيرخيو أغويرو الذي فشل حتى الآن في هز شباك ليفربول على ملعبه، نادراً ما هدد مرمى الحارس البرازيلي أليسون بيكر، بينما قاوم رحيم سترلينغ صافرات الاستهجان من مشجعي فريقه السابق، لكن هجماته أوقفت دائماً من قبل دفاع المنافس.
كان من المتوقع أن يعاني سيتي على الصعيد الدفاعي، لا سيما بالنظر إلى الغيابات عن صفوفه، وهذا ما تأكد مع تمكن ليفربول من تسجيل هدفين دون رد قبل انقضاء ربع ساعة على انطلاق اللقاء.
وفشل غوارديولا في أن يعوض بنجاح رحيل القائد السابق للفريق قلب الدفاع البلجيكي فنسان كومباني، وسيفتقد لفترة طويلة هذا الموسم الفرنسي إيمريك لابورت بسبب الإصابة. كما خاض المباراة أيضاً بغياب حارس مرماه الأساسي البرازيلي إيدرسون، وحل بدلاً منه التشيلي كلاوديو برافو الذي حُمِّل جزءاً من المسؤولية عن الهدف الثالث.
في الخط الخلفي أيضاً، يجهد الظهير الفرنسي بنجامان مندي لاستعادة مستواه بعدما أبعدته الإصابة لفترات مطولة خلال الموسمين الماضيين.
وخاض غوارديولا المباراة برباعي دفاعي يتكون من البرازيلي فرناندينيو وجون ستونز في قلب الخط الخلفي، مع كايل ووكر في مركز الظهير الأيمن، والإسباني أنجيلينيو في الظهير الأيسر. وطوال فترات المباراة، لم يظهر الأربعة قدرة على الحد بشكل فاعل من خطورة ثلاثي المقدمة في ليفربول، صلاح وماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو.
وتدخل الأندية الإنجليزية حالياً فترة التوقف الدولية، والتي يتوقع أن تمنح غوارديولا فرصة للتأمل هو في أمس الحاجة إليها، لا سيما أن مباراته الأولى بعد هذه الفترة ستكون عندما يستضيف في المرحلة الثالثة عشرة، تشيلسي الذي حقق السبت فوزه السادس توالياً.
ويحل سيتي ضيفاً على بيرنلي بعد تشيلسي، وتنتظره بعد ذلك ثلاثة مواعيد صعبة، حيث يستضيف غريمه مانشستر يونايتد، ثم يحل ضيفاً على آرسنال، ويستضيف ليستر سيتي الثاني.
في المقابل ما زال كلوب يحذر لاعبيه من التفكير المبكر لحسم اللقب، ومطالبهم باستعادة ذكريات الموسم الماضي.