إصابة غوميز تثير التعاطف وتعيد ذكريات الحوادث الأليمة في الملاعب

سون حزين لتسببه في إصابة مهاجم إيفرتون لكن ليس الجميع يشعر بالندم

غوميز مهاجم إيفرتون يصرخ متألماً بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها في مباراة توتنهام (رويترز)
غوميز مهاجم إيفرتون يصرخ متألماً بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها في مباراة توتنهام (رويترز)
TT

إصابة غوميز تثير التعاطف وتعيد ذكريات الحوادث الأليمة في الملاعب

غوميز مهاجم إيفرتون يصرخ متألماً بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها في مباراة توتنهام (رويترز)
غوميز مهاجم إيفرتون يصرخ متألماً بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها في مباراة توتنهام (رويترز)

في عام 2001 تدخل لاعب مانشستر يونايتد روي كين بعنف على لاعب مانشستر سيتي ألف إنجه هالاند وتسبب له في إصابة قوية لم يلعب بعدها أي مباراة كاملة، وحصل كين على البطاقة الحمراء وخرج من الملعب دون الشعور بأي ندم. لكن ما قام به كين يختلف تماما عما قام لاعب توتنهام هوتسبير، سون هيونغ مين، الذي انهار بالبكاء بعدما أدى تدخله القوي إلى كسر كاحل لاعب إيفرتون أندريه غوميز الأسبوع الماضي. ومساء الأربعاء الماضي، أهدى سون هدفه الأول في مرمى رد ستار بلغراد إلى لاعب خط وسط إيفرتون، وقال: «أنا حزين للغاية لأن هذا قد حدث، ولأنني متورط في هذا الموقف. إنني أشعر بالأسف الشديد لما حدث».
من الواضح أن غوميز لن يتمكن من اللعب لفترة طويلة، بل وربما لا يعود للعب على الإطلاق. لكن رد فعل سون كان بمثابة تذكير لنا بأنه لا يكون من السهل دائماً على اللاعب المتسبب في هذه الإصابات أن يتقبل الأمر ويشعر براحة الضمير، حيث يشعر اللاعب المتسبب في الإصابة بالذنب والإحباط، حتى لو لم يوجه الآخرون له اللوم.
يقول جون فاشانو، الذي تسبب في كسر جمجمة غاري مابوت وتسبب له في إصابة مروعة، إن ريان غيغز أرسل له صوراً بالواقعة بعدما أدى هذا التدخل العنيف إلى إنهاء مسيرة اللاعب. لكن عندما سئل فاشانو عما إذا كان من الصعب التعايش مع التسبب في إصابة قوية لأحد اللاعبين، رد بكل صراحة: «إنها ليست نهاية العالم، ولا يجب أن نعطي الأمور أكبر من حجمها. فلا يمكنني مثلا أن أشعر بالانهيار وبأنني أرغب في الانتحار، أو أن أمتنع عن الطعام طوال اليوم».
لكن بالنسبة للكثير من اللاعبين، فإن هذه اللحظات لا تنسى أبدا. وحتى كين كان يتعين عليه أن يعيد النظر فيما حدث، حيث زعم أن الذي كتب له سيرته الذاتية، إيمون دنفي، قد حصل على «ترخيص فني» منه لكي يصف هذا المشهد وكأنه اعتداء أكثر منه محاولة للحصول على الكرة. وفي الحقيقة، كان الأمر كذلك بالفعل، وقد أكد كين هو ورودي دويل في كتاب لاحق، بأن ما حدث كأنه «بمثابة قتلِ شخص ما».
وإذا كان الأمر قد استغرق سنوات لكي يعلن كين مسؤوليته وندمه على ما حدث، فإن سون قد أعرب عن ندمه على الفور، وشعر بالصدمة من هول ما رآه. وفي بعض الحالات لا تكون الإصابات واضحة للعيان، لكن من بين الإصابات القوية والمروعة تلك الإصابة التي حدثت للاعب كوفنتري سيتي السابق، ديفيد بوسيت، عندما تعرض لكسر في الساق على ملعب «أولد ترافورد»، حيث ظهرت عظام السابق وملأت الدماء عشب الملعب، وتم طرد الحارس بيتر شمايكل، الذي خرج من الملعب وهو يشعر بالفزع، ولم يكن قادرا على النظر لمن حوله من هول الصدمة. وقال حارس المرمى الدنماركي في وقت لاحق: «لقد أصيب الجميع بالذهول».
وأعاد رد فعل سون إلى الأذهان أيضا الإصابة المروعة التي حدثت لمدافع ديبورتيفو دي لا كورونا، مانويل بابلو. وبينما كان بابلو ينظر إلى أسفل عقب التدخل العنيف عليه من لاعب سيلتا فيغو، إيفرتون جيوفانيلا، قال مانويل بابلو إنه رأى ساقه «مُعلقة هناك». أما جيوفانيلا فقد وضع وجهه بين يديه وانخرط في البكاء. وقال جيوفانيلا وهو لا يزال يبكي: «أريده أن يعرف أنني لم أقصد هذا أبداً، ولو كان بالإمكان أن أبدل الأدوار فأصيب أنا بدلا منه لفعلت ذلك». وبعد يومين، سافر جيوفانيلا لمسافة 160 كيلومتراً لزيارة بابلو في المستشفى، وقال: «لقد كان في حالة سيئة». لكن جيوفانيلا أيضا كان في حالة سيئة، تماماً كما حدث مع سون، الذي توجه لاعبو إيفرتون إليه في غرفة خلع ملابس توتنهام هوتسبير لمواساته.
وأصبح جيوفانيلا ومانويل بابلو صديقين بعد ذلك؛ لكن الأمور لا تسير على هذا النحو مع بعض الأشخاص الآخرين، وخير مثال على ذلك ما حدث عندما قام شاكا هيسلوب بزيارة بيير لويغي كازيراغي في المستشفى بعد التدخل القوي عليه، بالشكل الذي أدى إلى نهاية مسيرته الكروية. وكان كازيراغي سعيدا بزيارة هيسلوب له في المستشفى، لكن زوجته لم تكن كذلك. يقول حارس وستهام يونايتد السابق: «لقد حملتني المسؤولية. أنا أتفهم تماما الطريقة التي نظرت بها إلى الأمور. لم يحملني كازيراغي المسؤولية، أما أنا فتمنيت أن أراه قريبا في الملاعب، لكن ذلك لم يتحقق أبدا».
وهناك أيضا اللاعب أندوني جويكويتكسا، الذي كسر كاحل النجم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا في عام 1983، وقال جويكويتكسا لصحيفة «الأوبزرفر»: «في كل مرة أتحدث فيها عن هذا الأمر، أشعر بأنني يجب أن أدافع عن نفسي مرة أخرى». ورغم مرور 36 عاما على هذه الواقعة، فإن ما حدث في تلك اللقطة يثبت أنه لا يمكن نسيان مثل هذه الأحداث مطلقا. يقول جويكويتكسا: «لقد كان تدخلا عنيفا في مكان لا ينبغي علي فعل ذلك. وبعد المباراة، قال فيكتور مونوز لاعب برشلونة: لا تقلق، لا أعتقد أنها إصابة قوية. لكن في تلك الليلة، أخبرنا مديرنا الفني، خافيير كليمنتي، بحجم الإصابة. لقد كان التدخل قويا للغاية، وكنت أعرف بما سيحدث. لقد كنت أحاول أن أنام، لكن ذلك لم يكن ممكنا. لقد اتصلت بمارادونا وتحدثت معه. لقد مررت بوقت سيئ، ونفس الأمر ينطبق على عائلتي. لقد تحول المنزل إلى جحيم، وظلت الصحافة تطاردني، ولم يكن الهاتف يتوقف عن الرنين، واضطررت إلى مغادرة المنزل لمدة ثلاثة أسابيع».
ويضيف «عندما انضم إلى إشبيلية بعد بضع سنوات، تحدثت إلى المكتب الصحافي بالنادي وطلبت بترتيب لقاء معه، وتقابلنا لتناول القهوة وتجاذبنا أطراف الحديث، وتحدثنا عن الأسرة. لا أتذكر تفاصيل المحادثة جيداً، ولست متأكداً من أننا تحدثنا عن الإصابة. وعندما انتقلت للعب في إنجلترا، وصفتني صحيفة (الصن) على صفحتها الأولى باسم (جزار بلباو)».
وتابع: «ومنذ وقت ليس ببعيد، قالت (التايمز) إن جويكويتكسا هو الرجل الأكثر عنفا في التاريخ الرياضي. في الحقيقة، أنا لا أرى نفسي بهذه الصورة، ولا أشعر بالألم والأسى بسبب هذا الوصف ولا أهتم كثيرا بذلك، لكن ليس من العدل أن تصفني بهذه الطريقة. لقد كنت لاعبا دوليا ولعبت كرة القدم لمدة 16 عاماً وسجلت أهدافاً أكثر من أي مدافع في تاريخ أتلتيك، حيث سجلت 44 هدفا. لكن الناس يعتقدون أنني لم أقم بأي شيء سوى إصابة مارادونا، ولا يعرفونني سوى بهذا الأمر. وبعد مرور سنوات طويلة، ما أتحدث عن ذلك».
لكن جويكويتكسا وضع الحذاء الذي كان يرتديه في تلك المباراة في علبة زجاجية، وكأنه كأس بطولة قد حصل عليها. ويقول عن ذلك: «نعم فعلت ذلك، ولكن ليس بالطريقة التي يفكر بها الناس. لقد ارتديت هذا الحذاء في مباراتين، الأولى هي المباراة التي تسببت فيها بإصابة مارادونا، والمباراة الثانية كانت أمام ليخ بوزنان البولندي في كأس أوروبا بعد أربعة أيام. لقد كانت مباراة استثنائية. كان قد صدر قرار للتو بإيقافي لفترة طويلة، وكنا قد حصلنا للتو على الدوري الذي حققناه الموسم الماضي. وسجلت الهدف الأول في تلك المباراة التي انتهت بفوزنا برباعية نظيفة بعدما كنا قد خسرنا مباراة الذهاب بهدفين مقابل لا شيء، لذا حملني زملائي في الفريق على أعناقهم - وهو موقف لم أره من قبل. كانوا يعرفون حالتي النفسية ومدى صعوبة الأمر بالنسبة لي».
ويضيف: «كنت أعتقد أنني لن ألعب لفترة طويلة وقلت لنفسي إنني يجب أن أحتفظ بهذا الحذاء، الذي يرمز للكثير من الأشياء ويعد بمثابة رسالة قوية. إنه يمثل كرة القدم: الحزن والسعادة، الخير والشر، الجميل والقبيح. هذا الحذاء يمثل كل جوانب كرة القدم».


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.