حراك دبلوماسي تمهيداً لتنفيذ أولى خطوات «اتفاق الرياض»

رئيس حكومة اليمن يعود اليوم... ومباحثات مع الجانبين الأوروبي والأميركي تؤكد أهمية المرحلة المقبلة

عدن تستعد لاستقبال رئيس الحكومة اليوم تمهيداً لبدء تنفيذ بنود «اتفاق الرياض» (أ.ف.ب)
عدن تستعد لاستقبال رئيس الحكومة اليوم تمهيداً لبدء تنفيذ بنود «اتفاق الرياض» (أ.ف.ب)
TT

حراك دبلوماسي تمهيداً لتنفيذ أولى خطوات «اتفاق الرياض»

عدن تستعد لاستقبال رئيس الحكومة اليوم تمهيداً لبدء تنفيذ بنود «اتفاق الرياض» (أ.ف.ب)
عدن تستعد لاستقبال رئيس الحكومة اليوم تمهيداً لبدء تنفيذ بنود «اتفاق الرياض» (أ.ف.ب)

كثف المسؤولون في الحكومة اليمنية تحركاتهم الدبلوماسية قبيل تنفيذ أولى خطوات «اتفاق الرياض»، في سياق المساعي الرامية إلى كسب تأييد الدوائر الدولية وسفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن.
وفي هذا السياق، يعود رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك إلى العاصمة المؤقتة عدن، رفقة فريق حكومي، اليوم، تمهيداً لقيام الحكومة بدورها المأمول في تطبيع الأوضاع وتوفير الخدمات، بموجب اتفاق الرياض.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد استقبل، أول من أمس، بمقر إقامته بالرياض، سفراء دول مجموعة العشرين الراعية الداعمة للعملية السياسية في بلاده، في إطار التواصل والتعاون والشراكة بدول المجموعة. وذكرت المصادر الرسمية أن الرئيس هادي وضع السفراء «أمام صورة موجزة لمجمل التطورات والتحديات التي تشهدها اليمن على مختلف المستويات، ومنها ما يتصل باتفاق الرياض الذي رعته ودعمته المملكة العربية السعودية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، والذي يؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والسلام واستكمال التحرير، في مواجهة قوى التمرد والانقلاب من الميليشيات الحوثية الإيرانية».
وأشار الرئيس اليمني إلى «جهود إخراج اتفاق الرياض الذي تم من خلاله تغليب مصلحة اليمن على ما عداها، من خلال استيعاب الجميع على قاعدة الشرعية والثوابت الوطنية والمرجعيات الثلاث، وتأطير الجميع في مؤسسات الدولة».
ونقلت وكالة «سبأ»، عن هادي، أنه عبّر «عن تفاؤله وثقته بالأشقاء في المملكة العربية السعودية وجديتهم وحرصهم على تنفيذه، وقدم الشكر والثناء للمملكة، ملكاً وولي عهد، ولشعبها الأصيل، على ما بذلته لإنجاح هذا الاتفاق، وكذلك للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة».
وعد الرئيس اليمني أن الاتفاق «يشكل فرصة كبيرة لإنجاز حالة سلام شاملة في اليمن، تقوم على سيادة الدولة وحضور مؤسساتها، وسحب السلاح للدولة وحدها، وتفويت الفرصة على المتربصين باليمن، سواء من القوى الخارجية أو من الجماعات الإرهابية».
وطلب هادي من سفراء مجموعة العشرين دعم الاتفاق، وخاطبهم بقوله: «نحتاج إلى دعمكم لتنفيذ الاتفاق في أزمنته المحددة، وقد شرعنا في ذلك بإصدار التوجيهات لكافة أجهزة الدولة بالبدء الفوري في تنفيذ كل جهة ما يخصها من الاتفاق».
وتطرق الرئيس اليمني - بحسب المصادر الرسمية - إلى اتفاق استوكهولم الذي يوشك أن يستكمل عاماً كاملاً، دون تحقيق تقدم يذكر، وهو ما يتطلب - وفق الرئيس هادي - مراجعة صريحة من قبل الدول الراعية لمعرفة الأسباب، والوقوف على من يعرقل هذا الاتفاق. وقال هادي: «نريد لهذا الاتفاق أن يشكل أرضية جيدة للانطلاق نحو الحل الأشمل، رغم عدم مبالاة الانقلابيين الحوثيين بالوضع الإنساني، وتحويلهم هذا الملف إلى وسيلة للضغط السياسي والابتزاز».
ونسبت وكالة «سبأ» للسفراء أنهم «أكدوا أن توقيع الاتفاقية في الرياض خطوة تاريخية، وتمثل إنجازاً يحتاج إليه اليمن في مثل هذه الظروف، للبناء عليها في تحقيق إنجازات متلاحقة على صعيد السلام الشامل في اليمن، وفق المرجعيات الثلاث، وتحت قيادتها الشرعية. كما أكدوا دعم ومساندة بلدانهم لهذا الاتفاق، وتطلعهم إلى عودة بعثاتهم الدبلوماسية إلى العاصمة المؤقتة عدن، تفاعلاً مع دعوة الرئيس هادي في هذا الصدد».
كان هادي قد وجه، السبت الماضي، جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة بالعمل بشكل فوري على تنفيذ اتفاق الرياض وأحكامه، كل فيما يخصه، لترجمة وثيقة الاتفاق على أرض الواقع، الموقعة بنودها في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي. وقال: «نتمنى أن نطوي بهذا الاتفاق صفحة من المعاناة، ونفتح صفحة جديدة يستحق أن يلامسها ويعايشها شعبنا اليمني قاطبة، ليحقق بها آماله وتطلعاته».
من جهته، التقى نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، أمس، في الرياض، السفير الأميركي لدى بلاده كريستوفر هنزل، وناقش معه المستجدات المختلفة على الساحة الوطنية. وقال الأحمر، بحسب ما نقلته عنه وكالة «سبأ»: «نأمل في أن يكون اتفاق الرياض خطوة لتفعيل مؤسسات الدولة وسلطاتها»، معبراً في هذا الصدد عن الشكر والتقدير للجهود الأخوية التي بذلتها السعودية لتوحيد الصف ورص الصفوف لاستعادة الدولة اليمنية، وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
إلى ذلك، أفادت المصادر الرسمية بأن وزير الخارجية محمد الحضرمي، بحث في الرياض مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، هانز جروندبرج، تطورات الأوضاع في بلاده. وأشار إلى صدور توجيهات هادي لجميع أجهزة الدولة ومؤسساتها بالتنفيذ الفوري لاتفاق الرياض.
وفي حين أكد الحضرمي أن الاتفاق يشكل خطوة هامة لتوحيد الصفوف، وتصحيح المسار ضد المشروع الإيراني الحوثي في اليمن، قال: «إن الحكومة الشرعية تعول كثيراً على دعم المجتمع الدولي لاتفاق الرياض»، مؤكداً أهمية دور الاتحاد الأوروبي في المرحلة المقبلة، كشريك أساسي داعم لعملية السلام الأممية والجهود الإنسانية والتنموية في اليمن.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».