اتهم الفلسطينيون مجدداً إسرائيل باغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عبر دس السم له، لكن من دون أي دليل قاطع بعد 15 عاماً على عمل اللجنة المكلفة التحقيق في ظروف وفاته.
وقال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، إنه «ليس من السهولة الوصول إلى التفاصيل الدقيقة بما يخص اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار)، لكن المسألة المحسومة هي أن إسرائيل دست له السم، لكن كيف تم ذلك هو اللغز الذي نبحث له عن حل». ويؤكد حديث الأحمد، أنه لا يوجد اختراق نهائي في ملف التحقيق الخاص برحيل عرفات بعد 15 عاماً على تشكيلها.
وتوفي عرفات في مستشفى فرنسي في باريس، في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، بعد أن تدهورت صحته بشكل مفاجئ. ولم تعلن لجنة التحقيق الخاصة بظروف وفاة عرفات، هذا العام أي معلومات حول المسألة.
وكانت لجنة التحقيق التي يرأسها اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، قد استدعت مقربين ورجال أمن كانوا يحيطون بعرفات واستجوبتهم، كما أخذت عينات من رفاته لتعزيز فرضيات حول موته مسموماً أو نفيها.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» توفيق الطيراوي، إن اللجنة تقوم بعمل «دائم ودؤوب من أجل الوصول إلى النتائج فيما يخص اغتيال أبو عمار، وستصل إلى نتيجة ترضي كل أبناء الشعب الفلسطيني». وأضاف: «إن المواطنين في عجلة من أمرهم لمعرفة قاتل الرئيس ياسر عرفات، لكن حقيقة الأمر أن جرائم الاغتيال التي تطال الزعماء والقادة كما أبو عمار لا تقاس بالوقت».
وإعلان المتورطين في فرضية التآمر على عرفات يعد المطلب الفصائلي والشعبي الأول في كل ذكرى له. ومع غياب أي معلومات، أحيا الفلسطينيون ذكرى عرفات أمس في الضفة الغربية باستعراض مسيرته، والتأكيد على نهجه، في حين منعت «حماس» ذلك في قطاع غزة واعتقلت ناشطين في حركة «فتح». وأرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رسائل متعددة في كلمة قصيرة ألقاها في فعالية لإحياء ذكرى عرفات في مقر الرئاسة في رام الله.
وقال عباس، إن الفلسطينيين متمسكون شعباً وقياده «بالثوابت الوطنية التي أرساها الشهيد القائد ياسر عرفات، رحم الله ذلك الرجل الذي حمل الأمانة وصانها وسار بها مناضلاً حتى الرمق الأخير. فهل نحن قادرون على الاستمرار بها. رحم الله الرجل الذي أطلق الرصاصة الأولى في سماء فلسطين، وأصبحت بعد ذلك ثورة ينظر لها العالم جميعاً. إنها حركة (فتح) الواصلة بإذن الله إلى تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وتحدث عن دور عرفات في حماية القرار الوطني المستقل. وإنه أخذ هذا القرار بيده ليكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وقال: «أبو عمار أرسى ثوابت للشعب الفلسطيني وأعلنها وأقرها عام 1988، وما زالت هذه الثوابت ثوابت، ولا يستطيع أحد التخلي عنها أو يتنازل عنها أو يتجاهلها. إنها ثوابت الشعب الفلسطيني حتى التحرير. تحرير فلسطين».
وقال عباس بعد أن وضع إكليلاً من الزهور على ضريح عرفات «نضال عرفات لم ينته وعهده هو تحرير فلسطين ونحن ماضون على عهده». وأردف «البعض حاول أن يقدم لنا (صفعة العصر)، لكننا لن نتراجع عن الحق».
وأصدر عباس، وساماً باسم «الرئيس الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات»، وأمر بحفظه ضمن مكونات تراثه في متحف ياسر عرفات. وفي هذا الوقت أخرجت حركة «فتح» مسيرات واقامت مهرجانات في الضفة في ذكرى عرفات. ورفع محبو عرفات صوره، ورددوا هتافات شهيرة له في معظم المسيرات التي جرت في مدن الضفة الغربية.
وفي غزة، منعت «حماس» حركة «فتح» إقامة أي فعاليات لذكرى عرفات، واعتقلت ناشطين في الحركة. واتهم مسؤولون في «فتح» حركة «حماس» بمنع إحياء ذكرى عرفات والسماح للتيار الإصلاحي الديمقراطي، الذي يقوده القيادي المفصول من حركة «فتح» محمد دحلان، بالقيام بذلك. واشتبك ناشطون في «فتح» مع ناشطين مؤيدين لدحلان على خلفية ذلك.
وقال نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول، إن حركة «حماس» ترتكب جريمة إضافية بحق شبعنا الفلسطيني وقضيته، بمنعها إحياء الذكرى الـ15 لاستشهاد الزعيم ياسر عرفات.
وتابع في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين «إن أفعال حركة (حماس) عكس أقوالهم التي يشيعونها في وسائل الإعلام، ورغم حديثهم عن حسن النوايا بشأن الذهاب إلى الديمقراطية يقومون بمنع إحياء ذكرى قائد الشعب الفلسطيني».
لا معلومات حول «تسميم» عرفات بعد 15 عاماً
عباس يتحدث عن تثبيت القائد الراحل لـ«القرار الفلسطيني المستقل»
لا معلومات حول «تسميم» عرفات بعد 15 عاماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة