سيجارة مقابل الوقود... اقتصاد المقايضة يطغى في فنزويلا

أصبح رائجاً مع تجاوز معدلات التضخم 200 ألف في المائة

فنزويلي يشتري الوقود بسيجارة في سان أنطونيو (أ.ب)
فنزويلي يشتري الوقود بسيجارة في سان أنطونيو (أ.ب)
TT

سيجارة مقابل الوقود... اقتصاد المقايضة يطغى في فنزويلا

فنزويلي يشتري الوقود بسيجارة في سان أنطونيو (أ.ب)
فنزويلي يشتري الوقود بسيجارة في سان أنطونيو (أ.ب)

وصل خوسيه إلى محطة الوقود في إحدى مناطق كراكاس الشعبية، وطلب من الموظف تزويد سيارته بالبنزين سعة كاملة. وقف الموظف محدّقاً عبر النافذة، وقال: «لا نقبل الأوراق النقدية. فلا قيمة لها...». لم ينتظر خوسيه
أن يُنهي الموظّف جملته، ومدّه بكيس من الأرز. كان ذلك كافياً لرسم ابتسامة على وجه الموظّف.
قد يبدو ذلك غريباً لغير الفنزويليين، غير أن سكان هذا البلد النفطي الذي يعيش أحد أسوأ الانهيارات الاقتصادية في التاريخ الحديث، اعتادوا على مقايضة الوقود مقابل سيجارة أو علبة عصير فواكه، أو كيس أرز. ولا يقتصر ذلك على الوقود، فقد نقلت وكالة «رويترز» عن صياد أنه «يبيع» السمك بمختلف أنواعه مقابل سلع يحتاجها كالطحين والزيت النباتي، فيما تبحث زوجة آخر عن مشترٍ يستطيع تزويدها بدواء لابنها المصاب بالصرع.
وفي ظل معدلات التضخم الهائلة التي تعاني منها البلاد، والتي توقع صندوق النقد الدولي أن تصل إلى 200 ألف في المائة قبل نهاية العام، فقدت الأوراق النقدية من الفئات الأقل من 50 ألف بوليفار (التي تعادل نحو 2.5 دولار أميركي) قيمتها، حتى أن الحافلات والبنوك لم تعد تقبل التداول بها، كما أكّدت وكالة «أسوشيتيد برس». وحاولت الحكومة الفنزويلية، التي يرأسها نيكولاس مادورو، أن تواجه معدلات التضخم التاريخية عبر شطب 5 أصفار من عملتها العام الماضي، دون أن يُفضي ذلك لنتيجة تُذكر.
وشهدت فنزويلا انهياراً اقتصادياً سريعاً، دفع 4 ملايين شخص إلى اللجوء إلى دول الجوار، وأجبر مئات الآلاف في الداخل على الاعتماد على مساعدات دولية من الغذاء والدواء. ويُرجع مراقبون إفلاس هذه الدولة التي تزخر بأكبر احتياطي نفطي في العالم، إلى عقدين من الفساد وسوء إدارة الموارد تحت الحكم الاشتراكي، فضلاً عن تراجع أسعار النفط. ولم تستثمر فنزويلا لتحديث البنية التحتية للمصافي وأدوات استخراج النفط الخام، وواجهت تباطؤاً في الإنتاج والتصدير. وتراجع تصدير فنزويلا إلى 800 ألف برميل في اليوم في بداية هذا الشهر، وفق «رويترز»، مقارنة بأكثر من 3 ملايين برميل يومياً في عام 2001.
وأدّى التدهور الاقتصادي في السنوات القليلة الماضية إلى استنزاف مدّخرات الفنزويليين، وتضخم أسعار السلع، حتى اختفائها من رفوف المحلات التجارية خارج العاصمة كراكاس. فأصبحت الصفوف الطويلة خارج محطات الوقود، والسباقات المحمومة على الفاصوليا المعلّبة وأكياس الطحين مناظر اعتيادية، نشرتها جرائد العالم على صدر صفحاتها الأولى.
بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية الداخلية، تواجه حكومة مادورو ضغوطاً سياسية من واشنطن، التي هددت الشركات الأميركية بعقوبات في حال استمرت في استيراد النفط الفنزويلي. وتدعم إدارة دونالد ترمب، المعارض الفنزويلي خوان غوايدو، الذي نصب نفسه رئيساً للبلاد بدعم من واشنطن.



رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وقال ترودو أمام في أوتاوا «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وأتت الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» أفادت الأحد، أنه من المرجح أن يعلن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.