الشركات المالية السعودية تتحضر لاكتتاب «أرامكو» بصناديق طرح أولي

رؤساء تنفيذيون يفصحون لـ«الشرق الأوسط» عن طلب واهتمام مستثمرين دوليين

أحد العاملين في شركة «أرامكو السعودية» (رويترز)
أحد العاملين في شركة «أرامكو السعودية» (رويترز)
TT

الشركات المالية السعودية تتحضر لاكتتاب «أرامكو» بصناديق طرح أولي

أحد العاملين في شركة «أرامكو السعودية» (رويترز)
أحد العاملين في شركة «أرامكو السعودية» (رويترز)

كشف مختصون في الصناعة المالية عن تحضيرات أجرتها الشركات المالية المرخصة تأهباً لطرح العملاق في أسهم شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو» والمنتظر إعلان نشرة الإصدار المتعلقة بتفاصيل الشركة هذا الأسبوع، من بينها تصميم صناديق استثمار طرح أولي للاكتتاب في السهم واستمرار تلقي طلبات المستثمرين الأجانب.
ويترقب السعوديون وغير السعوديين نشرة الإصدار المتعلقة بـ«أرامكو السعودية» ليتسنى الاطلاع على تفاصيل جوهرية تتعلق بنسبة المطروح من رأس المال وحجم المكتتب به، وكذلك الاطلاع على مشروعات الشركة القائمة والمنتظرة وتوجهات الشركة المستقبلية، لإضافة مزيد من التقييم والتقدير للاستثمار في السهم.
وكشف لـ«الشرق الأوسط» العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«الخير كابيتال» خالد الملحم، أن الشركة قامت بالتحضير لطرح «أرامكو السعودية»، وذلك بتطوير منتجات استثمارية متخصصة بالطرح، كما أنها تملك صناديق استثمارية قائمة ستشارك بالاكتتاب.
ولفت الملحم إلى أن عملاء الشركة هم من المستثمرين الأفراد ذوي الطابع المؤسساتي، موضحاً أن طرح «أرامكو السعودية» يمثل إضافة باعتبار قيمتها الاقتصادية العالمية، حيث تعد أكبر منتج للنفط وتستحوذ على 10 في المائة من الإنتاج العالمي وبإيرادات تشغيلية ضخمة.
ويتوقع الملحم أن يحقق سهم «أرامكو السعودية» أرباحاً تتوافق مع العوائد المتوقعة، في وقت يرى فيه أن هذا الاستثمار من الاستثمارات طويلة المدى، مضيفاً أن الاكتتاب في الشركة يحظى بكثير من الاهتمام من قبل المستثمرين المحليين والدوليين.
وقال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«الخير كابيتال»: «استقطاب الشرائح من ذوي الخبرة سيؤدي بدوره إلى إنشاء شريحة جديدة من المستثمرين الذين سيضيفون عمقاً للسوق المالية السعودية».
وكان الجدول الزمني وفقاً لتصريحات مسؤولي الشركة يشير إلى أن العاشر من الشهر الحالي ينتظر أن يشهد الإعلان عن نشرة الإصدار، فيما سيكون لعملية الاكتتاب السابع عشر من الشهر ذاته تحديد النطاق السعري، أما الرابع من ديسمبر (كانون الأول) فسيكون مخصصاً لبدء طرح الأسهم للاكتتاب العام بمرحلتيه للأفراد والمؤسسات، وأخيراً التداول مرشح أن يكون في الحادي عشر من الشهر ذاته.
من جانبه، يوضح معاذ الخصاونة الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة «فالكم» المالية، أن التقديرات الأولية تشير إلى إقبال كبير سيكون متاحاً أمام شرائح المستثمرين المؤسسين والأفراد، موضحاً أن الشركات المالية انطلقت منذ وقت في تحضيراتها لتأسيس صناديق طرح أولي متخصصة في الشركة العملاقة «أرامكو»، وهو ما جعل هناك فرصة متاحة أمام الصناعة المالية خلال الفترة الماضية.
ولفت الخصاونة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الشركات المالية ربما تتجه لعمل منتجات مالية أخرى مرتبطة بهذا السهم في حال الإصدار والتداول، إذ لا توجد هناك عوائق فنية أو تقنية، بيد أنه يتوقع أن يميل المستثمر إلى التداول والتعامل مع السهم المنتظر بنفسه دون الحاجة لتكبد أعباء وتكاليف رسوم مدير صندوق.
وحول مشهد المنتجات المالية المستقبلية المتعلقة بـ«أرامكو»، يفيد الخصاونة بأنه يمكن في حال إدراج الشركة بأسواق عالمية الاستفادة مما ستقدمه الشركات المالية السعودية عبر دور الاستثمار في الأسهم أو السندات المصدرة لصعوبة الوصول إليها مباشرة هناك مما يفعل دور الشركة المالية حينها.
ويرجح الرئيس التنفيذي لـ«فالكم» المالية أن يكون لاكتتاب «أرامكو» تفاعل وقبول بين فئة المستثمرين غير السعوديين المقيمين في السعودية، إذ يسمح نظام السوق المالية السعودية حالياً للأجانب بدخول سوق الأسهم وفق شروط، كاشفاً عن تلقيهم طلبات من مستثمرين أجانب في وقت ينظرون فيه إلى المستثمرين المؤسسين ليعزز من فرصة ارتفاع حجم التخصيص من المكتتب به، وبالتالي ارتفاع الأثر المنتظر من الطرح العام على المستثمر.
ويرى أن تدفق المستثمرين الأفراد غير السعوديين سيكون منصباً على الشركات المالية التابعة للبنوك مستفيدة من وجود حسابات العاملين غير السعوديين وضخامة الانتشار والتوسع للبنوك المرجعية لها وعبر تفعيل أدوات وقنوات الاكتتاب الكثيرة لديها كأجهزة الصراف الآلية والمصرفية الإلكترونية.
وكانت أنباء أوردتها «رويترز» أمس نقلاً عن مصادر بأن «أرامكو» ستطرح 0.5 في المائة من رأسمالها للمستثمرين الأفراد، مؤكدة عدم وجود أي رد أو تعليق من الشركة.


مقالات ذات صلة

«فيتش» تثبّت تصنيف «أرامكو‬» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»

الاقتصاد شعار أرامكو (أ.ف.ب)

«فيتش» تثبّت تصنيف «أرامكو‬» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»

ثبّتت وكالة «فيتش‬» للتصنيف الائتماني تصنيف شركة «أرامكو‬ السعودية» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «أرامكو» في معرض بباريس (رويترز)

«أرامكو» توقع اتفاقية لبناء أحد أكبر مراكز استخلاص الكربون وتخزينه على مستوى العالم

وقّعت «أرامكو السعودية» اتفاقية مساهمين مع شركتي «لينداي» و«إس إل بي»، تمهّد الطريق لتطوير مركز استخلاص الكربون وتخزينه في مدينة الجبيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» متحدثاً في منتدى «مبادرة السعودية الخضراء» (الشرق الأوسط)

الناصر: «أرامكو» تبحث التعاون مع الشركات الناشئة في التحول الطاقي

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» إن «أرامكو» تبحث التعاون مع الشركات الناشئة في التحول الطاقي.

الاقتصاد صفقة استحواذ «ارامكو» على 10 % في «هورس باورترين» بلغت 7.4 مليار يورو (رويترز)

«أرامكو» تكمل الاستحواذ على 10 % في «هورس باورترين المحدودة» بـ7.4 مليار يورو

أعلنت «أرامكو السعودية» إكمال شراء 10 في المائة بشركة «هورس باورترين» المحدودة الرائدة في مجال حلول نقل الحركة الهجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.