مصر: تجميد مسلسل «بابا العرب» لظروف مالية وأسباب خاصة

أعلن دير الأنبا بيشوي في مصر أمس، تجميد إنتاج مسلسل «بابا العرب» الذي يتناول السيرة الذاتية لحياة البابا شنودة الثالث منذ نشأته ودخوله الكلية، ثم تحوله للرهبنة ومعرفته باسم أنطونيوس السرياني، ثم مرحلة الباباوية حتى لحظة وفاته.
وفي حين رفض القمص بموا في دير الأنبا بيشوي، الإدلاء بأي تصريحات صحافية حول أسباب إيقاف إنتاج المسلسل، قال القمص صرابامون، مسؤول العلاقات العامة في دير الأنبا بيشوي لـ«الشرق الأوسط» إن الأنبا صرابامون، أسقف ورئيس الدير، هو من اتخذ القرار بالتجميد، وتم إصدار بيان صحافي نشر على الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية أمس، ورد فيه: «نظراً لعدم توافر التمويل المطلوب ولأسباب أخرى متعلقة بالدير، رأينا تجميد العمل الخاص بمسلسل (بابا العرب) إلى أن يشاء الله». ورفض المتحدث الإعلامي الإدلاء بأي تصريحات صحافية إضافية، مكتفياً بما ورد في البيان.
بدوره، أكد نشأت زقلمة، المؤرخ الكنسي والمسؤول عن تجميع المادة التاريخية الخاصة بالمسلسل لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا يعلم شيئاً عن العمل وعلاقته به توقفت بمجرد انتهائه من رصد المادة التاريخية الخاصة بحياة البابا وتسليمها لكاتب السيناريو الدكتور توفيق عطا الله»، مشيراً إلى أنه «علم بأمر التجميد وإيقاف إنتاج العمل من خلال وسائل الإعلام فقط».
وفي تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، أعلن القمص بموا، الراهب في دير الأنبا بيشوي، أن «المسلسل تم الانتهاء من كتابة السيناريو والحوار الخاص به، وتم عرضه على الرقابة الكنسية، وكذلك الرقابة على المصنفات الفنية المصرية، وحصل على موافقة كلتيهما، وأن الدير حالياً يتفاوض مع عدد من الفضائيات لتمويله وإخراجه للنور شأنه شأن أي عمل فني يتخذ المسار الطبيعي».
وأعلنت الكنيسة المصرية في وقت سابق استعدادها لإنتاج أول مسلسل عن حياة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابق، يحمل اسم «بابا العرب»، سيناريو وحوار الدكتور عطا الله توفيق، ومادة تاريخية للمؤرخ الكنسي نشأت زقلمة. وأعلنت مصادر كنسية مصرية حينها اعتزام دير الأنبا بيشوي إنتاج أول مسلسل مصري من 34 حلقة يتناول حياة البابا شنودة الثالث، من بطولة الفنان ماجد الكدواني.
وكانت الكنيسة المصرية قد أعلنت قبل 3 سنوات شروعها في صنع مسلسل يتناول حياة البابا شنودة الثالث، لكن توقفت التحضيرات، وتم إنتاج فيلم «الراعي» الذي تناول حياة البابا شنودة منذ ولادته وحتى مرحلة الباباوية... وتزخر حياة البابا شنودة الثالث المولود باسم «نظير جيد روفائيل» في عام 1923 بالمواقف الاجتماعية والسياسية والإنسانية، إذ كان يتمتع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل بشهرة واسعة في مصر والعالم العربي لمكانته الدينية المرموقة، ومواقفه المعتدلة، وهو البابا رقم 117، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر، وتوفي في مارس (آذار) عام 2012.