الحمد الله: جئنا نعيد الحياة لغزة

صور رموز السلطة.. والحرس الرئاسي لأول مرة في القطاع

رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله مع وزراء حكومته في منزل إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، خلال زيارتهم لغزة أمس (أ.ب)
رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله مع وزراء حكومته في منزل إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، خلال زيارتهم لغزة أمس (أ.ب)
TT

الحمد الله: جئنا نعيد الحياة لغزة

رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله مع وزراء حكومته في منزل إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، خلال زيارتهم لغزة أمس (أ.ب)
رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله مع وزراء حكومته في منزل إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، خلال زيارتهم لغزة أمس (أ.ب)

وضعت زيارة رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله إلى قطاع غزة، أمس، قطار المصالحة الداخلية على السكة الصحيحة، بعد أن تعهد بأن يستمر وزراؤه في التنقل بين الضفة الغربية والقطاع كوحدة واحدة من أجل متابعة سير العمل.
وقال الحمد الله، بعد ترؤسه اجتماعا للحكومة بكل أعضائها في منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس «هذه ليست زيارة، نحن جئنا إلى بلدنا لنعيد الحياة الطبيعية إلى غزة، والحكومة مصممة على إنهاء الانقسام وتداعياته السلبية، صحيح أن الطريق ليس معبدا بالورود، لكن لدينا التصميم للعمل».
وكان الحمد الله قد وصل أمس إلى غزة مصحوبا بجميع وزراء حكومته، ومسؤولين آخرين، بينهم مدير المخابرات العامة ماجد فرج، الذي يعد أرفع شخصية أمنية تصل غزة منذ سيطرة حماس على القطاع منتصف 2007، عبر معبر «ايرز» (بيت حانون)، وقد عاش الوفد يوما حافلا في القطاع، بدأ بزيارة المناطق المنكوبة، ثم عقد اجتماعا حكوميا قبل التوجه إلى منزل إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، لتناول وجبة الغداء، والعودة إلى الفندق، قبل استكمال الاجتماعات ليلا. ويفترض أن يعود الحمد الله وبعض الوزراء إلى رام الله اليوم، قبل التوجه إلى القاهرة للتحضير لاجتماع المانحين بعد غد الأحد.
وتأتي زيارة الحمد الله تتويجا لاتفاق بين حركتي فتح وحماس الشهر الماضي، على أن تبسط حكومة التوافق سيطرتها على القطاع قبل مؤتمر المانحيين الدوليين في القاهرة. ولأول مرة منذ سبعة أعوام اجتمعت الحكومة الفلسطينية في غزة بكامل أعضائها من الضفة والقطاع مع ترحيب فلسطيني كامل. وعلى غير العادة في اجتماعات الحكومة السابقة في غزة، رفعت صورتان في قاعة الاجتماع: واحدة للرئيس الراحل ياسر عرفات، والثانية للحالي محمود عباس.
وقال الحمد الله في مستهل الاجتماع إن لدى حكومته مهمتين «الأولى إعادة إعمار قطاع غزة، والثانية إعادة توحيد المؤسسات»، وأضاف أن «الحكومة أخذت على عاتقها توحيد مؤسسات الوطن، ومنها سننطلق لتوحيد المؤسسات في الضفة والقدس وغزة (...) غزة جزء من المشروع الوطني، وهذه حقيقية مسلم بها». وأردف الحمد الله «هناك تحديات كثيرة تواجهنا، لكن علينا أن نغلب الوحدة الوطنية، وهذه حكومة الكل الفلسطيني، ومن هنا أدعو كل الفصائل لدعم الحكومة، وهدفنا النهائي هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وفي سياق حديثه عن الصعوبات التي تواجه حكومته، تعهد الحمد الله بخلق فرص عمل في غزة بعد مشاكل الموظفين الذي سيتلقون دفعة مالية هذا الشهر، وقال إن حكومته ستتدخل لحل مشاكل الكهرباء والبنية التحتية، وإصلاح بعض المنازل القابلة للسكن.
وحظي الحمد الله باستقبال شعبي جيد في المناطق المنكوبة التي تفقدها، ولم تسجل أي محاولة للتشويش على الزيارة. وقالت مصادر مقربة من حماس لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة أعطت تعليمات واضحة بتسهيل مهمة الحمد الله وحمايته كذلك، وحذرت عناصرها من أي تشويش سواء من عسكريين أو مدنيين. وبعد زيارته لعدد من أحياء غزة وصف الحمد الله مشاهد الدمار بأنها «تهز الأبدان»، وقال إن «الحكومة تأخذ على عاتقها تجنيد الأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة، علينا أن نمنح الأمل للأهالي هنا، وأن نعمل على فك الحصار وزوال الاحتلال. نحن بحاجة لتجنيد المليارات لإعادة إعمار قطاع غزة، وهذا الموضوع سنتحدث فيه خلال مؤتمر إعادة إعمار القطاع في القاهرة».
وشاهد الحمد الله خلال زيارته أطنانا من أكوام المنازل المدمرة بسبب القصف الإسرائيلي، وتحدث إلى الأهالي المنكوبين الذين عانق بعضهم رئيس الوزراء، ورفع بعض المواطنين شعارات «نريد منكم الإنصاف». وقال للأهالي في حي الشجاعية، الذي شهد معركة دموية انتهت بقتل 18 جنديا إسرائيليا وخطف آخر وتدمير كامل للحي «إن حجم الدمار الذي خلفته إسرائيل لا يمكن وصفه بأي كلمات، أنتم شعب عظيم ويستحق حياة كريمة، وأنا أطمئنكم إلى أن عملية إعمار قطاع غزة قد بدأت، ولن ندخر جهدا في إعادة غزة إلى ما كانت عليه قبل الحرب، بل أفضل».
وفي منزل هنية، التقى الحمد الله بعشرات الشخصيات التابعة للفصائل الفلسطينية في رسالة تؤكد توحد الفلسطينيين. وقال هنية في هذا الشأن «إن الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة يتطلعون إلى نتائج ملموسة وعملية من زيارة الحكومة واجتماعها في قطاع غزة»، ودعا إلى التركيز على إعادة إعمار غزة، وتعزيز كسر الحصار المفروض عليها، مؤكدا أن إعادة الإعمار على سلم أولويات الأجندات الوطنية، وأن الحكومة هي الحاضن الوحيد له.
وعد هنية زيارة الحكومة واجتماعها بغزة قد أفشلا الهدف الإسرائيلي المتمثل في «المساس بالمصالحة وتطلعات الشعب بأن يكون له حكومة ونظام موحد»، وطالب الحكومة بتخطي المطلوب منها حاليا، والتفرغ لما هو أكبر من ذلك، من منع ممارسات الاحتلال بحق أبناء الشعب إلى العمل على التحرير. وأضاف «نشعر بحجم التحدي والمسؤولية الكبيرة الملقاة على الحكومة، لكن كيف نعيد ما دمره الاحتلال وكيف نسخر الطاقة الدولية لإعادة الاعمار، خاصة أننا على أعتاب فصل الشتاء، والكل ينتظر الخطوات العملية على طريق إعادة الإعمار وتسكين الناس وتضميد الجراح، وتوحيد المؤسسات الحكومية والوزارات والأجهزة الأمنية على قاعدة العدالة والمساواة، وعدم التمييز بين الشعب الواحد؟».
ورحبت الفصائل الفلسطينية بزيارة الحمد الله وحكومته إلى غزة، وعدت فتح، على لسان الناطق باسمها أسامة القواسمي، عقد جلسة مجلس الوزراء في قطاع غزة «خطوة مهمة على طريق تكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية، ورسالة مهمة لكل من يهمه الأمر بأن الرئيس محمود عباس وحركة فتح القيادة الفلسطينية، وكل الفصائل عازمة على المضي قدما نحو الوحدة الوطنية كمحطة مهمة على طريق الحرية والاستقلال».
من جهتها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي زيارة الحكومة بالداعمة لخطوات «تعزيز الوحدة وإنهاء الانقسام وإزالة آثاره الضارة»، إذ عبر خالد البطش، القيادي في الجهاد، عن حرص حركته على وحدة الصف الوطني، وقال «إن استكمال خطوات تعزيز الوحدة الوطنية هو ضمان لسحب الذرائع والحجج من أيدي الذين يريدون إبقاء الانقسام لإفشال إعادة الأعمار بغزة، واستمرار معاناة النازحين والمتضررين من العدوان الأخير على غزة الصامدة».
كما رحبت الجبهتان الشعبية والديمقراطية بزيارة الحمد الله إلى قطاع غزة، وأكدتا على ضرورة أن تكون هذه الخطوة الإيجابية مقدمة لتنفيذ الحكومة لالتزاماتها، وتحمّل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني في غزة، داعية الحكومة لتفقد المواطنين بشكل دائم، من خلال تفعيل مقر مجلس الوزراء بغزة، وعقد اجتماعات مجلس الوزراء بشكل دوري في المحافظات الجنوبية والشمالية للاطلاع عن كثب على حجم المعاناة والدمار الذي خلفه العدوان.



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».