السنيورة يقدّم للقضاء «أجوبة قاطعة» حول صرف 11 مليار دولار

TT

السنيورة يقدّم للقضاء «أجوبة قاطعة» حول صرف 11 مليار دولار

أدلى رئيس حكومة لبنان الأسبق فؤاد السنيورة بإفادته أمام النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة، وقدّم أجوبة حول صرف مبلغ 11 مليار دولار وفق القاعدة الاثني عشرية، عندما كان السنيورة رئيساً للحكومة بين عامي 2006 و2008. وذلك خلال فترة استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة، وإقفال البرلمان اللبناني، ما أدى إلى عدم إقرار الموازنة العامة.
وأوضح مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أن القاضي إبراهيم استمع إلى السنيورة في حضور وكيله الوزير السابق ونقيب المحامين الأسبق رشيد درباس، على سبيل المعلومات وليس كمدعى عليه، باعتبار أنه «في حال توفّر شبهة أو جرم ما، فإن صلاحية الملاحقة تعود إلى المحكمة العليا لمحاكمة الرؤساء والوزراء، باعتبار أن الأفعال المشكو منها حصلت عندما كان السنيورة رئيساً للحكومة».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن السنيورة وصل إلى مكتب القاضي إبراهيم في قصر العدل في بيروت عند الساعة التاسعة والربع من صباح أمس يرافقه المحامي درباس؛ تحسباً لإمكانية استجوابه كمدعى عليه، وعندما بُلّغ من القاضي إبراهيم أن التحقيق سيكون على سبيل المعلومات فقط، غادر درباس مكتب المدعي العام، واستكملت الجلسة بشكل عادي. وقال درباس لـ«الشرق الأوسط»، إنه «حصلت جلسة تحقيق قضائية راقية، والرئيس السنيورة كان مزوداً بكل المستندات اللازمة، وقدّم جواباً شافياً لكلّ سؤال، وأجوبة قاطعة على كلّ التركيبات التافهة، وقدّم شرحاً مستفيضاً للآلية التي اتبعت في صرف الأموال».
ونفى السنيورة كلّ الاتهامات التي تتحدث عن سرقة وهدر للمال العام خلال فترة ترؤسه للحكومة، ووفق تعبير المحامي درباس، فقد أكد السنيورة للقاضي إبراهيم أن «كل عمليات الصرف والإنفاق كانت مغطاة بقوانين وقرارات مجلس الوزراء، ومنها خدمة الدين العام، وتسديد رواتب الموظفين، وسد العجز في كهرباء لبنان، ومشاريع البنى التحتية والطرقات وغيرها»، وأشار درباس إلى أن «حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أنفقت ضعف ما صرفته حكومة الرئيس السنيورة، كما أن حكومة الرئيس تمام سلام أنفقت في فترة زمنية موازية ضعفي نفقات حكومة السنيورة، وكل التلفيقات التي تحاول النيل من هذا الرجل تأتي بخلفيات سياسية ولا قيمة لها».
وكانت المعلومات تضاربت حول موعد استدعاء السنيورة إلى قصر العدل، فبعدما كان الموعد محدداً أمس، أعلن عن إرجائه إلى 14 الشهر المقبل، فيما رفض السنيورة الحضور إلى مكتب القاضي إبراهيم، لكنّ مصدراً قضائياً رفيعاً أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «حصل تعتيم مقصود لموعد الجلسة لأسباب أمنية، خصوصاً أن التحقيق يتزامن مع تنامي وتيرة الانتفاضة الشعبية، وتجنباً لمظاهرات على مدخل قصر العدل قد تؤدي إلى تعطيل عمل القضاء برمته». وأشار المصدر القضائي إلى أن القاضي إبراهيم «سيستمع في الأيام المقبلة للوزيرين جمال الجراح ومحمد شقير، حول ملف الهدر في وزارة الاتصالات». ولم يكشف عن موعد الجلسة لأسباب أمنية ولوجيستية.
وفي سياق متصل، أحال النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات إلى المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري، الشكوى المقدمة من عدد من المحامين، بحقّ كلّ الوزراء في الحكومات المتعاقبة منذ عام 1990 حتى الآن، بجرم اختلاس وتبديد الأموال العامة لمنافع شخصية، وطلب عويدات إجراء التحقيقات اللازمة وإبلاغه بنتيجتها لاتخاذ الإجراءات المناسبة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».