آلاف الطلاب ينضمون للمظاهرات في لبنان... وحصار مرافق عامة

القضاء يطلق تحقيقات في قضايا فساد

آلاف الطلاب ينضمون للمظاهرات في لبنان... وحصار مرافق عامة
TT

آلاف الطلاب ينضمون للمظاهرات في لبنان... وحصار مرافق عامة

آلاف الطلاب ينضمون للمظاهرات في لبنان... وحصار مرافق عامة
تظاهر آلاف التلاميذ والطلاب اللبنانيين اليوم (الخميس) أمام إدارات عامة ومدارس وجامعات في مناطق مختلفة، مع دخول الحراك الشعبي غير المسبوق أسبوعه الرابع للمطالبة برحيل الطبقة السياسية التي يعتبرها المحتجّون فاسدة.
واحتشد مئات الطلاب أمام وزارة التربية والتعليم العالي في بيروت، رافعين الأعلام اللبنانية ومطالبين بمستقبل أفضل، وفق ما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية.
ورُفعت لافتات كُتب على إحداها «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس»، وعلى أخرى: «ماذا لو كان لدينا طاقم سياسي شاب ومثقف ونظيف وكفؤ؟».
وقالت التلميذة مروي عبد الرحمن (16 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية: «تضيع حقوقنا، نذهب إلى المدرسة وندرس ونتعب وفي نهاية المطاف سنأخذ شهادتنا ونضعها في المنزل. لن نجد عملاً ولن نفعل شيئاً بشهادتنا».
ونظّم آخرون مسيرة في الأشرفية في شرق العاصمة حاملين حقائبهم المدرسية على ظهورهم وواضعين الأعلام اللبنانية على أكتافهم. وانتقل التلاميذ من مدرسة إلى أخرى لدعوة زملائهم إلى الالتحاق بالحراك.
وسار مئات الطلاب في شارع الحمراء في بيروت حيث يوجد مصرف لبنان ووزارتا الداخلية والإعلام، مطالبين بإسقاط النظام.
في طرابلس، كبرى مدن الشمال، حيث لم يتراجع زخم الحراك منذ بدايته في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، تجمّع العشرات أمام شركة «أوجيرو» للاتصالات، وهي مرفق عام، لمنع دخول الموظفين إليها، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي مدن ساحلية عدة، لا سيما جونية وشكا شمال العاصمة، احتشدّ تلاميذ أمام مكاتب «أوجيرو» لمنعها من العمل، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
في مدينتي النبطية جنوباً وبعلبك شرقاً حيث يتمتع «حزب الله» بنفوذ واسع، تظاهر تلاميذ وطلاب أمام العديد من الإدارات العامة وعدد من المصارف. وتجمّع عدد منهم أمام مصلحة تسجيل السيارات في صيدا (جنوب) لفرض إغلاقها، بحسب الوكالة الوطنية.
ويدخل الحراك الاحتجاجي غير المسبوق الخميس أسبوعه الرابع.
وتحت ضغط الشارع، استقال رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 أكتوبر الماضي، لكن التأخر في بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة يثير غضب المحتجين.
وفيما يطالب المحتجون بحكومة اختصاصيين أو «تكنوقراط» تعالج المشاكل المعيشية التي يعاني منها الشعب، ترفض أحزاب سياسية نافذة، لا سيما «حزب الله» هذا الطرح.
وفي الشق السياسي من المشهد، زار الحريري اليوم القصر الجمهوري في بعبدا شرق بيروت، والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون. واكتفى رئيس الوزراء المستقيل بالقول بعد الاجتماع: «جئت لأحكي مع فخامة الرئيس ونتشاور وسنكمل المشاورات مع الأفرقاء الآخرين، لكن لا أريد أن أتكلم كثيراً، وهذا الشيء الوحيد الذي أود قوله».
وفي موازاة الحراك الشعبي والتحركات السياسية، باشر القضاء اليوم التحقيق مع عدد من كبار المسؤولين حول قضايا فساد، بينهم رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة الذي استمع المدّعي العام المالي إلى إفادته طوال ثلاث ساعات في ما يخصّ صرف مبلغ 11 مليار دولار عندما كان رئيسا للحكومة بين عامي 2006 و2008.
وادعى النائب العام المالي على المدير العام للجمارك ورئيس مصلحة سلامة الطيران المدني في مطار بيروت، كما أمرت النيابة العامة بمباشرة تحقيقات تطال «كل الوزراء في الحكومات المتعاقبة منذ العام 1990 ولغاية تاريخه»، بناء على شكوى تقدّم بها الأسبوع الماضي عدد من المحامين إلى النيابة العامة التمييزية «بجرائم اختلاس وتبديد أموال وإهدار المال العام لمنافع شخصية ومادية واستغلال نفوذ وسلطة ما ألحق أضرارا جسيمة بالمواطن اللبناني».
وكان القضاء قد أطلق قبل أيام ملاحقات قضائية أخرى في إطار الفساد بحقّ رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي وبنك عودة بتهمة «الإثراء غير المشروع»، وبحق الوزير السابق فايز شكر بتهمة «الإهمال الوظيفي».
 


واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.