سرطان الثدي.. التشخيص السريع يقلل احتمالات الوفاة

70 في المائة من حالات الإصابة في السعودية تكتشف متأخرة

سرطان الثدي.. التشخيص السريع يقلل احتمالات الوفاة
TT

سرطان الثدي.. التشخيص السريع يقلل احتمالات الوفاة

سرطان الثدي.. التشخيص السريع يقلل احتمالات الوفاة

«السرطان» كلمة لها وقع مخيف يرتبط بدنو الأجل، ويمتد أثره إلى حياة الشخص العملية والاجتماعية والزوجية، ما يدفع الكثيرين إلى عدم المراجعة والسكوت في انتظار نهايتهم. بينما يجب النظر للسرطان كغيره من الأمراض، وإدراك حقيقة أهمية مواجهته للحصول على أفضل الحلول الطبية التي تعطي نتائج إيجابية أكثر للوصول إلى الشفاء.
ويعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشارا بين النساء في جميع أنحاء العالم، وتسجل منظمات الصحة العالمية 1.6 مليون إصابة جديدة بالمرض في العالم سنويا. أما في السعودية فلا يزال السرطان بشكل عام يمثل تحديا خاصة لدى النساء، حيث تقدر عدد حالات السرطان التي شخصت خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2010 بـ13.706 حالات إصابة جديدة لجميع أنواع الأورام وفقا لآخر إحصائيات السجل الوطني للأورام. وتشير الإحصائيات إلى أن هناك زيادة في عدد حالات الإصابات بين النساء أكثر من الرجال، حيث تقدر عدد الإصابات بينهن بواقع 7.127 حالة بنسبة 52 في المائة، وفي الرجال تقدر بـ6.579 حالة بنسبة 48 في المائة. ويحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى من بين أكثر 10 أورام انتشارا بين الجنسين، حيث شخصت به ما يقارب الـ1497 وذلك بواقع 15 في المائة وفقا لآخر إحصائيات السجل الوطني لعام 2010، ولا تزال أعداد كبيرة تشخص في مراحل متأخرة.
وتؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية أن معدلات البقاء على قيد الحياة للمصابات بهذا المرض، تتفاوت بدرجة كبيرة على مستوى العالم، حيث تتراوح بين 80 في المائة في أميركا الشمالية والسويد واليابان و60 في المائة في البلدان ذات الدخل المتوسط وأقل من 40 في المائة في البلدان ذات الدخل المنخفض. وتشير التقارير إلى أن انخفاض هذه المعدلات في البلدان الأقل نموا يرجع أساسا إلى التشخيص المتأخر للإصابة بالمرض لدى معظم الحالات.

* تشخيص مبكر
وفي حديثها لـ«صحتك» تؤكد رئيسة حملة «الشرقية وردية» واستشارية الأشعة الأستاذة الدكتورة فاطمة المحلم أن الطب تطور كثيرا على صعيد علاجات السرطان، وهو ما جعل الحالات التي كانت تعتبر مستعصية في الماضي قابلة للشفاء. وساعد على ذلك تطور تقنيات الكشف والتشخيص في أنواع عدة من السرطان ومنها سرطان الثدي، وبالتالي أصبح التشخيص المبكر ممكنا وهو ما أحدث نقلة غير مسبوقة في مواجهة هذا المرض.
وأضافت أن تشخيص الإصابة بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة يحقق نتائج مذهلة خلال العلاج في أكثر من 90 في المائة من الحالات. كما أن العلاج في هذه الحالات لا يحتاج إلى استئصال جراحي كلي للثدي أو إلى إزالة مجموعة الغدد الليمفاوية تحت الإبط. كما أتاح التشخيص المبكر علاجا جراحيا تضمن استئصالا جزئيا للثدي وعلاجا بالأشعة قصير الأمد وعلاجا كيميائيا أقصر. وباتت العلاجات الهرمونية والهادفة تسهم في زيادة معدلات الشفاء.
وأشارت الملحم إلى أن 5 – 10 في المائة من السرطانات وراثية، إلا أن معظمها ينتج عن اجتماع العامل الوراثي مع العوامل المسببة في البيئة المحيطة. ودعت النساء اللائي يعاني أحد أفراد عائلاتهن من السرطان إلى العمل أكثر من غيرهن في زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر بشكل مستمر لأنهن معرضات لخطر الإصابة به أكثر من غيرهن.

* عامل خطر
«الاكتشاف المتأخر هو عامل الخطر الأكبر»، كما قالت لـ«صحتك» الدكتورة سامية العمودي الرئيس التنفيذي والمؤسسة لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في الرعاية الصحية لسرطان الثدي بجامعة الملك عبد العزيز، معزية خطورة الوضع في المملكة إلى أن 70 في المائة من الحالات تكتشف في مراحل متقدمة مما يقلل من نسبة الشفاء. وشددت على أن الاكتشاف المبكر يعتبر الوسيلة الأمثل لاكتشاف المرض في مراحله الأولى، من خلال الفحص الذاتي كل شهر والفحص الإكلينيكي عند الطبيبة والأهم من كل ذلك فحص أشعة الماموغرام.
وأضافت دكتورة العمودي أن كل امرأة هي على علم تام بشكل وحجم وقوام ثديها ويجب عليها مراجعة وإبلاغ الطبيب بمجرد حدوث أي من التغيرات عليه، مثل وجود كتلة في الثدي تكون عادة غير مؤلمة أو إفرازات من حلمة الثدي سواء كانت مخلوطة بدم أو إفرازات صفراء غير مخلوطة بدم، أو تغير في لون الحلمة أو انكماشها وتغير جلد الثدي لمثل قشرة البرتقال وظهور تشققات وتورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط ووجود ألم موضعي بالثدي رغم أن معظم الأورام الخبيثة غير مصحوبة بألم. وقالت إنها جميعا مؤشرات تساعد في معرفة ما إذا كانت الحالة تستوجب التحرك سريعا لطلب الاستشارة الطبية.

* الأسباب
أوضحت الدكتورة عبير الأحمدي استشارية طب الأسرة وصحة المرأة ومنسقة برنامج مكافحة السرطان بوزارة الصحة بمحافظة جدة، أن أسباب سرطان الثدي غير معروفه تماما، ولكن توجد عوامل تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض، غير أن وجود واحد أو أكثر منها لا يعني حتمية إصابة الشخص بالمرض. ومن هذه العوامل:
*العامل الوراثي، خاصة إذا تمثل بإصابة الأم أو إحدى الأخوات، وهو يمثل 5-10 في المائة من عدد الحالات. وتزداد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي في حالة كان هناك أقارب من الدرجة الأولى، إلى الضعف، وترتفع أيضا ولكن بدرجة أقل من الحالة الأولى إذا كان هناك إصابات لقريبات من الدرجة الثانية، (الجدة، العمة، الخالة) سواء من ناحية الأم أو الأب.
*التغيرات الجينية، والعوامل الغذائية كزيادة نسبة الدهون في الطعام.
*زيادة وزن الجسم، لا سيما إذا كانت الزيادة قد بدأت بعد مرحلة البلوغ.
*حدوث الدورة الشهرية مبكرا قبل سن 12 سنة وانقطاعها بعد سن 50 ‏سنة يزيد من احتمالات الإصابة بالمرض قليلا.
*تزداد احتمالات الإصابة لدى النساء اللاتي لم يحملن أبدا، أو أنجبن طفلهن الأول بعد سن الثلاثين.
*استعمال هرموني الاستروجين والبروجيستيرون لعلاج أعراض سن اليأس لعدة سنوات يزيد قليلا من نسبة الإصابة بسرطان الثدي.
*يزيد التدخين وتلوث البيئة من احتمالات الإصابة بالسرطان.

* مستقبل المصابات
أوضحت دكتورة العمودي أن أهم نقطتين تحددان مستقبل المريضة، هما حجم الورم وكون الورم لا يزال منحصرا في نطاق الثدي، فحجم الورم الكبير أسوأ بكثير من حجم الورم الصغير المحصور داخل الثدي، إذ لو احتوت هذه الغدد على خلايا سرطانية بعد فحصها فهذا يدل على أن الورم قد تعدى حدود الثدي وخرج إلى مناطق أخرى في الجسم وتكون هذه الغدد جزءا منها.
ودعت دكتورة الملحم المرأة للتحلي بثقافة الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، معتبرة ذلك جزءا من تحمل مسؤولية الحفاظ على صحتها وجسدها وبالتالي فإنها تسمح لنفسها بتعزيز سبل التواصل مع الأطباء والأخصائيين ومنها تبدأ إمكانية إجراء الفحوصات الشاملة التي قد تساعد في الاكتشاف المبكر للمرض، خاصة لمن تكن لديهن مؤشرات بالإصابة. وأضافت أن نسبة كبيرة من الحالات أصبحت قابلة للعلاج، ولم يعد هناك مبرر لربط هذا المرض بالموت كسبب مباشر.

* انطلاق فعاليات البرنامج الوطني للتوعية بسرطان الثدي
*تحت شعار «المملكة وردية»، انطلقت مع بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي 2014 فعاليات البرنامج الوطني للتوعية بمرض سرطان الثدي تحت شعار «المملكة وردية»، تنظمها جمعية السرطان بالمنطقة الشرقية ومركز الشيخ محمد العمودي للتميز بالرعاية الصحية لسرطان الثدي والشؤون الصحية وبرنامج روش لتثقيف الأطباء وتوعية مرضى السرطان. جالت القافلة معظم مدن ومحافظات المملكة في طريقها لتغطيتها كافة قبل نهاية هذا العام، مستهدفة أكبر عدد من النساء لنشر التوعية والتثقيف بينهن. وقد تمكنت الحملة من اكتشاف إصابة 69 امرأة بسرطان الثدي منذ انطلاقها قبل 5 سنوات بواسطة سيارة فحص «الماموغرام».
تضمن برنامج القافلة أنشطة عديدة تستهدف التوعية بمخاطر مرض سرطان الثدي وسبل الوقاية منه بالكشف المبكر، وفحوصات مجانية بتقنية الماموغرام من خلال عيادات متنقلة.
لقد استطاعت القافلة منذ إطلاقها هذا العام فحص 900 امرأة بجهاز الماموغرام في المدينة المنورة وحائل والقصيم والزلفى والمجمعة، وتجري حاليا معاينة هذه الحالات للتأكد من سلامتها، فيما استفادت 18 ألف امرأة في هذه المدن من الأنشطة التوعوية والتثقيفية.
كما ساهمت هذه الحملات التوعوية خلال السنوات الأخيرة في تثقيف النساء والمجتمع بشكل عام بأهمية الكشف المبكر، وهو ما أدى إلى إنقاذ آلاف من الحالات بعد اكتشاف إصابتهن في مراحل مبكرة ومساعدتهن على الشفاء، حيث ترتفع فرص الشفاء الكامل الى97 في المائة، فيما يتسبب التأخر في التشخيص في وفاة العديد من المصابات.
يعتمد الكشف المبكر على 3 وسائل تتمثل في فحص المرأة الذاتي شهريا والفحص عند الطبيب والفحص الإشعاعي بتقنية الماموغرام المعتمدة في كثير من الدول المتقدمة طبيا.



صداقات «السوشيال ميديا» تعزز الثقة بالنفس

منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)
منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)
TT

صداقات «السوشيال ميديا» تعزز الثقة بالنفس

منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)
منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)

توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن جودة الصداقات عبر الشبكات الاجتماعية يمكن أن تسهم في تقليل الشعور بالوحدة، وتعزيز احترام الذات، والثقة بالنفس، مما يقلل من مخاطر الاكتئاب.

وأوضح باحثو جامعة أركنساس في الدراسة التي نُشرت نتائجها، في دورية «Telematics and Informatics»، أن الصداقات الرقمية قد تساعد في كسر الحواجز الاجتماعية، وتشجيع التفاعل الاجتماعي الواقعي. ورغم الانتقادات التي تشير إلى أن هذه العلاقات الافتراضية أقل عمقاً مقارنة بالعلاقات الواقعية، أظهرت الدراسة أن الصداقات المبنية على الاهتمامات المشتركة والدعم المتبادل، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية.

وقد شملت الدراسة مسحاً لآراء 1500 مشارك، تابع الباحثون أكثر من نصفهم بعد مرور 6 أسابيع. وهدفت إلى دراسة تأثير جودة الصداقات على تقدير الذات الدائم والشعور بالوحدة، مع التمييز بين تقدير الذات الدائم الذي يُعد أكثر استقراراً، وتقدير الذات المؤقت الذي يتغير تبعاً للمواقف، مثل الحصول على إعجاب على منشور في وسائل التواصل الاجتماعي.

وطُلب من المشاركين تقييم عبارات مثل «أنا شخص ذو قيمة»، و«أعتقد أن لدي صفات جيدة» على مقياس من 5 نقاط، بالإضافة إلى استبيانات حول شعورهم بالعزلة أو الاستبعاد، خلال الأسبوع الماضي.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين شعروا بالقرب والرفقة مع أصدقائهم عبر الشبكات الاجتماعية، شهدوا زيادة ملحوظة في احترام الذات، وهو ما انعكس على تقليل مستويات الوحدة لديهم. واستمر التحسن بعد مرور 6 أسابيع. وكانت هذه التأثيرات أكثر وضوحاً لدى الفئات السنية بين 18 و39 عاماً، بينما كانت أقل تأثيراً على الأفراد الذين تجاوزت سنهم 50 عاماً. وبيَّنت الدراسة أن الأفراد الأكبر سناً قد لا يعدُّون الصداقات الرقمية مكملة للعلاقات الواقعية، مما يجعل تأثيرها أقل إيجابية عليهم.

وأكد الباحثون أن استخدام الشبكات الاجتماعية بطرق إيجابية وموجهة نحو بناء علاقات ذات جودة عالية، يمكن أن يقلل من الشعور بالعزلة الاجتماعية، مما يساهم في تقليل مخاطر الانتحار. واقترح الباحثون الانضمام إلى مجموعات رقمية تهتم بمواضيع غير سياسية قائمة على الاهتمامات المشتركة، مثل تشجيع فريق رياضي معين، أو ممارسة هوايات، كالمشي في الطبيعة أو الزراعة أو مراقبة الطيور. وأشاروا إلى أن هذه الأنشطة يمكن أن تساعد في توسيع الروابط الاجتماعية وتعزيز التفاعل الواقعي، مما يُعزز من الشعور بالرفقة والتقارب.

تجدر الإشارة إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين؛ حيث تتيح وسيلة فعّالة للتواصل وبناء علاقات اجتماعية، رغم البعد الجغرافي.