السعودية تكشف عن المنظومة الوطنية للتعامل مع المنتجات الحلال

الرئيس التنفيذي لهيئة الدواء والغذاء خلال الإعلان عن المنظومة الوطنية للمنتجات الحلال (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي لهيئة الدواء والغذاء خلال الإعلان عن المنظومة الوطنية للمنتجات الحلال (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تكشف عن المنظومة الوطنية للتعامل مع المنتجات الحلال

الرئيس التنفيذي لهيئة الدواء والغذاء خلال الإعلان عن المنظومة الوطنية للمنتجات الحلال (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي لهيئة الدواء والغذاء خلال الإعلان عن المنظومة الوطنية للمنتجات الحلال (الشرق الأوسط)

أعلنت السعودية، أمس، عن تفاصيل المنظومة الوطنية للتعامل مع المنتجات الحلال، في أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقدته الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة والهيئة العامة للغذاء والدواء في مكة المكرمة، بحضور محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد القصبي، والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي.
وقال القصبي لـ«الشرق الأوسط» إنّ «حلال» ليست فقط خاصة بالمنتجات الغذائية، بل تشمل جميع المنتجات، مثل المستحضرات الدوائية والتجميل والملابس التي يدخل فيها الجلود، وما إلى ذلك، كاشفاً عن ترتيبات تجري لقيام مركز مستقبل معني بهذا المجال، موضحاً أن إطلاق البدء في عمل المنظومة سيتم في القريب العاجل.
وتهدف المنظومة الوطنية لضمان حل المنتجات إلى تحقيق الريادة الإسلامية والعالمية للملكة العربية السعودية، وتطوير منظومة واضحة شفافة للمنتجات الحلال تلبي الضوابط الشرعية، والتحول إلى المفهوم الحقيقي للحلال، وخلق فرص عمل جديدة في مجالات تخصصية تتوفر فيها مقومات الإبداع وتطوير المعرفة، بالإضافة إلى فتح مجالات اقتصادية جديدة تعزز قطاع الخدمات في المنطقة.
وأوضح أن السعودية تطبق منظومة المواصفات على جميع المنتجات، ولكن في الفترة المقبلة ستُوضع ضمن منظومة تتوافق مع المواصفات العالمية، بحيث تكون مجرد هيكلة، حتى تكون بالشكل الصحيح، وذلك من خلال سعيها إلى تطوير القطاع الصناعي المرتبط بنشاط الحلال، وتطوير منظومة واضحة شفافة تلبي الضوابط الشرعية، وتحقق المتطلبات الفنية، بما يتماشى مع الممارسات العالمية، مستندين في ذلك إلى المكانة المعنوية والموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية.
ومن جانبه، أكد الجضعي أن منتجات الحلال يُنظر إليها على أنها جودة منتج، وهناك اهتمام عالمي بهذا السوق، إذ تقدر سوق المنتجات الحلال بثلاثة تريليونات ريال في مجال الغذاء، وقال إنّ «هناك اختلافات في مواصفات الحلال، وتعدد شهادات، إذ يوجد أكثر من 400 شهادة؛ الأمر الذي تسبب في تشتت المستهلك وتأثر المصداقية، ولا بد من وجود إطار تنظيمي وتشريعي للحلال في المملكة، تمهيداً لتوحيده عالمياً»، وتابع: «نسعى من خلال المنظومة إلى إيجاد مواصفات وممارسات عالمية موثوقة، وتوحيد الجهود العالمية، وتعزيز المصداقية لشهادة الحلال».
ويعد قطاع حلال من أسرع القطاعات نمواً في العالم، حيث يقدر حجم سوق المنتجات الغذائية الحلال بـ1.3 تريليون دولار، ويبلغ نمو الإنفاق الإسلامي على الأغذية والمشروبات 6.1 في المائة، ومن المتوقع بلوغه 1.9 تريليون دولار بحلول عام 2023. كما بلغ الإنفاق الإسلامي على المستحضرات الدوائية الحلال 87 مليار دولار في عام 2017. ومن المتوقع أن يبلغ 131 مليار دولار بحلول 2023، فيما بلغ الإنفاق على مستحضرات التجميل 61 مليار دولار في عام 2017، ومن المتوقع أن يصل إلى 90 مليار دولار في عام 2023. وتماشياً مع ذلك، قرر مجلس الوزراء في المملكة الموافقة على إطلاق المنظومة الوطنية للتعامل مع المنتجات الحلال.
ويعد عمل المنظومة الوطنية للمنتجات الحلال أمراً محورياً للمسلمين في شتى بقاع العالم، إذ إن الدراسات والأرقام تشير إلى أن الاقتصاد الإسلامي حول العالم أمامه فرص استثمارية واقتصادية ضخمة جداً، كون عدد المسلمين يزيد على 24 في المائة من إجمالي سكان العالم، وحجم الاقتصاد الإسلامي يقدر بـ3 تريليونات دولار في عام 2023.
ومن مميزات المنظومة الجديدة توفير الثقة والمصداقية لدى المسلم عالمياً، والاستناد إلى مصدر الفتوى المعتمد في المملكة ومجمع الفقه الإسلامي كمصدر موحد للفتوى، وضمان الكفاءة في الاعتماد، وعدم إقصاء الدول غير الإسلامية، أو جهات تقويم المطابقة، وأيضاً الربط بين الجانب الفني والشرعي في جميع العمليات، وفتح المجال لعلاقة وثيقة في المنظومة مع منظمات الاعتماد الدولية، وتوفير آلية للإجماع الدولي حول متطلبات الاعتماد وشهادات حلال، بالإضافة إلى ضمان تمثيل مختلف الجهات المعنية.
جدير بالذكر أن مجلس الوزراء وافق على إطلاق المنظومة الوطنية للمنتجات الحلال، بحيث تتولى «الغذاء والدواء» إصدار المواصفات القياسية للمنتجات الحلال، وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، وتسجيل جميع الجهات المقبولة من «المواصفات والمقاييس»، فيما تتولى المواصفات والمقاييس قبول جميع الجهات المانحة لجهات الحلال والتفتيش العاملة في المنظومة الوطنية، كما يتولى المركز السعودي للاعتماد ضمان الكفاءة الفنية للجهات المانحة لشهادات الحلال، وجهات التفتيش الوطنية المتقدمة لها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.