موسكو تصعّد ضد الوجود الأميركي شرق الفرات

أعلنت إطلاق المرحلة الثانية من تسيير الدوريات المشتركة مع تركيا

جنود روس وأتراك خلال مشاركتهم في دورية مشتركة قرب عين العرب (كوباني) أمس (إ.ب.أ)
جنود روس وأتراك خلال مشاركتهم في دورية مشتركة قرب عين العرب (كوباني) أمس (إ.ب.أ)
TT

موسكو تصعّد ضد الوجود الأميركي شرق الفرات

جنود روس وأتراك خلال مشاركتهم في دورية مشتركة قرب عين العرب (كوباني) أمس (إ.ب.أ)
جنود روس وأتراك خلال مشاركتهم في دورية مشتركة قرب عين العرب (كوباني) أمس (إ.ب.أ)

تزامن إعلان وزارة الدفاع الروسية، أمس (الثلاثاء)، عن البدء بالمرحلة الثانية من تسيير الدوريات المشتركة مع تركيا في شمال سوريا وفقاً لاتفاق سوتشي، مع تصعيد اللهجة الروسية ضد التحركات الأميركية في منطقة شرق الفرات بعد الإعلان عن عزم واشنطن إقامة قاعدتين عسكريتين جديدتين هناك. وفي إشارة لافتة، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تشاؤم حيال إمكانية التوصل إلى تفاهمات مع واشنطن لتسوية هذا الملف.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو وأنقرة أطلقتا ظهر أمس مساراً جديداً للدوريات المشتركة على امتداد 160 كيلومتراً قرب بلدة عين العرب (كوباني) في شمال شرقي سوريا. وأفاد بيان عسكري بأن وحدات الشرطة العسكرية والقوات التركية وضعتا مساراً للدوريات على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال من كوباني، ويمر ببلدتي بندر خان وشيوخ فوقاني.
وتعد دورية أمس والتي سيكون مسارها منتظماً لقوات الطرفين، الثانية بعد أن سيّرت موسكو وأنقرة، مطلع الشهر الجاري، دورية مشتركة عند الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي عامودا والدرباسية.
وكان الطرفان توصلا خلال محادثات عقدها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، الشهر الماضي، إلى اتفاق ينص على تسيير دوريات مشتركة على طول الحدود السورية - التركية باستثناء القامشلي ومنطقة العمليات العسكرية التركية التي تمتد بين رأس العين وتل أبيض.
ونص الاتفاق على إخلاء الشريط الحدودي بعمق يصل إلى 30 كيلومتراً من المسلحين الأكراد وسحب الأسلحة الثقيلة والآليات منها. واللافت أنه خلافاً لتأكيدات تركية برزت خلال اليومين الماضيين حول {استمرار وجود أعداد من المقاتلين الأكراد في المنطقة}، أكدت موسكو انه تم تنفيذ الشق الأول من الاتفاق {كاملاً} قبل الموعد المحدد، وان المنطقة باتت خالية من الوجود المسلح للأكراد.
وكرر لافروف، أمس، الاعراب عن الارتياح لسير تنفيذ الاتفاق الروسي - التركي، وقال إن {بنود الاتفاق يجري تطبيقها بشكل جيد}.
في المقابل، واصلت موسكو التركيز على التحركات الأميركية في منطقة شرق الفرات، وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن بلاده تعتبر محاولات واشنطن التمركز في شمال شرقي سوريا بمنطقة حقول النفط {أمراً لا يمكن القبول به}.
وكانت موسكو شنّت حملة قوية على واشنطن بعد إعلان الأخيرة إعادة وحدات عسكرية إلى المنطقة بذريعة حماية النفط السوري ومنع سيطرة تنظيم {داعش} أو الروس عليه. واتهمت وزارة الدفاع الروسية الأميركيين بالقيام بعملية {سرقة} للنفط السوري بذرائع مختلفة. وصعّدت موسكو لهجتها أكثر أمس بعد إعلان واشنطن عزمها اقامة قاعدتين عسكريتين جديدتين في المنطقة، إذ شدد فيرشينين على أن {أي تصرفات من مثل محاولة الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري غير الشرعي (في سوريا) هي من وجهة نظرنا مخالفة للقانون الدولي ولا يمكن القبول بها}.
وكانت وكالة أنباء {الأناضول} التركية قد أفادت سابقاً بأن العسكريين الأميركيين يقومون ببناء قاعدتين جديدتين في محافظة دير الزور شرق سوريا. وأوضحت مصادر الوكالة أن القاعدة الأولى تجري إقامتها في بلدة الصور بريف المحافظة الشمالي، وتبنى القاعدة الثانية في مقر اللواء 113 الذي كان يتبع للجيش السوري بريف دير الزور الشمالي الغربي. وأشارت الوكالة إلى أن الجيش الأميركي أرسل، بعد إطلاق عملية {نبع السلام} التركية ضد {وحدات حماية الشعب} الكردية تعزيزات إلى دير الزور بلغ قوامها نحو 250 جندياً، بالإضافة إلى آليات ومصفحات وراجمات صواريخ.
ورداً على ذلك، شكك وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في إمكانية التوصل إلى اتفاقات مع الولايات المتحدة بخصوص الوضع في شمال شرقي سوريا. وقال خلال مؤتمر صحافي أمس: {ليس لدي شعور بأنه يمكن الاتفاق مع الولايات المتحدة على شيء ما اليوم}. وكان الوزير الروسي قد قال في وقت سابق إن بلاده {ستواصل الدفاع عن موقفها حيال هذه المسألة}، في إشارة إلى عزم موسكو تصعيد تحركاتها ضد تعزيز الوجود الأميركي في شرق سوريا من خلال مجلس الأمن والهيئات الدولية الأخرى.
تجدر الاشارة إلى أن موسكو أعلنت في وقت سابق أن قنوات الاتصالات السياسية مع الولايات المتحدة {لم تعد تعمل}، وأشارت إلى أن القناة الوحيدة التي ما زالت تمارس نشاطها من دون انقطاع هي القناة العسكرية التي يسعى الطرفان من خلالها إلى تجنّب وقوع احتكاكات أو صدامات غير مقصودة بين قوات البلدين في سوريا.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.