بروكسل تعترف باعتقال «داعشية» من رعاياها في تركيا

انتقادات للحكومة البلجيكية بشأن الرقابة على الحدود لاعتقال المتطرفين

TT

بروكسل تعترف باعتقال «داعشية» من رعاياها في تركيا

أكدت الخارجية البلجيكية أمس (الثلاثاء)، اعتقال السلطات التركية لمواطنتها فاطمة بن مزيان، التي انضمت قبل سنوات إلى تنظيم «داعش».
وكانت فاطمة بن مزيان (24 عاماً) من مدينة أنفرس شمال بلجيكا، معتقلة مع عائلات التنظيم في مخيم عين عيسى، لدى المسلحين الأكراد قبل الهجوم التركي على شمال سوريا.
ووجهت وسائل الإعلام انتقادات للسلطات البلجيكية في هذا الصدد. وقالت وكالة الأنباء البلجيكية إن السيدة نجحت في عبور الحدود التركية، رغم تطمينات الحكومة البلجيكية في وقت سابق، وقولها إنه لا داعي للقلق، لأن هناك رقابة جيدة على الحدود بين تركيا وسوريا، ومع ذلك نجحت السيدة عن طريق مساعدة من المهربين للأشخاص، من تجاوز الحدود إلى تركيا. وسبق أن أعلنت وسائل إعلام بلجيكية أن عدداً من البلجيكيات نجحن في الهرب من معسكرات أسر الدواعش شمال شرقي سوريا.
وحسب الإعلام المحلي في بروكسل، قال المتحدث باسم الخارجية البلجيكية كارل لاغاسي: «أخذنا علماً باعتقال الداعشية المذكورة ونتابع تطورات الملف عن كثب»، وفق كلامه. ولم يعطِ المتحدث مزيداً من التفاصيل فيما يخص ما تعدّه السلطات هنا «ملفات شخصية». وكانت بن مزيان قد فرت من المخيم بعد بدء العملية العسكرية التركية، واجتازت الحدود السورية - التركية بمساعدة مهربين. وقد سبق للسلطات البلجيكية أن حكمت غيابياً على فاطمة بن مزيان بالسجن لمدة 5 سنوات، عام 2015، بتهمة مشاركتها بأنشطة مجموعة إرهابية. ووفقاً لمصادر محلية، فإنه «سيتم سجنها بالطبع في حال عادت للبلاد». وكانت بلجيكا قد استعادت عدداً قليلاً جداً من أيتام التنظيم، ولكنها لا تزال مترددة، كما هي حال باقي دول الاتحاد الأوروبي، في استعادة من تبقى من المقاتلين الأوروبيين وأسرهم. وتثير قضية المقاتلين الأجانب جدلاً حاداً في الأوساط الأوروبية، في حين يواصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تهديده بإرسالهم إلى بلادهم.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.