أبوظبي تجمع الشركات العسكرية والأمنية في كيان واحد

«إيدج» ستعمل على تطوير التقنيات المتقدمة وتبلغ مبيعاتها الحالية نحو 5 مليارات دولار

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفيصل البناي خلال تدشين شركة «إيدج» أمس في أبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفيصل البناي خلال تدشين شركة «إيدج» أمس في أبوظبي (وام)
TT

أبوظبي تجمع الشركات العسكرية والأمنية في كيان واحد

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفيصل البناي خلال تدشين شركة «إيدج» أمس في أبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفيصل البناي خلال تدشين شركة «إيدج» أمس في أبوظبي (وام)

دشنت الإمارات أمس كياناً صناعياً عسكرياً وأمنياً تحت اسم «إيدج»، تهدف من خلاله إلى جعل البلاد لاعباً عالمياً بارزاً على صعيد التكنولوجيا المتقدمة، حيث تجمع تحت مظلتها أكثر من 25 مؤسسة، منها شركات تابعة لشركة الإمارات للصناعات العسكرية ومجموعة الإمارات المتقدمة للاستثمارات وتوازن القابضة، ومؤسسات مستقلة أخرى.
وبحسب المعلومات الصادرة في الحفل أمس الذي حضره الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تهدف «إيدج» إلى تطوير القدرات الكامنة في طيف واسع من الصناعات، بدءا من الابتكارات الريادية في قطاع الدفاع ذي الاستثمارات الضخمة، مع تخصيص الأولوية للأمن الوطني.
وأوضح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اهتمام بلاده بتبني أحدث الحلول وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الصناعي في إطار نهجها التنموي ورؤيتها المستقبلية الطموح؛ لتوظيفها في خدمة التنمية واستدامتها في مختلف جوانبها.
وأضاف أن «التكنولوجيا تشكل ركيزة أساسية من ركائز بناء قدرات الدولة وتحقيق تطلعاتها بما تقدمه من حلول وأدوات ووسائل تسهم في إنجاز الأهداف وتخطي التحديات وتوظيف الفرص المتاحة وترشيد الموارد بما يضمن تحقيق التنمية الوطنية المستدامة المرجوة لدولتنا».
وأشار إلى أن الإمارات تسعى بإرادة قوية وجهود حثيثة وخطى واثقة ومقومات متنوعة إلى ترسيخ مكانتها بوصفها أحد مراكز التكنولوجيا المتقدمة ومقرا لأهم المطورين والمختصين والباحثين بهذا المجال الحيوي الواعد.
من جهته، قال فيصل البناي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في إيدج: «ستستثمر (إيدج) بشكل موسع في مختلف مناحي البحث والتطوير، وستتعاون بشكل وثيق مع العاملين في الخطوط الأمامية على تصميم وتطبيق الحلول الناجعة التي تعالج التحديات العالمية الحقيقية».
وأضاف: «يكمن الحل في مواجهة تحديات الحرب الهجينة في الجمع بين الابتكارات الصادرة عن القطاع التجاري والقطاع العسكري. وبناءً على تأسيسها وفق رسالة جوهرية تقضي بتطوير القطاع العسكري العتيق الذي يعيقه الروتين الرسمي عموماً، فإن (إيدج) تسعى إلى جلب المنتجات إلى السوق بسرعة أكبر وبأسعار أقل».
وذكر في الحفل الذي خصص أمس في العاصمة أبوظبي أن اختيار البناي لقيادة «إيدج» بناءً على خبرته الواسعة في إدارة الشركات الناشئة وتاريخه في تسخير التقنيات الناشئة من أجل زيادة الفرص التجارية المتاحة في الدولة والخارج.
وبغرض الإسهام في تعزيز نمو التكنولوجيا المتقدمة والابتكار، ستقيم «إيدج» شراكات أوثق مع متعهدي قطاع الدفاع وصانعي المعدات الأصلية الرائدين على مستوى العالم وقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة والأوساط الأكاديمية على حد سواء.
كما ستسعى إلى تسريع وتيرة الابتكارات من خلال جذب صفوة خبراء القطاع وأصحاب الكفاءات من حول العالم، من أجل المساعدة في تطوير حزمة واسعة من المنتجات العصرية، بدءاً من وضع التصورات وانتهاءً ببناء القدرات في مجالات شتى، عن طريق قطاعاتها الأساسية الخمسة: المنصات والأنظمة، والصواريخ والأسلحة، والدفاع السيبراني، والحرب والاستخبارات الإلكترونية، ودعم المهام.
وبالعودة إلى البناي، فقد قال إن شركة «إيدج» تضم نحو 25 شركة يعمل بها 12 ألف موظف، مشيراً إلى أن مبيعات الشركة تفوق 5 مليارات دولار، موضحاً أن الشركة تعمل في خمسة قطاعات منها قطاع الأنظمة سواء البحرية أو المدرعات، أو الطائرات، وقطاع الأسلحة من ذخيرة الأسلحة إلى الصواريخ، وقطاع الأمن السيبراني والاستخبراتي، وقطاع الإمداد، وهي القطاعات التي تتوزع عليها الشركات المنضوية تحت لواء «إيدج».
وأضاف أن «البلاد لديها أهداف استراتيجية من إنشاء الشركة، وتصرف مبالغ للدفاع عن نفسها، ترغب من خلالها بإنشاء صناعات محلية متطورة تقنياً».
وقال البناي لـ«الشرق الأوسط» إن سياسة الإمارات في المرحلة المقبلة تسعى لأن تكون دولة مصدرة للمعرفة والتقنية، ويأتي ذلك في سياق التنوع الاقتصادي، وقيام مثل شركة «إيدج» يلعب دورا محوريا في هذا المجال، حيث «نسعى لتصدير هذه التقنية للدول التي ترغب في الدفاع عن نفسها من خلال القطاعات التي تم ذكرها، والتي نسعى لأن ننافس عليها دولياً».
وتعتزم «إيدج» تطبيق تقنيات متقدمة مثل القدرات ذاتية التحكم والأنظمة المادية السيبرانية وإنترنت الأشياء وأنظمة الدفع المتطورة، وعلم الروبوتات والمواد الذكية، مع التركيز على الذكاء الصناعي في مختلف منتجاتها وخدماتها.
من جهته، قال طارق الحوسني الرئيس التنفيذي لمجلس التوازن الاقتصادي المتخصص في الصناعات الدفاعية بدولة الإمارات: «نستثمر في إدارة المجهول الذي تجلبه التكنولوجيا عن طريق توجيه تركيزنا وقدراتنا نحو قطاع دفاعي وأمني مستدام. وسوف تساعدنا إيدج في تحويل إمكاناتنا المحلية، مع زيادة مشاركاتنا على صعيد صادرات الدفاع والأمن».



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».