ارتفاع نشاط القطاع غير النفطي السعودي بأعلى وتيرة في 4 سنوات

«ماركت» عزاه إلى توسع النمو في الإنتاج بأسرع معدل منذ 2017

القطاع الخاص يتفاعل مع معطيات تقوية الاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)
القطاع الخاص يتفاعل مع معطيات تقوية الاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع نشاط القطاع غير النفطي السعودي بأعلى وتيرة في 4 سنوات

القطاع الخاص يتفاعل مع معطيات تقوية الاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)
القطاع الخاص يتفاعل مع معطيات تقوية الاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)

كشف مسح دولي يغطي 40 اقتصادا حول العالم، ارتفاع نشاط القطاع غير النفطي السعودي بأعلى وتيرة منذ 4 سنوات، مرجعا ذلك لاستمرار نمو الإنتاج المتسارع ليسجل توسعا بأسرع معدل في 22 شهرا بفضل زيادة الطلب المحلي.
وأفصح مسح مؤشر مديري المشتريات «آي إتش إس ماركت» في السعودية أمس الثلاثاء، أن القطاع الخاص غير النفطي بالسعودية نما في أكتوبر (تشرين الأول) بأسرع معدل منذ أغسطس (آب) 2015، مع زيادة الأنشطة الجديدة بأعلى وتيرة لها في 4 أشهر.
وبالاستقراء الإحصائي، أوضح المسح أن الارتفاع يأتي في ضوء العوامل الموسمية إلى 57.8 في أكتوبر (تشرين الأول) من 57.3 في سبتمبر (أيلول)، فيما تشير القراءة فوق مستوى الخمسين إلى النمو.
وأوضحت النتائج أن الهجمات على منشأتي نفط سعوديتين في سبتمبر الماضي لم تؤثر على الاقتصاد الأوسع نطاقا، بل واصل نمو الإنتاج التسارع، ليسجل توسعا بأسرع معدل في 22 شهرا، مدعوما بزيادة الطلب، موضحا أن الطلب يعتبر المصدر الرئيسي للنمو من السوق المحلية.
وزاد النمو هذا العام بعد تباطؤ في 2018 بسبب زيادات في أسعار الوقود وتطبيق ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5 في المائة، وهنا يقول أمريتبال فيردي الخبير الاقتصادي للشركة المصدرة للمسح: «عند المستويات الحالية، مؤشر مديري المشتريات يشير إلى نمو في الناتج المحلي الإجمالي عند معدل سنوي بنحو 4 في المائة، مما سيكون تسارعا ملحوظا في النمو منذ بداية 2019».
وبحسب المسح، واصل التوظيف في القطاع الخاص غير النفطي بالسعودية النمو في أكتوبر، لكن بوتيرة أقل، وهنا يفيد فيردي بأن التوظيف تباطأ عن شهر سبتمبر الماضي مع تحفظ الشركات حيال استقدام موظفين إضافيين.
وتراجع متوسط الأسعار في أكتوبر بأسرع معدل انخفاض منذ أبريل (نيسان)، إذ أعلن المشاركون في المسح خفض الأسعار لجذب عملاء.
تأتي هذه المؤشرات في وقت كان وزير المالية محمد الجدعان أوضح الأسبوع الماضي أن النتائج والمؤشرات الاقتصادية الأولية لميزانية الدولة المقدرة حتى نهاية العام الجاري تعكس تقدماً ملحوظا بتحقيق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي معدلات نمو إيجابية بنحو 1.1 في المائة خلال النصف الأول من العام 2019، مدعومة بنمو القطاع غير النفطي، الذي نما بنحو 2.5 في المائة للفترة نفسها.
وأشار الجدعان إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى توقع تحقيق الناتج المحلي الإجمالي نموا نسبته 0.9 في المائة في العام الحالي 2019، مع توقع استمرار الارتفاع في معدلات نمو الناتج المحلي غير النفطي، متوقعا استمرار التحسن في الأداء لينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.3 في المائة في العام القادم 2020.
وشدد الجدعان في مؤتمر صحافي عقد قبل أيام، أن ميزانية العام المالي 2020 مستمرة بتنفيذ البرامج والمبادرات لتمكين دور القطاع الخاص ليكون المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، والمساهم الأكبر في خلق فرص عمل للمواطنين، موضحا أن عدد مبادرات تحفيز القطاع الخاص المقدمة حاليا بلغ 22 مبادرة تهدف لتقديم الدعم النقدي والالتزامات والضمانات المالية للتمويل عبر الجهات الحكومية المنفذة.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».