إردوغان: واشنطن لا تزال تنفذ دوريات مع الأكراد في سوريا

تسيير دورية روسية - تركية مشتركة ثانية شرق الفرات

دورية روسية - تركية مشتركة تدخل شمال شرقي سوريا للمرة الثانية (أ.ب)
دورية روسية - تركية مشتركة تدخل شمال شرقي سوريا للمرة الثانية (أ.ب)
TT

إردوغان: واشنطن لا تزال تنفذ دوريات مع الأكراد في سوريا

دورية روسية - تركية مشتركة تدخل شمال شرقي سوريا للمرة الثانية (أ.ب)
دورية روسية - تركية مشتركة تدخل شمال شرقي سوريا للمرة الثانية (أ.ب)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده ستلتزم باتفاقياتها مع أميركا وروسيا بشأن سوريا طالما التزم البلدان بوعودهما.
وأضاف إردوغان، أن وحدات حماية الشعب الكردية لم تغادر تل رفعت ومنبج في سوريا رغم الاتفاقات مع واشنطن وموسكو، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
وأشار الرئيس التركي أمام نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تنفذ دوريات مشتركة مع وحدات حماية الشعب الكردية داخل سوريا، مضيفا «سنواصل عملياتنا في سوريا لحين إنشاء منطقة آمنة هناك».
وتابع إردوغان قائلا: «تركيا ستبقى في الأراضي العراقية والسورية حتى تحريرها من (التنظيمات الإرهابية) وعلى الجميع أن يعي ذلك جيدا».
وأبرمت تركيا، اتفاقين منفصلين مع الولايات المتحدة وروسيا، بشأن انسحاب وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية، من «المنطقة الآمنة» التي تعتزم إقامتها في شمال شرقي سوريا. وفي حين قالت واشنطن وموسكو إن المقاتلين غادروا، أكد إردوغان أن هذا لم يحدث.
وفي سياق متصل، انطلقت اليوم، الدورية البرية المشتركة الثانية بين القوات التركية والروسية شرق الفرات بسوريا، في إطار جهود تأسيس «المنطقة الآمنة»، بحسب وكالة الأناضول التركية.
ويأتي تسيير الدوريات المشتركة بموجب الاتفاق التركي الروسي المبرم الشهر الماضي.
وفي مطلع الشهر الجاري تم تسيير الدورية البرية المشتركة الأولى بين القوات التركية والروسية شرق الفرات.
وشنت تركيا، الشهر الماضي، هجوما في شمال شرقي سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب قوات بلاده من المنطقة، حيث أثارت تلك الخطوة قلقا واسع النطاق بشأن مصير أسرى تنظيم داعش الإرهابي هناك.
ووحدات حماية الشعب هي المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية الحليف الأساسي للولايات المتحدة في هزيمة تنظيم داعش في المنطقة.
وقالت الولايات المتحدة وحلفاء تركيا الغربيون إن الهجوم التركي قد يعطل قتال التنظيم الإرهابي، ويساعد على انبعاثه من جديد.
لكن تركيا، التي تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية على صلة بمتمردين أكراد على أراضيها، رفضت هذه المخاوف وتعهدت بقتال «داعش» مع حلفائها، ودعت الدول الأوروبية لاستعادة رعاياها الذين قاتلوا في صفوف التنظيم الإرهابي.
وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها قتلت أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش في شمال غربي سوريا.
وأشاد زعماء العالم بقتل البغدادي بما في ذلك تركيا، لكن تنظيم داعش توعد بالانتقام من الولايات المتحدة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.