رحيل ميشال إده بعد تاريخ سياسي طويل

رحيل ميشال إده بعد تاريخ سياسي طويل
TT

رحيل ميشال إده بعد تاريخ سياسي طويل

رحيل ميشال إده بعد تاريخ سياسي طويل

فقد لبنان، الوزير السابق ميشال إده، الذي كانت له بصمة في العمل السياسي اللبناني، عن عمر ناهز الـ91 عاماً بعد صراع مع المرض.
ولد إده في بيروت في عام 1928. وتخرّج من كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف في عام 1948، ومارس بعدها مهنة المحاماة متخصصاً في العمل بالمواضيع التجارية كالشركات والضمان والعقود التجارية.
يتحدّر ميشال إده من عائلة سياسية. وعرف بانفتاحه وصداقاته الواسعة ومناصرته للقضية الفلسطينية، وله فيها كتابات عدة. تميّز بأخلاقه وعطاءاته وأعماله الإنسانية.
شغل حقائب وزارية من عام 1966 حتى 1998 في حكومات عدة، وتولى منصب وزير للأنباء، ووزير للبرق والبريد والهاتف في الفترة ما بين عامي 1966 و1968، في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهد الرئيس شارل حلو، ووزير للإعلام بين عامي 1980 و1982 في حكومة الرئيس شفيق الوزان في عهد الرئيس إلياس سركيس، ووزير دولة لشؤون الثقافة والتعليم العالي بين عامي 1992 و1995، ووزير للثقافة والتعليم العالي بين عامي 1995 و1996، ووزير دولة من عام 1996 حتى عام 1998 أيضاً، وذلك في حكومات ترأسها الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي.
وطرح اسمه لرئاسة الجمهورية أكثر من مرة كمرشح توافقي، آخرها سنة 2007؛ حيث كان اسمه ضمن الأسماء التي طلب من البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير تحديدها.
وفي عام 2003، ترأس إده الرابطة المارونية بالتكليف المباشر، من البطريرك الراحل نصر الله صفير، وذلك منذ عام 2003 حتى عام 2007. وتولى رئاسة الشركة العامة للطبع والنشر، التي تصدرها صحيفة «لوريون لوجور»، منذ عام 1990 حتى وفاته.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.