دي روسي يسير في الاتجاه العكسي وينهي مسيرته مع بوكا جونيورز

أبرز اللاعبين الأرجنتينيين يرغبون في اللعب بالخارج وهم في أوج تألقهم

روسي (يمين) في مواجهة بين بوكا جونيورز وريفر بليت  -  روسي قضى مسيرته الكروية بالكامل مع روما الإيطالي
روسي (يمين) في مواجهة بين بوكا جونيورز وريفر بليت - روسي قضى مسيرته الكروية بالكامل مع روما الإيطالي
TT

دي روسي يسير في الاتجاه العكسي وينهي مسيرته مع بوكا جونيورز

روسي (يمين) في مواجهة بين بوكا جونيورز وريفر بليت  -  روسي قضى مسيرته الكروية بالكامل مع روما الإيطالي
روسي (يمين) في مواجهة بين بوكا جونيورز وريفر بليت - روسي قضى مسيرته الكروية بالكامل مع روما الإيطالي

انتقل النجم الإيطالي دانييلي دي روسي إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس لتحقيق حلمه باللعب في بلاد التانغو. وكان دي روسي قد بلغ السادسة والثلاثين من عمره وحقق نجاحات كبيرة في مسيرته الكروية، وكان من الممكن أن يعتزل بعد هذه المسيرة الحافلة، كما كان يمكنه أن يلعب في الشرق الأوسط أو الصين للحصول على مقابل مادي كبير قبيل اعتزاله. وعلاوة على ذلك، كان يمكنه أن يتجه إلى عالم التدريب أو التحليل التلفزيوني للمباريات، لكنه بدلا من ذلك قرر الانتقال إلى بوكا جونيورز الأرجنتيني بعدما قضى مسيرته الكروية بالكامل مع نادي روما الإيطالي.
لكن الأمور لم تسر وفق الخطة الموضوعة؛ حيث تعرض اللاعب المخضرم للإصابة في أوتار الركبة، وبالتالي لم يلعب سوى 334 دقيقة منذ وصوله إلى الأرجنتين في يوليو (تموز) الماضي. وكان دي روسي يجلس على مقاعد البدلاء في مباراة فريقه أمام ريفر بليت في الدور نصف النهائي لكأس كوبا ليبرتادوريس يوم الثلاثاء الماضي، لكنه لم يشارك في المباراة التي فاز فيها بوكا جونيورز بهدف دون رد، ليودع البطولة بعد الخسارة بهدفين مقابل هدف وحيد في مجموع مباراتي الذهاب والعودة. ورغم أن دي روسي لم يكن له تأثير كبير داخل الملعب، لكنه يمتلك الخبرات الكبيرة التي تمكنه من مساعدة زملائه على التحلي بالهدوء في المواقف الصعبة.
ومن الواضح أن دي روسي لم يكن يبحث عن مجد شخصي أو عن جمع الكثير من الأموال عندما فكر في القيام بهذه الرحلة. وعندما وصل اللاعب الإيطالي إلى بوينس آيرس بعد رحلة استغرقت 13 ساعة، توجه مباشرة إلى ملعب التدريب بنادي بوكا جونيورز وتدرب مع بقية لاعبي الفريق بعد ظهر ذلك اليوم. وفي اليوم التالي، توجه دي روسي إلى النادي في الساعة السادسة صباحا قبل أي شخص آخر، ورتب 100 قميص لبوكا جونيورز حتى يتمكن من توزيعها على أصدقائه وأفراد عائلته.
لكن الأسباب التي تجعل دي روسي يعشق نادي بوكا جونيورز بهذا الشكل ليست واضحة حتى الآن. صحيح أن هذا النادي له صلات تاريخية بإيطاليا، لكن رغبة دي روسي في اللعب لهذا النادي تبدو مرتبطة أكثر بحبه واحترامه لأيقونة بوكا جونيورز العظيم على مدار الثلاثين عاما الماضية، خوان رومان ريكيلمي. وتجب الإشارة إلى أن دي روسي موجود هو ومجموعة من الأصدقاء في مجموعة على «واتس آب» لا تتحدث في أي شيء سوى عن لاعبي خط الوسط الأرجنتيني، كما أن الصورة الرمزية لهذه المجموعة هي صورة ريكيلمي.
لكن خطر وصول لاعب رفيع المستوى، مثل دي روسي، إلى ناد كهذا يتمثل في أنه قد يسيطر على غرفة خلع الملابس أو قد يحتقر زملاءه في الفريق، لكن الجميع في بوكا جونيورز قد تفاجأوا بالتواضع الجم للنجم الإيطالي وبالتزامه الشديد في التدريبات. وعلاوة على ذلك، يعرف دي روسي اللغة الإسبانية بعض الشيء، لكن عند الحديث في الأمور الخططية والفنية فإنه يعتمد على ترجمة كل من كارلوس تيفيز، وماورو زاراتي، وليزاندرو لوبيز.
ربما يعود السبب وراء ذلك إلى أنه لم يلعب كثيرا مع الفريق، لكن الجانب الأكثر لفتا للأنظار في الفترة التي قضاها دي روسي في الأرجنتين حتى الآن تتمثل في قلة ظهوره في وسائل الإعلام؛ حيث لم يظهر سوى مرة وحيدة في مقابلة تلفزيونية، وكان ذلك من ملعب التدريب وليس مقابلة تلفزيونية طويلة أو في استوديو بالشكل المعروف، ويبدو أنه نادراً ما يغادر الفندق الذي يقيم به في منطقة بويرتو ماديرو البحرية؛ حيث يعيش بمفرده بعدما قررت زوجته وأطفاله البقاء في روما. كما أن التعليق الوحيد الذي يمكن لأي شخص أن يتذكره بشأن بوينس آيرس هو السؤال الذي طرحه دي روسي عن سبب وجود الكثير من الاحتجاجات في الشوارع.
ويجب التأكيد على أن دي روسي لاعب غير عادي، فهو واحد من أربعة لاعبين أوروبيين يلعبون في الدوري الأرجنتيني الممتاز، لكن اللاعبين الثلاثة الآخرين – خوسيه ماوري (إيطاليا)، ونوربرتو برياسكو (أرمينيا)، وديلان جيسي (سويسرا) – قد ولدوا لآباء أرجنتينيين، كما أن ماوري وبرياسكو قد ولدا في الأرجنتين. ويعد دي روسي أول لاعب أوروبي بهذه المسيرة الحافلة ينتقل لناد أرجنتيني منذ انتقال اللاعب المجري فيرينك ساس لبوكا جونيورز عام 1938، مع العلم بأن دي روسي قد لعب 117 مباراة دولية مع المنتخب الإيطالي، كما كان من الركائز الأساسية للمنتخب الإيطالي على مدى سنوات طويلة.
لكن اللاعب الوحيد الذي كان يتمتع بمكانة مماثلة وانتقل إلى الأرجنتين – لكنه لم يكن يلعب بشكل أساسي في آخر موسم أو موسمين مع ناديه السابق – هو المهاجم السابق لمنتخب فرنسا ديفيد تريزيغيه، الذي لعب مع ريفر بليت ونيويلز أولد بويز بين عامي 2012 و2014، لكن والده ووالدته من الأرجنتين ونشأ في بوينس آيريس.
وفي الأرجنتين، يتحدث الجميع عن رحيل المواهب الشابة للعب في الخارج، إذ إن أي لاعب شاب يمتلك قدرات ومهارات جيدة يفكر في الرحيل إلى أوروبا. صحيح أن بعضا من هؤلاء اللاعبين يعودون للأرجنتين مرة أخرى وهم في الثلاثينيات من العمر، لكن أي لاعب في العشرينات من عمره وما زال يلعب في الأرجنتين فهو إما لاعب ليس جيدا بما يكفي للاحتراف في الخارج، أو لديه سبب معين يمنعه من السفر. وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 1800 لاعب أرجنتيني يلعبون في الخارج.
وكانت مباراة الـ«سوبر كلاسيكو» بين بوكا جونيورز وريفر بليت، يوم الثلاثاء الماضي مباراة سيئة وفقيرة من الناحية الفنية، ولم تكن هناك هجمات خطيرة ومنظمة، بعيدا عن الكرات الثابتة والركلات الركنية. وكان اللاعب الوحيد الذي يمتلك قدرات فنية كبيرة تمكنه من إمتاع المشاهدين هو اللاعب الكولومبي خوان فرناندو كوينتيرو، الذي كان يجلس على مقاعد بدلاء نادي ريفر بليت، لكنه لم يشارك في المباراة.
وعلى الرغم من تدني المستوى – والحالة المتداعية لمعظم الملاعب والتهديد المستمر بالعنف – لا تزال الأرجنتين تحتل المركز الحادي عشر فيما يتعلق بأعلى متوسط للحضور الجماهيري في الدوريات بالعالم. كما تمتاز الأرجنتين بأن الجمهور يعشق أنديته بشكل استثنائي، فضلا عن الإحساس بالعمل الجماعي والهوية المشتركة التي لا تزال موجودة في المدرجات.
وقد عانت كرة القدم الأرجنتينية من الفساد والجريمة والعنف على مدى عقود طويلة، وهو الأمر الذي أدى إلى تدني الدوري الأرجنتيني إلى هذا المستوى بعد أن كان في وقت من الأوقات يعد الدوري الأفضل في عالم كرة القدم. ورغم كل ذلك، فضل النجم الإيطالي دانييلي دي روسي أن يسعى لخوض هذه التجربة بدلا من البحث عن المال في نهاية مسيرته الكروية، وهو ما يثبت أنه لاعب من طراز فريد.


مقالات ذات صلة

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية أتالانتا هزم كالياري وابتعد بصدارة «السيريا إيه» (أ.ب)

الدوري الإيطالي: أتالانتا يبتعد بالصدارة

حقق أتالانتا رقماً قياسياً جديداً للنادي بفوزه العاشر على التوالي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بتغلبه 1-صفر على كالياري، السبت.

«الشرق الأوسط» (كالياري)
رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني (رويترز)

مبابي يفوز بجائزة أفضل لاعب فرنسي

فاز كيليان مبابي، مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني، بجائزة أفضل لاعب كرة قدم فرنسي للموسم الماضي 2023-2024 المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية أحمد مجدي القائم بأعمال المدير الفني لفريق الزمالك قبل مواجهة المصري (نادي الزمالك)

مدرب الزمالك: مواجهة المصري صعبة

اعترف أحمد مجدي، القائم بأعمال المدير الفني لفريق الزمالك، بصعوبة مواجهة المصري البورسعيدي، الأحد.

«الشرق الأوسط» (الإسكندرية)
رياضة عربية الجيش الملكي تعادل في الكونغو وتصدر مجموعته (نادي الجيش الملكي)

«أبطال أفريقيا»: الجيش الملكي في الصدارة بتعادل مع مانياما

فرض فريق الجيش الملكي المغربي التعادل الإيجابي بنتيجة 1/1 على مضيفه مانياما يونيون من الكونغو الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».