ناشد البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي، المسؤولين بألا يخيّبوا آمال الشعب اللبناني كي لا يعودوا مرة جديدة إلى الشوارع والساحات، منتقداً تدخّل السياسة في القضاء والحد من ممارسة صلاحياته. وقال الراعي في عظة الأحد: «السلطة هي لخدمة الناس، لا لاستغلالهم، والتسلط عليهم، وإهمال حقوقهم. وهذا المفهوم يفرض على الرؤساء والمسؤولين الكثير من التجرد والتواضع والتحرر من الأنانية التي هي أصل الفساد الذي تعاني منه مؤسسات الدولة وإداراتها، والذي يحميه أصحاب النفوذ ممن هم في السلطة، إذ يغطون فساد جماعتهم. يعلنون وجوب مكافحة الفساد، وعندما يحاول القضاة القيام بهذا الواجب، يتدخلون في عملهم عن غير وجه حق، ويأمرون بالحد من ممارسة صلاحياتهم، وهم بذلك يخالفون أصول المحاكمات بالإفراط في استعمال سلطتهم. إنهم بذلك يقوضون القاعدة الجوهرية لقيام الدول... العدل أساس الملك».
وأضاف: «الشباب اللبناني الذي قام بالحراك الحضاري، الرافض للفساد لدى الجماعة السياسية، والمطالب بحكومة جديدة توحي الثقة، وتحقق الإصلاحات اللازمة في الهيكليات والقطاعات، والنهوض الاقتصادي والمالي، والعدالة الاجتماعية، وتضمن مستقبله في وطنه، لا يقبل بأنصاف الحلول، ولا يصدق بعد الآن الوعود. وقد قال بالفم الملآن المعتصمون في جميع المناطق اللبنانية بشبابهم وكبارهم، إن لا ثقة لهم بالسياسيين». وأضاف الراعي: «الشعب يطالب بحكومة حيادية مصغرة من شخصيات لبنانية معروفة بقيمها الأخلاقية وإنجازاتها الكبيرة، وبتحررها من الروح المذهبية والطائفية والانتماء الحزبي والسياسي. فتباشر للحال في تنفيذ الورقة الإصلاحية».
وتوجه إلى المسؤولين قائلاً: «فيا أيها المسؤولون والسياسيون لا تخيبوا مرة أخرى آمال شعبنا، ولا ترغموهم على العودة من جديد إلى الشوارع والساحات، من بعد أن حييتم حراكهم ورأيتم فيه دفعاً أساسياً باتجاه وضع الورقة الإصلاحية». ودعا الشباب والكبار الذين اعتصموا كمواطنين موحدين تحت راية الوطن، متجاوزين كل انتماء طائفي ومذهبي وحزبي، إلى ألا يخسروا هذا المكسب الكبير». وحثّهم على رفض «كل اصطفاف ينال من وحدتكم، وتصرفوا بحكمة وفطنة تجاه كل من يستدرجكم للعودة إلى الانقسامات الفئوية. فمطالبكم والقضية اللبنانية توحدكم، ولبنان يعلو فوق كل اعتبار، لأنه بدولته القادرة يؤمن الخير للجميع، والخير الفائض. كلهم يخشون نهاية مصالحهم، أما أنتم فتخشون القضاء على بلدكم ووطنكم».
وأمل الراعي في أن ينجح المسؤولون «في إيجاد السبيل الأفضل إلى تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع ما يمكن... حكومة حيادية توحي بالثقة لشعبنا، وقادرة على القيام بالإصلاح المنشود، والنهوض الاقتصادي والمالي، لخير جميع اللبنانيين».
الراعي يدعو المسؤولين بألا يخيبوا آمال الشعب
الراعي يدعو المسؤولين بألا يخيبوا آمال الشعب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة