فاطنة الحمريط لـ «الشرق الأوسط»: نستهدف منافسة «فيسبوك» في المنطقة العربية والإسلامية

قالت الشابة المغربية - الإيطالية فاطنة الحمريط، التي أسست موقع التواصل الاجتماعي «ذا شكرا»، إن الموقع يهدف إلى تصحيح الصلة المغلوطة عن الدول العربية والإسلامية لدى الغرب، مؤكدة أنه يتيح للعرب والمسلمين إبراز الوجه المشرق للثقافة والحضارة العربية الإسلامية للعالم. وأضافت الحمريط، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أنها تطمح إلى منافسة موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) في المستقبل، وتستهدف الوصول إلى المركز الأول في تصنيف المواقع الاجتماعية بالدول العربية والإسلامية، مشددة على أن الموقع سيكون منصة للتلاقح والتواصل بعيداً عن الصراع.
وفيما يلي نص الحوار:
> بداية، حدثينا عن فكرة تطبيق «ذا شكرا»، وما يميزها عن باقي المواقع الاجتماعية الأخرى؟
- هو موقع اجتماعي يشبه «فيسبوك» و«إنستغرام»، ومواقع التواصل الاجتماعي، الفكرة جاءت من خلال بحثي عن تقديم شيء مغاير؛ فنحن في السنوات الأخيرة نعيش مع المواقع الاجتماعية حتى أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية وفرداً من الأسرة، وتساءلت: لماذا لا نبتكر تطبيقاً للتعريف بالثقافة المغربية الأمازيغية والعربية والإسلامية بصفة عامة.
كشباب مسلمين مقيمين بأوروبا واجهنا في السنوات الأخيرة مجموعة من المشاكل على مستوى صورة المسلمين والشباب العرب السلبية، وكان الإعلام والحكومات والأحزاب السياسية تستثمر هذه المسألة، وتحاول إظهار الجانب السلبي فقط، وجاءت فكرة «ذا شكرا» لتكسير الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين، وإظهار الأمور الإيجابية في الثقافة العربية والإسلامية والأندلسية والأمازيغية.
> لماذا اخترتم هذا الاسم الذي يجمع بين الإنجليزية والعربية؟
- اسم «ذا شكرا» أردنا من خلاله أن يكون الموقع صلة وصل بين العالم الشرقي والغربي، لأننا كمهاجرين نبقى شرقيين في الداخل، وغربيين لأننا عشنا في أوروبا وترعرعنا فيها، وبالتالي نحمل هذين العالمين في ذواتنا، ولا يمكن أن نفرق بينهما.
«ذا» تمنح قيمة أكبر لكلمة شكراً التي تبقى كلمة إيجابية وجعلناها بدلاً من «لايك» التي تمثل تقييماً للإنسان، إذ يبقى من وجهة نظرنا غير مقبول أن نقيم الشخص من هذه الإعجابات، وكلمة «شكراً» نقولها للآخر مقابل ما يقدمه لنا من أشياء جميلة وإيجابية.
> كيف سيلعب الموقع حلقة وصل بين العالمين الشرقي والغربي؟
- «ذا شكرا» موقع مفتوح في وجه الجميع، وليس للعرب والمسلمين فقط، ولكن من بين الأهداف التي جاء من أجلها أن يعرف العرب بأنفسهم وثقافتهم الغنية. ونحن في إيطاليا مثلاً، هناك عدد من الإيطاليين يسألوننا عن الأماكن التي تنشر صورها في الموقع، وهذا يمكن أن يشكل دعماً للسياحة سواء في المغرب أو باقي الدول العربية والإسلامية.
> ما الخدمات التي يتيحها الموقع لرواده؟
- يوفر الموقع أساساً لزواره نشر الصور ومقاطع الفيديو ومشاركتها في المواقع الاجتماعية الأخرى مثل «فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب»، ونشتغل الآن على مسألة المحادثات، كإضافة جديدة، وتتطلب وقتاً طويلاً وأموراً أخرى.
> ما عدد الأشخاص الذين حَمّلوا التطبيق حتى الآن؟
- اقتربنا من مليون حساب في الوطن العربي وأوروبا.
> من يدعمكم في مشروعكم؟
- فريقنا هو مجموعة من الأصدقاء من المغرب وإيطاليا، والفكرة بدأت في 2015، وجربنا عدة وسائل حتى اهتدينا إلى ضرورة جعله تطبيقاً حتى نكون عمليين أكثر، لأن العالم اليوم كله يتكلم لغة الويب. ولحد الآن الدعم ذاتي، وعندنا بعض الدعم من القطاع الخاص في أوروبا، ولا نحظى بأي دعم مغربي أو عربي لفكرتنا، وأتمنى أن يكون الدعم المغربي والعربي أكبر ليكون المشروع مغربياً عربياً بكامله.
> ما أهدافكم وطموحاتكم في المستقل، وهل تحلمون بمنافسة «فيسبوك» مثلاً؟
- نستهدف في المستقبل أن نصبح الموقع الاجتماعي الأول في المغرب والدول العربية، ونطمح في أن نتجاوز «فيسبوك»، لمَ لا؟ صحيح أن هذا الأخير يتجاوزنا بالإمكانيات المادية التي يملك، ولكن إذا وثق الناس بنا وبفكرتنا يمكن أن نخلق المفاجأة.
«فيسبوك» نجح بالأموال، ونحن لدينا فكرة جميلة وإذا توفر الدعم يمكن أن ننافس عملياً ويصبح لنا موقع مغربي عالمي.
> هل تلمسون تطوراً على مستوى الحضور في الدول العربية؟
- نحتل المركز السادس في المغرب، وليس من السهل أن نصل لهذا، واقتربنا من المواقع العشرة الأولى في الجزائر ومصر، ونتمنى أن نصبح ضمن المواقع العشرة الأولى في كل الدول العربية، ولمَ لا نصل إلى المرتبة الأولى؟!
ونريد أن يكون هذا الموقع عربيّاً - إسلامياً - أمازيغياً، ويعرف الناس بأنفسهم ويعرف من خلاله المغربي اليمن وعمان والعراق، فنحن شعوب لها ثقافات عريقة؛ لماذا لا نستثمرها في التقارب والتلاقح بيننا.
> كيف ستتعاملون مع المعطيات الشخصية لمستخدمي التطبيق؟
- نحن ضد فكرة بيع المعطيات الشخصية ومعلومات رواد الموقع، لأننا كنا بدورنا من ضحايا «فيسبوك»، ولدينا مبادئ وأخلاقيات أساسية، ونتعامل مع الناس كبشر وليس كأرقام، ومن يلج «ذا شكرا» ليس رقماً إضافياً من أرقام «غوغل» أو «آب ستور»، نتحمل كامل المسؤولية، والناس في أمان، ولا نطلب معلومات شخصية كثيرة، باستثناء البريد الإلكتروني والاسم، وحتى إذا كانت في المستقبل، فنحن نتعهد بأنها ستبقى سرية ومحفوظة، ولن نمنح أحداً الحق في الوصول إليها.
> هل تتوقعون نجاح التطبيق في الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب؟
- محاربة الإسلاموفوبيا كانت فكرة أساسية منذ البداية، ونحن كشباب عرب ومسلمين عشنا في أوروبا وواجهنا ضغوطاً كبيرة في المدارس والجامعات وأماكن العمل، ومع الأصدقاء دائماً نسمع أخباراً سيئة عن المسلمين ونتأثر بها، كشباب مغاربة وعرب، ونبين من خلال «ذا شكرا» كيف يعيش العرب. نريد أن نقطع مع الصورة النمطية عن المغرب المتمثلة في طبق الكسكس والجمال وزيت الأركان، يجب أن نبين مؤهلاتنا في التكنولوجيا والثقافة والفكر من خلال التطبيق، ونعرّف الآخر على الكتاب والفنانين والمبدعين المغاربة والعرب الذين لا يعرفهم الغرب، في مقابل أننا نعرف عنهم الكثير.