«القاهرة السينمائي» يكرم منة شلبي بجائزة فاتن حمامة للتميز

مدير المهرجان: من القلائل اللاتي تمسكن بالشاشة الذهبية

«القاهرة السينمائي» يكرم منة شلبي بجائزة فاتن حمامة للتميز
TT

«القاهرة السينمائي» يكرم منة شلبي بجائزة فاتن حمامة للتميز

«القاهرة السينمائي» يكرم منة شلبي بجائزة فاتن حمامة للتميز

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن منح الفنانة منة شلبي، جائزة فاتن حمامة للتميز، في افتتاح الدورة 41، التي تقام خلال الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وذلك تقديراً لمسيرتها الفنية الحافلة بأعمال سينمائية بارزة.
وقال محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «عدداً قليلاً من الممثلين فقط يستحق التكريم بجائزة تحمل اسم سيدة الشاشة، ولذلك هذا العام يسعد مهرجان القاهرة السينمائي أن يمنح جائزة فاتن حمامة للتميز للفنانة منة شلبي، التي تتميز بانتقاء أدوارها، والجرأة في طرق الأبواب غير المعتادة، لتصبح في وقت قياسي واحدة من أهم ممثلات جيلها».
وأكد حفظي، أن منة شلبي، «قد ينافسها في النجومية عدد من بنات جيلها، ولكنها في حب السينما اختارت أن تكون الأكثر إخلاصاً وتمسكاً، وبالتالي كانت السينما أيضاً أكثر تمسكاً بها، فاستحقت أن تكون المكرمة بجائزة التميز في افتتاح الدورة 41».
من جانبها، قالت الفنانة منة شلبي: «خلال السنوات الأخيرة تلقيت الكثير من التكريمات داخل وخارج مصر، ورغم أنني أعتز بها جميعاً واعتبرها دفعة كبيرة لمواصلة مسيرتي الفنية، فإن تكريمي من مهرجان بلدي، سيبقى في مكانة خاصة، لا ينازعه أحد عليها».
وأعربت شلبي عن اعتزازها بمهرجان القاهرة قائلة: «عندما كنت ممثلة جديدة تمنيت أن أحصل على دعوة لحضور افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي يكتب عليها اسمي، ربما يكشف ذلك عن حجم سعادتي وفخري بتلقي دعوة من المهرجان نفسه بعد 20 سنة سينما، يكتب عليها المكرمة منة شلبي، ويزيد من سعادة قلبي والإحساس بالفخر أن هذه الجائزة الكبيرة، تحمل اسم الفنانة الاستثنائية فاتن حمامة التي أتشرف أنني أنتمي لمهنتها نفسها».
منة شلبي، ممثلة مصرية، استطاعت أن تجمع بين بطولة الأفلام التي تنافس على صدارة شباك التذاكر، وتقديم أعمال مغايرة تحظى باهتمام نقدي، وتحقق الجوائز في المهرجانات. وبدأت شلبي مسيرتها الفنية عام 2001 بالمشاركة في مسلسل «حديث الصباح والمساء» المأخوذ عن قصة أديب نوبل نجيب محفوظ، وفي العام نفسه كتبت شهادة ميلادها السينمائية بالمشاركة في فيلم «الساحر» للمخرج الراحل رضوان الكاشف، ومنذ هذه اللحظة حرصت على تقديم أعمال ذات قيمة.
وفي عام 2007، اختارها المخرج المصري العالمي يوسف شاهين لبطولة آخر أفلامه «هي فوضى»، الذي نافس في مهرجان فينيسيا، كما شاركت في فيلم «ميكروفون» عام 2010 للمخرج أحمد عبد الله السيد، وكان من أوائل الأفلام العربية التي تسلط الضوء على عالم الموسيقى المستقلة، وقد شارك الفيلم في أكثر من 50 مهرجانا دوليا من بينها تورونتو، كما احتل المركز 95 في قائمة أهم 100 فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي.
وفي عام 2012 تعاونت منة شلبي مع المخرج المصري الكبير يسري نصر الله في فيلم «بعد الموقعة»، الذي أعاد السينما المصرية إلى مسابقة مهرجان كان السينمائي بعد 15 عاماً من الغياب، قبل أن تكرر التعاون معه عام 2016 في فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان لوكارنو.
وشهد عام 2016 تحقيق منة شلبي رقماً قياسياً بحصولها على جائزة أفضل ممثلة 10 مرات عن دورها في فيلم «نوارة»، تضاف إلى عشرات الجوائز التي حصدها الفيلم في المهرجانات المحلية والدولية.
وتمتلك منة شلبي مسيرة حافلة بالجوائز في المهرجانات الدولية والمحلية، فبالإضافة إلى جوائزها عن فيلم «نوارة»، فازت بعشرات الجوائز عن أدوارها في أفلام «الساحر» و«عن العشق والهوى» و«بنات وسط البلد» و«هي فوضى»، كما منحها الجمهور لقب أفضل ممثلة في عدة استفتاءات أجرتها صحف وإذاعات مصرية وعربية.
مشاركة منة شلبي في المهرجانات لا تتوقف عند المنافسة بالأفلام وحصد الجوائز، ولكنها امتدت للمشاركة في عضوية لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي، والمسابقة الرسمية بأيام قرطاج السينمائية، وكذلك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة في مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».