واجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (السبت)، هتافات مناهضة له من الجمهور خلال حضوره مباراة لفنون القتال المختلطة في نيويورك، بعد ستة أيام على موقف مماثل في ملعب في إحدى مباريات دوري البيسبول في واشنطن.
وجلس ترمب على مقربة من حلبة النزال حيث وجّه اللاعبون ركلات ولكمات قاسية على أوجه وأجساد خصومهم، ليسيل الدم في مشهد روتيني في قاعة «ماديسون سكوير غاردن».
وشوهد ترمب يصفق، كما وقف مرة واحدة ليحظى برؤية أفضل فيما كان 20 ألف مشجع يصيحون في حماس في أجواء ملتهبة.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن دخول ترمب إلى القاعة قبيل الساعة 22:00 (03:00 بتوقيت غرينتش الأحد) أثار صيحات استهجان طغت على التصفيق والتشجيع.
لكنّ مشجعين من أنصار ترمب حيّوه بحرارة. كما لم يكن هناك تكرار صاخب لصيحات «احبسوه» التي استقبلته عند ظهوره في مباراة البيسبول، نهاية الأسبوع الماضي.
وقالت آنا توريس (50 عاماً) التي أطلقت صيحات استهجان ضد ترمب مع صديقها لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا سنحظى بمتعة أكبر لو لم يكن هنا». في المقابل، أعرب بعض المشاهدين عن سرورهم لرؤية الرئيس، الذي يخوض معركة في واشنطن مع محاولة الديمقراطيين لعزله.
وقال نيكو فيرانتي (30 عاماً) إن «إطلاق صيحات الاستهجان أمر غير محترم لأنه رئيسنا»، مضيفاً أنه لم يتفاجأ بحضور الرئيس. وأضاف فيرانتي أنّ ترمب «من نيويورك، وهو يحب هذا النوع من النشاطات».
وأدى حضور ترمب إلى نيويورك لمظاهرة ضمت بضع عشرات من الأشخاص أمام الصالة الشهيرة. ورفع المتظاهرون لافتات كُتِب عليها «ترمب - بنس اخرجا الآن!» و«احبسوه». وأحد المتبارين جورج ماسفيدال هو من أنصار الرئيس ترمب.
وتابع ترمب المباراة بين كيفن لي وغريغور غيليبسي، ثم وقف لثلاثين ثانية تقريباً ليصفق للمتباري غيليبسي. وردد المشاهدين هتافات «يو إس إيه» حين انتصر متبارٍ أميركي على آخر من بلغاريا.
وفي المدرجات، اندلعت شجارات متفرقة نجمت عن إفراط بعض الحضور في تناول مشروبات كحولية، وأوقف الأمن شخصين على الأقل من قسم واحد.
في الأسفل، دارت فتيات يرتدين سراويل قصيرة حول قفص النزال، وهن يرفعن لافتات فوق رؤوسهن تعرض رقم جولة النزال التالية.
وجلس ترمب (73 عاماً) في الصف الثالث مع ابنيه دونالد الابن وإيريك وعدد من قادة الحزب الجمهوري. وقالت المتفرجة آليا ديبنر التي جاءت من ولاية بنسلفانيا لحضور اللقاء: «لقد هتفتُ له».
وتابعت: «ربما لا أتفق مع سياساته، لكنه من اللطيف أن يختار الجلوس بين الناس حين يكون بوسعه الجلوس على منصة» يحميها زجاج.
ومن المعروف عن ترمب ولعه بفنون القتال المختلطة، إذ استضاف نشاطات لها في أحد فنادقه، ومن المعروف أنه صديق مقرب لرئيسه، دانا وايت، الذي يعلن دعمه علناً له. ومن المتوقَّع أن يقضي ترمب ليلته في «برج ترمب» في الجادة الخامسة، قبل أن يغادر صباح الأحد.
وتأتي زيارته بعد يومين من إعلانه، الخميس، أنه سيجعل من مجمعه الفندقي في مارا لاغو بولاية فلوريدا مقراً لإقامته، بدلاً من شقته الفاخرة من ثلاثة طوابق في قمة «برج ترمب».
وغادر ترمب قاعة النزال في الساعة الواحدة صباحاً، بعد أنّ هزم جورجي ماسفيدال منافسه ناتي دياز في النزال الأخير على حزام «بي إم إف». وسلّم المصارع الذي صار ممثلاً دوين جونسون المعروف باسم «ذا روك» الحزام لماسفيدال.
وكان ترمب واجه موقفاً مماثلاً الأحد الماضي عندما حضر مع زوجته ميلانيا المباراة الخامسة في الدور النهائي لدوري البيسبول في واشنطن. وحضر ترمب في اليوم الذي أعلنت فيه إدارته مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي المطلوب الأول لـ«البنتاغون».
وبعد الشوط الثالث للمباراة عرضت كاميرات الفيديو في الملعب صور جنود حاضرين في المدرجات، لكنها تحولت فجأة لتظهر صورة ترمب. وأطلق المشجعون صيحات الاستهجان، عندما ظهرت صورة ترمب على شاشة عملاقة.
صيحات استهجان ضد ترمب خلال حضوره مباراة لفنون القتال
صيحات استهجان ضد ترمب خلال حضوره مباراة لفنون القتال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة